تؤكد الحقائق داخل القارة الأوروبية، أن شبح «الموت بردا» يمسك بأنفاس الأوروبيين، بسبب أزمة الطاقة الخانقة والتي تهدد بالموت بردا وعدم القدرة على مقاومة برد الشتاء القارس مما دفع الحكومات في العديد من الدول الأوروبية لتوجيه «نصائح فقط» بعدم تعدى درجة حرارة التدفئة 19 درجة مئوية، وسيتم حظر الإعلانات المضيئة في غالبية الأماكن العامة. وسيخيم الظلام على الشوارع والميادين العامة اقتصادا في استهلاك الطاقة. بينما يهدد الظلام ملايين الوحدات السكنية وبساعات إظلام متبادلة توفيرا للطاقة. فيما أصبحت التماثيل والمباني التاريخية مظلمة، يتحدث أصحاب المخابز الذين لا يستطيعون أن يشعلوا أفرانهم عن الاستسلام. ويواجه مزارعو الخضروات والفواكه احتمال وضع الصوبات الزراعية فى حالة خمول.
- أوروبا بدأت تطرح برامج إغاثة، لمواجهة مخاوف «الموت بردا»، وكيفية التعامل مع أخطر أزمة في تاريخ القارة العجوز: البرد القارس والظلام والتضخم المفرط.. مقابل اشتعال الغضب داخل الشارع الأوروبي.
- ومصر تمتلك كل مقومات الحل: التدفئة الطبيعية «شمس مصر ومناخها الدافىء»..والأسعار التنافسية مقارنة بأسعار التضخم المفرط في الدول الأوروبية، وغالبية دول الشرق الأوسط وصولا إلى دول جنوب شرق آسيا.. ومصر تنفرد بمزايا (الاستقرار السياسي، والأمن والسلام الاجتماعي، والأمان والتصالح الاجتماعي داخل الشارع المصري..ثم اقتراب المسافة بين الدول المواجهة والمتشاطئة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي (فرنسا، وإيطاليا، واليونان، وإسبانبا، وموناكو، وسلوفينيا، والبانيا، وكرواتيا، ومالطا، والجبل الأسود، والبوسنة والهرسك).
مصر تقف أمام «فرصة تاريخية»، لتحقيق «دخلا استثنائيا وتاريخيا» خلال فترة أزمة الشتاء في أوروبا ولن تتجاوز 3 شهور ونصف الشهر، على أكثر تقدير، ويتراوح الدخل المتوقع لمصر ما بين 70 ـ 80 مليار دولار، لو تم استثمار الأزمة الأوروبية جيدا بالتخطيط المسبق والترويج السياحي المناسب وبالأسعار التنافسية لملائمة الوضع الاقتصادي في كل الدول الأوروبية. وفضلا عن مردود «استضافة الشتاء»، فسوف تفتح الأبواب لرؤية مصر التاريخية الحضارية والثقافية والسياحية مما يهيىء لتدفق سياحي مناسب لمكانة مصر وتاريخها ومناخها والتواصل الحضاري على أرضها وصولا لمصر الحاضر.
التحدي أمام مصر يفرض سرعة التحرك لتنفيذ أكبر وأضخم برنامج سياحي عالمي، لاستضافة ملايين الأوروبيين فيما يطلق عليه emergency tourism ـ السياحة الطارئة أو الاضطرارية ـ وعلى السفارات والقنصليات الخارجية، وبالتنسيق مع وزارتي السياحة والطيران وغرفة شركات ووكالات السفر و السياحة، ووزارة التنمية المحلية، وبرعاية مباشرة من رئيس الحكومة، ببدء التسويق لبرنامج «حضن مصر الدافىء» وبمختلف اللغات على نحو: Warmth and light in Egypt // Chaleur et lumière en Egypte
Wärme und Licht in Ägypten // Calore e luce in Egitto، خاصة وان هناك اهتماما من القيادة السياسية بقطاع السياحة والسفر دفع إلى افتتاح مطارات جديدة لربط المدن السياحية والمناطق الأثرية مثل مطار سفنكس لتخفيف الضغط عن مطار القاهرة وتقليل نفقات الهبوط، ومطار العاصمة الإدارية، والبردويل الصناعى، وبرنيس، لربط القاهرة بالجنوب. بجانب سياسات برامج التحفيز التى اتخذتها رئاسة الوزراء لدعم برامج الطيران العارض لربط المقصد المصرى بالدول التى لا يوجد بها طيران منتظم ومد البرنامج حتى 31 أبريل 2023.
