أسدل قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، «ستار الفشل» على مؤتمر باليرمو، الذي انطلقت فعالياته صباح الإثنين في إيطاليا، وذلك بعدم مشاركته اعتراضا على حضور جهات يعتبرها إرهابية.
ويشارك في المؤتمر عدد من الأطراف الدولية الفعالة، إلى جانب الأطراف الليبية الرسمية، على مدار يومين متتالين، بهدف التحاور مع كافة الأطراف الليبية، والتوصل إلى تهدئة ووقف النزاع بين كافة الفصائل، وتهيئة البلاد إلى إجراء انتخابات حرة تعبر عن تطلعات الشعب الليبي.
ويشهد الملف الليبي صراعات بين أطراف عدة، خاصة بين الشرق والغرب، وتحديدا بين حكومة الوفاق، والجيش الليبي بقيادة حفتر، الذي يحارب الإرهاب ويتصدى لعناصر داعش وتنظيم القاعدة ويدشن الحملات المستمرة للقضاء عليهما.
باليرمو فشل قبل بدايته
ومن هنا تأتي أهمية وجود الطرفين على طاولة المفاوضات في مؤتمر باليرمو، إلا أن مصادر خاصة لقناة الغد، أفادت بأن حفتر لن يحضر المؤتمر، ولكنه سيحضر اجتماعا أمنيا في إيطاليا برئاسة روسيا وإيطاليا، وحضور رؤساء مصر وتونس وتشاد.
وقال مراسل الغد من باليرمو عمرو المنيري، إن عدم مشاركة المشير خليفة حفتر في فعاليات المؤتمر، يعني فشل المؤتمر الإيطالي في حل الأزمة الليبية، باعتبار أن حفتر أحد اللاعبين الرئيسيين والأساسيين في الملف الليبي.
وأوضح مراسلنا، أن عدم مشاركة حفتر في المؤتمر، تعود إلى عدة أسباب، منها توجيه الدعوة إلى قطر التي يعتبرها أحد الداعمين الأساسيين للإرهاب، بالإضافة إلى حضور بعض قادة الميليشيات الإرهابية التي يحاربها المشير خليفة حفتر.
إيطاليا تؤكد أهمية باليرمو
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبّي كونتي، «إن مؤتمر قمّة باليرمو لأجل ليبيا يحظى بدعم قادة دوليين، وهو ليس مجرد فرصة لالتقاط الصور التذكارية التقليدية».
وأضاف رئيس الحكومة، في مقابلة مع صحيفة “لا ستامبا” الإيطالية، الإثنين، «نحن على استعداد لهذه المبادرة بكل عزم وقناعة، وسوف نستمر بالروح نفسها بعد القمة أيضا»، فـ«لا نريد هذا المؤتمر بوصفه مجرد واجهة أو فرصة لالتقاط الصور»، بل إن «الأهم من ذلك سيكون العمل الذي سنقوم به في وقت لاحق لاستمرارية هذه العملية».
وأكد رئيس مجلس الوزراء، «لقد تحدثت إلى العديد من القادة الدوليين، ولمست لدى جميعهم اهتماما ودعما، بغض النظر عن المشاركات الفردية»، مبينا أن “تمثيل الدول المشاركة سيكون على مستوى أكثر من كاف، بدءاً من روسيا وفرنسا”.
باليرمو فاشل.. ولن يجدي نفعا
وفي السياق ذاته، أكد رئيس تحرير جريدة العرب اللندنية، محمد الهوني، أن مؤتمر باليرمو فشل بكل المقاييس في تحقيق أهدافه، فهو بدون أجندة، وبدون تنظيم، حيث دعت إيطاليا شخصيات غير مرعوبة، تدعم الإرهاب والعنف في ليبيا.
وأضاف الهوني، عبر شاشة الغد، أنه من الأسباب الرئيسية أيضا لفشل المؤتمر، عدم حضور المشير خليفة حفتر، بسبب توجيه الدعوة لأشخاص محسوبة على الإسلام السياسي، وتم تصنيفها ضمن قائمة الإرهاب في البرلمان الليبي.
لهذا السبب لن تخرج ليبيا من أزمتها
قال المحلل السياسي الليبي، محمد العمامي، إن ليبيا ستخرج من هذه الأزمة، إذا ما اتفقت الأطراف المتصارعة على حكومة واحدة، وبرلمان واحد، وجيش ليبي موحد، وليس كتائب أمنية، مشيرا إلى أنه بدون تلك الأشياء لن يتحقق الاستقرار في ليبيا، وبالتالي لن ينجح المؤتمر طالما لم يستطع إحداث حوار وتوافق بين الأطراف المتصارعة.
وقال العمامي، إن حضور مصر في هذا المؤتمر هام لطرح رؤيتها لمواجهة الإرهاب، فهي من الدول التي تأثرت كثيرا من الإرهاب في ليبيا، كما أنها من الدول التي لديها خبرة كبيرة في محاربة الإرهاب والتطرف، ومن هنا تأتي أهمية حضورها لهذا المؤتمر.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات المؤتمر، لمدة يومين متتالين، يتخللهما، جلسات عن الحوار الاقتصادي، القضايا الأمنية، فهل كتب المشير خليفة حفتر، للمؤتمر، النهاية قبل بدايته؟
