تواجه الحكومة الليبية الجديدة، أولى عقباتها المتمثلة في انقسام البرلمان بين طرابلس وطبرق، ما يهدد عملية منحها الثقة في الآجال القانونية لمباشرة مهامها.
وتنصّ خريطة الطريق الموضوعة لحل الأزمة الليبية على وجوب أن تحصل الحكومة على ثقة البرلمان مجتمعا غير أنّ جهود توحيد البرلمان الليبي فشلت حتى الآن.
ولم تبدد أجواء التفاؤل التي رافقت الإعلان عن السلطة السياسية الجديدة في ليبيا المخاوف من أن يحول الانقسام داخل البرلمان دون انعقاده لمنح الثقة للحكومة الجديدة.
وبرزت هذه المخاوف بعد صدور بيانين منفصلين أحدهما من الكتلة البرلمانية في طبرق وهو يدعو النواب المقاطعين للتخلي عن المصالح الشخصية والحضور إلى مقر البرلمان في بنغازي للتعامل الإيجابي مع تشكيل الحكومة.
أما البيان الثاني فأصدرته الكتلة البرلمانية الموجودة في طرابلس وطالبت أعضاء البرلمان للحضور إلى المقر لمنح الثقة للحكومة المزمع تشكيها.
ويسلط هذا الانقسام الضوء على تحديات بانتظار الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة التي يتوجب أن تتشكل قبل الـ 26 من الشهر الجاري، على أن تقدم برنامج عمل للبرلمان لإقراراها في جلسة عامة بحلول 29 مارس/ آذار المقبل.
واعتبر متابعون للشأن الليبي أن التئام مجلس النواب في هذا الوقت القصير وأقل من 30 يوما أمر مستحيل، فالخلاف بين النواب كبير ويحتاج لوقت أكبر لتسوية جميع نقاطه.
وفي السابق عقد النواب 3 جلسات في محاولة للم شمل البرلمان الليبي، كانت أولها في مصر والثانية في المغرب والثالثة في غدامس الليبية، لكن بقي خلاف فريقي طبرق وطرابلس حول رئاسة البرلمان، حيث يطالب النواب بتغيير رئيس البرلمان عقيلة صالح وبتعديل اللائحة الداخلية كي تتمكن من تمرير القرارات بأقل عدد أصوات وهو أمر مستحيل.
وفي هذا السياق، استبعد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي الدكتور علي التكبالي ، انعقاد البرلمان في ظل هذه الخلافات القائمة، مؤكدا في تصريحات لـ”الغد”، أن المقر الدستوري للبرلمان في بنغازي ، ونحن نقول لمن ذهبوا إلى طرابلس إن يأتون إلى بنغازي، فهناك إصرار على عدم اجتماع البرلمان، فحتى هذه اللحظة المستشار عقيلة صالح هو رئيس البرلمان.
وأوضح أن هناك من يطلب اللقاء والانعقاد في صبراته وهي مكان الدواعش ومكانهم ، متسائلا:”لماذا في مكان آخر وهم عندما اجتمعوا قالوا أن مقر البرلمان في بنغازي؟”
وتابع:”لا أعتقد أن الحكومة ستمنح الثقة في البرلمان وسوف سيذهبون إلى الـ75 وهذه هي المشكلة الآخرى التي وضعت لكي لا تقوم هذه الحكومة”.
وأردف:”على أولئك الذين ذهبوا إلى طرابلس لقاء أموال ، أن يأتون إلينا في بنغازي”
واتفق معه في ذلك من طرابلس ، الكاتب والمحلل السياسي محمود اسماعيل الرملي، حيث قال إن المشهد ضبابي ، ولم يجد البرلمان المنقسم على نفسه حلا بين غائبون وحاضرون في طبرق وطرابلس.
وأكد أن الليبيون حريصون على الوصول إلى حل ، ويجب أن تكون ليبيا موحدة ولها أجسام شرعية ، ولكن هناك تجاذبات بين شمال وجنوب.