- ويوجد فى مصر نحو 27 مطارًا دوليًا ومحليًا ، ومنهم مطاران بنظام الـB.O.T وهما مطارا مرسى علم والعلمين، وعلى سبيل المثال فإن مطار الغردقة الدولى يستقبل يوميا اكثر من 10 آلاف سائح.
ومن الواضح أن الحكومة جادة فى دعم القطاع السياحى بحزم تحفيزية من خلال تأجيل مستحقات المياه والغاز والكهرباء، وتأجيل المستحقات التأمينية، والاستفادة من مبادرة تمويل البنك المركزى، وتأجيل أو إعفاء المستحقات الضريبية على العقار السياحي، بجانب تنوع البنية التحتية من طرق ومشروعات قومية، ومشروعات الربط والتنمية الشاملة فى المدن الجديدة، بجانب البنية التحتية الفندقية الهائلة والتى تحتاج للوصول إلى 240 ألف غرفة فندقية.
ولكن برنامج «حضن مصر الدافىء» يمتد خارج سعة الغرف الفندقية ليشمل مواقع وتجمعات ومخيمات سكنية يطلق عليها Compounds or tourist accommodation camps سواء في سيناء أو واحة سيوة، والواحات البحرية، وكذلك فى مثلث طابا ونويبع وسانت كاترين، والغردقة، وتمتد جنوبا من المنيا إلى أسوان (وهي محافظات تذخر بتراث حضاري وديني وثقافي فضلا عن شمس الصعيد المشرقة دائما)..إلى جانب فرصة تاجير القرى السياحية التي تكون مغلقة غاليا في الشتاء، على غرار قرى الساحل الشمالي، ومن الجونة والعين السخنة وحتى شرم الشيخ، وغيرها من القرى الممتدة في ربوع مصر مع توفير سبل الإعاشة الكاملة والمتكاملة للسياح..والتأجير في هذه الحالة يوفر نفقات كثيرة لشركات السياحة مقارنة باسعار الغرف الفندقية.
ومبادرة «حضن مصر الدافىء» ـ مع حملة sunny Egypt ـ لاستضافة سياحية لأكبر عدد من الأوروبيين «هروبا من شبح الموت بردا ومن طول فترة الإظلام يوميا»، تستهدف أساسا emergency tourism ـ السياحة الطارئة أو الاضطرارية، ومن قطاعات عريضة ممن يعاون من تضخم غير مسبوق في منطقة اليورو، ولذا فإن على برنامج «حضن مصر الدافىء» ان يستعين بما هو متاح من «بيوت الشباب» و«بيوت الضيافة» إلى جانب التجمعات والمخيمات السكنية Compounds or tourist accommodation camps والمهيأة بسبل المعيشة الكاملة والمتكاملة ، لتوفير فرص لأكبر عدد من يبحثون عن نفقات متواضعة وميسورة، خاصة من دول شرق أوروبا الأكثر فقرا، وقد بدأ الناس يخزنون أخشاب تدفئة، بينما فى ألمانيا الأكثر ثراءً، فإن القلق الأكبر يسيطر على الجميع.
- تجمع كل التحليلات والتقارير من المؤسسات وشركات الاستشارات والبنوك الاستثمارية الكبرى على أن القارة الأوروبية مقبلة على أشهر في غاية الصعوبة
مما يتطلب خططًا تسويقية وتنوع الأنماط والمنتجات السياحية، بجانب تسهيل إجراءات الوصول، وتطبيق سياسات الطيران المفتوح فى المطارات المصرية المختلفة، مع تخفيض خدمات المطارات الأرضية فى المطارات الرئيسة، وتسيير رحلات مشتركة من الأسواق المستهدفة، لزيادة القدرة على المنافسة والتوسع فى تزايد الحصة السوقية Market share للشركة الوطنية «مصر للطيران».
- الشواهد والحقائق على الأرض تقول إن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة المهيأة لإنقاذ الأوروبيين من الشتاء القاتل المقبل
نحن أمام فرصة تاريخية، ولا نتمتع برفاهية الوقت حتى ننتظر أن تهب رياح الشتاء المقبل على أوروبا (تحت مظلة من التوترات العسكرية والتضخم المفرط وتعقيدات أزمات الطاقة غير المحتملة)، وبالضرورة ضياع دخل «تاريخي» يقترب من 80 مليار دولار خلال فترة زمنية لا تتجاوز 3 شهور ونصف الشهر.