لم تقتصر تحركات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، على التحركات والخطوات العسكرية في معركة طرابلس فقط بل امتدت إلى التحركات الدبلوماسية حيث زار حفتر، الخميس، إيطاليا والتقى رئيس الوزراء جوزيبي كونتي.
كونتي وحفتر
لم تكن زيارة حفتر إلى إيطاليا هي الزيارة الخارجية الأولى له بعد انطلاق معركة طرابلس، حيث زار قائد الجيش الليبي مصر مرتين والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن زيارة حفتر إلى روما تعد الأولى أوروبيا.
وكشفت الحكومة الإيطالية تفاصيل لقاء كونتي، وحفتر، حيث قالت الحكومة في مذكرة لها، أن اللقاء المطول بين الطرفين استمر لعدة ساعات.
وأكدت الحكومة، أن “كونتي قال لحفتر إن تدهور الوضع على الساحة مثير للقلق، موصيا بتجنب وقوع أزمة إنسانية في البلاد”.
وأضافت الحكومة، أن اللقاء يندرج في إطار الاجتماعات العديدة لرئيس الوزراء الإيطالي مع ممثلي الأطراف الليبية لمواجهة التدهور الميداني المقلق”.
وأوضحت الحكومة، أن “الرئيس كونتي أكد من جديد ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن”، وذلك “لتجنب وقوع أزمة إنسانية في البلاد، وحماية الشعب الليبي في ظل هذه الظروف الصعبة”.
حفتر وماكرون
بعد ساعات معدودة من لقاء حفتر مع رئيس وزراء إيطاليا، سارعت فرنسا بالإعلان عن لقاء مرتقب بين حفتر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأفادت وكالة رويترز نقلا عن مصدر في الرئاسة الفرنسية ، أن الرئيس ماكرون سوف يناقش مع حفتر الوضع في ليبيا وشروط العودة للحوار السياسي عقب زيارة السراج وبالتنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء”.
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد دعا إلى وقف إطلاق النار في معركة طرابلس الأسبوع الماضي وذلك بعد أن اجتمع مع رئيس الوزراء حكومة الوفاق فائز السراج.
التنازع الفرنسي الإيطالي
بالرغم من التنافس بين فرنسا وإيطاليا حول الأزمة الليبية لكنهما اتفقا على وقف إطلاق النار في معركة طرابلس، حيث استقبل الرئيس الفرنسي رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وطالب ماكرون بوقف إطلاق النار.
كما التقى السراج مع رئيس الوزراء الإيطالي وطالبت روما بوقف القتال وإدانة الحل العسكري للأزمة الليبية.
هدنة فاشلة
محاولات إيطاليا وفرنسا لم تكن الأولى بل سبقتها محاولات للمبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة لعقد هدنة إنسانية بداية شهر رمضان، لكنها فشلت بعد رفض الجيش الليبي وقف التحركات العسكرية نحو العاصمة طرابلس وأيضا أصرت القوات الموالية لحكومة الوفاق على استمرار القتال.
وحاول غسان سلامة طيلة الفترة الماضية الحصول على دعم دولي للعمل على وقف إطلاق النار في معركة طرابلس والعودة إلى المسار السياسي مرة أخرى.
شروط النجاح
أكد السياسي والحقوقي الليبي عبد الحفيظ غوقة ، أن ” زيارات المشير خليفة حفتر إلى روما وباريس تأتي في إطار محاولات المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في معركة طرابلس بالرغم من صعوبة تحقيق ذلك”.
وأضاف غوقة، في تصريحات خاصة لموقع الغد أن رئيس حكومة الوفاق فائز السراج قد التقى الرئيسين ماكرون و كونتي ولذلك تأتي زيارات حفتر إلى البلدين لأنه الطرف الثاني في معركة طرابلس، لكنها زيارات متأخرة بسبب تصاعد حدة الاشتباكات وتعقيد الأوضاع في المعركة”.
وأكمل غوقة، أن ” الحل الأقرب هو تنفيذ اتفاق باريس الذي أبرم العام الماضي والذي يقضي بإجراء الانتخابات الليبية وعدم شرعنة الميليشيات المسلحة”.
وأوضح غوقة، أن ” الجيش الليبي لن يوافق على وقف إطلاق النار إلا بعد طرد الجماعات المسلحة من العاصمة، وقد تنتج المفاوضات عن تشكيل حكومة وطنية انتقالية ثم إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف غوقة، أن ” الجماعات التي تقاتل تحت لواء حكومة الوفاق لا تسير وفقا لتعليمات السراج وهو ما يعقد الأوضاع والمفاوضات لأن القرار ليس في يديه”.
