قال الصحفي المختص بحقوق الإنسان، ماجد العاروري، إن ما جرى مع الناشط نزار بنات يكشف أن هناك توجها لاغتيال وتصفية جسدية لكل من يختلف مع السلطة الفلسطينية.
وأضاف العاروري، خلال مقابلة مع مراسل الغد، أنه كان يجب على الحكومة الفلسطيني أن تقيل كافة القيادات الأمنية، كونها المسؤولة عن هذه الجريمة البشعة.
وأشار العاروري إلى أن هذه الجريمة ستأخذ أبعادا خطيرة، خاصة أنها ترتبط بجريمة التعذيب، وإن لم تقم السلطة بإجراءات واضحة وحقيقية ومحاسبة المعتدين فسيصير الحديث عن بعد دولي.
وشهدت مدينتا الخليل ورام الله وقفتين احتجاجيتين على وفاة الناشط والحقوقي الفلسطيني، نزار بنات، في إطار استمرار التنديدات بمقتله.
وأفاد مراسلنا من الخليل بأن عائلة بنات قالت إن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني اقتحم المنزل واعتدى بالضرب بالعصي والآلات الحادة وتم رش الغاز على نزار، ثم اقتادوه وهو حي.
وأشار مراسلنا إلى أنه حاول الحديث مع محافظ الخليل والأجهزة الأمنية، إلا أن الجميع رفض الحديث، وأن محافظ الخليل اكتفى فقط ببيان بأن الوفاة نتجت عن مشكلة صحية.
وأكد مراسلنا، أن هناك حالة من الغضب الشديد في الشارع الفلسطيني، حيث يحملون رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مسؤولية مقتل نزار بنات، وهتف النشطاء والمحتجون الذين تجمعوا من كل مناطق الخليل في الوقفة بأن “ناجي العلي عاد من جديد”، مرددن هتافات مثل “نزار بنات قُتل” و”نزار بنات شهيد الحق”، و”يا للعار.. اغتالوه بباب الدار”.
ولفت إلى أن نزار هو ناشط سياسي معارض، وأحد الذين شاركوا في قوائم انتخابية للانتخابات التشريعية التي تم تأجيلها، وتم اعتقاله العديد من المرات، وكان مؤخراً انتقد الرئيس الفلسطيني.
وقال أحد النشطاء المشاركين في الوقفة، نادر العويوي، إن من قتل نزار بنات واضح للجميع، وأنه تم قتله بدم بارد بعد أن تم اقتحام منزله وسحله، مؤكدا أن اغتيال بنات هو اغتيال لحرية التعبير والقيم الأخلاق في المجتمع الفلسطيني، وتجاوز لكل الخطوط الحمر، متابعاً أنه كان هناك تنسيق بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية وتم اقتحام منزل نزار.
ولفت العويوي إلى أن نزار بنات تعرض لأكثر من مرة لمحاولات اغتيال، ورحل الآن “بفعل بلطجة الأجهزة الأمنية”.
وردد مشاركون في الوقفة دعوة للجميع من الخروج من السلطة الفلسطينية.
وأعلن رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة الناشط نزار بنات أثناء اعتقاله من قبل قوة من الأجهزة الأمنية في الخليل.
وقال اشتية، في تصريح صحفي حول حادثة وفاة نزار بنات، إن لجنة التحقيق برئاسة وزير العدل محمد الشلالدة، وعضوية رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، وطبيب ممثل عن عائلة بنات، واللواء ماهر الفارس عن الاستخبارات العسكرية، مضيفاً أنه سيدعو طبيبا من جهة العائلة للمشاركة في تشريح الجثمان.
وأوضح اشتية، أن اللجنة ستبدأ عملها فورا للبحث والتقصي والوقوف على أسباب وفاة بنات، وستعتمد على نتائج التشريح وتستمع إلى شهادة عائلته وشهود العيان والمسؤولين.
