حظر «حزب الشعوب» المعارض.. انقلاب سياسي ضد الديمقراطية في تركيا

سجل النظام التركي، اليوم الإثنين، خطوة إنقلابية وصفتها الدوائر السياسية الغربية بـ «الخطيرة»، ضد الديمقراطية وحرية التعبير، بموافقة المحكمة الدستورية التركية على لائحة اتهام تطالب بفرض حظر على حزب «الشعوب الديمقراطي» الكردي المعارض، بسبب صلات مزعومة بمسلحين.

  • وتعد هذه القضية  تتويجا لحملة دامت سنوات ضد حزب الشعوب الديمقراطي، حيث حوكم الآلاف من أعضائه بتهم تتعلق بالإرهاب بشكل أساسي..بينما ينفي الحزب علاقته بهذه القضية، ويعتبر أن هذه القضية هي «عملية سياسية»

تغير كبير في المشهد السياسي

موافقة المحكمة الدستورية التركية على إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، فاقم من مخاوف الدول الغربية بشأن سيادة القانون في تركيا، فيما تسعى أنقرة إلى تهدئة التوتر الذي يخيم على علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا.
وسيؤدي حظر حزب الشعوب الديمقراطي إلى تغير كبير في المشهد السياسي قبل سنتين من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي يبدو أنها ستكون صعبة بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ظل التحديات الاقتصادية.

سلسلة من الدعاوى القضائية ضد الحزب

كانت المحكمة الإدارية العليا في تركيا، أقامت دعوى قضائية في 7 يونيو / حزيران الجاري، أمام المحكمة الدستورية ضد حزب «الشعوب الديمقراطي» الكردي المعارض.. وسبق أن ردت المحكمة الدستورية قبل شهرين تقريبا، دعوى تقدمت بها المحكمة الإدارية، بسبب عدم اكتفاء الأدلة..وأقام ادعاء محكمة الاستئناف دعوى ضد حزب «الشعوب الديمقراطي»، في مارس/ آذار الماضي، مما أثار انتقادات دولية وعمق مخاوف بشأن مزيد من التراجع الديمقراطي والحقوقي في البلاد.
  • وأصد حزب الشعوب الديمقراطي المعارض،  بيانا دعا كل القوى الديمقراطية، وكل قوى المعارضة الاجتماعية والسياسية والشعب التركي للاصطفاف معا، ضد ما اعتبروه «انقلابا سياسيا».
كما اتهم الحزب أردوغان بـ «استخدام القضاء كأداة لإعادة تشكيل المشهد السياسي»، قبل عامين من موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، التي يبدو أن الحكومة ستخوض خلالها معركة قاسية في ظل التحديات الاقتصادية.

عدوانية أردوغان

وتابع الحزب  في بيانه «أن عدوانية أردوغان  وحكومته دليل على ذعرهم، وأنهم مهما فعلوا، لن يرضخوا أبداً ولن يستسلموا، وسيواصلون المقاومة الديمقراطية بكل تصميم»
وقال عضو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في تركيا، بركات قار، إن سعي التحالف الجمهوري المكون من حزبي العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لحظر حزبه، ليس جديدا.
وأضاف«هم يريدون إغلاق حزبنا، وهذا قائم منذ زمن طويل، حيث يتحالف معهم في هذا التوجه حزب الوطن بقيادة دوغو برينجك، الذي يدعي أنه يساريا، لكن له تاريخ غير مشرف، وهو معزول من جميع القوى اليسارية في تركيا، وأصبح حليفا لحزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان».
  • يذكر أن حزب الشعوب الديمقراطي المعارض ‏(HDP) هو حزب سياسي تركي يساري  يُعتبر الحزب موالياً للأكراد ، تأسس سنة 2012 كفرع سياسي لمؤتمر الشعوب الديمقراطي.

اعنقالات تعسفية لأعضاء الحزب

وشكل الحزب تهديدا لسلطة الرئيس التركي أردوغان، الذي مارس الاعتقالات التعسفية في حق أعضائه ووصفه بأنه «الذراع السياسية لحركة حزب العمال الكردستاني الإرهابية»، وهي اتهامات لم تعمل على إيقاف الحزبـ، فلجات أنقرة إلى حظر الحزب قضائيا!
كان لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP) الموالي للأكراد، دورا فاعلا ومؤثرا في الفارق في الانتخابات الكبرى الأخيرة في تركيا. وبشكل خاص الانتخابات المحلية في مارس/ آذار من العام الماضي التي ساهمت في تأكيد سمعته كـ “صانع للملوك”. ففي خطوة ذكية ساهم في الهزيمة الانتخابية الأولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، بعدما سحبت قيادة حزب الشعوب الديمقراطي مرشحيها في بعض المدن وطالبوا ناخبيهم بالتصويت بدلاً من ذلك لمرشحي حزب الشعب الجمهوري المعارض (CHP). فبدون الدعم الكردي، كان فوز حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات في بعض المدن التركية غير وارد.

تشتيت صفوف المعارضة التركية

ويعتقد كثير من الخبراء السياسين الأتراك، أن الحكومة التركية تحاول تشتيت صفوف المعارضة باستخدام القضية الكردية الحساسة للغاية، حيث تقوم حسابات السلطة، حسب مراقبين، على التالي: كتلة المعارضة تضم الجمهوريين ممثلين بحزب الشعب الجمهوري وحزب «الخير» (IYI) القومي. وأي تقارب بين هذين الحزبين وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي تتهمه الحكومة بـ«الإرهاب» قد يردع قاعدة الناخبين الأساسيين لديهما.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]