حقول الألغام .. مساحات من الموت خلفتها الدول الاستعمارية في الأراضي العربية

تعد حقول الألغام مساحة من الموت، خلفها الاستعمار في الدول العربية، لتحصد مزيدا من الضحايا بين يوم وآخر، وإضافة على هذه الحروب هناك حقول جديدة زرعتها التنظيمات الإرهابية.

وتشير إحصائيات مرصد الألغام  الأرضية إلى وجود نحو 110 ملايين لغم في العالم، 40 %  منهم في الدول العربية، وقد شهد عام 2016  مقتل 2100 بسبب الألغام وبحسب الأرقام فإن 78% من ضحايا الألغام ومخلفات الحروب حول العالم من المدنيين، وهو ما يستوجب تعزيز الجهود الدولية لإزالتها.

وتأتي مصر في مقدمة الدول التي تحتوي على عدد من الألغام  حيث يوجد بها نحو 23 مليون لغم، وتقف هذه الألغام عائقا أمام مشروعات التنمية في مصر، وفي عام 2010 اكشتف نحو 22 مليون لغم في سيناء و العلمين.

وفي العراق في مساحة 1700 كيلومتر مربع من الأراضي تحتوى على 25 مليون لغم من مخلفات الحرب الإيرانية العراقية، إضافة إلى الألغام التي زرعها تنظيم داعش.

وأشارت تقاير دولية إلى أن أكبر تحد أمام جهود إزالة الألغام هو تكلفتها العالية وهو ما يشكل عبئا كبيرا على اقتصادات الدول التي تنتشر بها.

من جانبه أكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوي المستشار بكلية القادة والأركان، على وجود مصاعب في عملية تطهير الأرض من الألغام،  لأنه لا توجد خرائط لها، فمنذ 75عاما وقت قيام الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء والمحور وعندما استشعرت ألمانيا الهزيمة ذرعت 22 مليون لغم في مدينة العلمين والتي كانت سلة غذاء العالم وتقوم على الإكتفاء الذاتي من الزرع على مياه الأمطار، وعندما انتهت الحرب أخذوا الخرائط ولم يتركوها.

وطالب الشهاوي فتح ملف إجبار بريطانيا وألمانيا على دفع تكلفة إزالة الألغام، موضحا أن زرع الغم يتكلف مبلغ بسيط يصل إلى 33 دولار ،بينما إزالة اللغم تتكلف ما يقرب من 1000 دولار.

وأكد أنه بمرور الوقت تزيد خطورة اللغم وتزيد حساسيته بسبب عوامل البيئة و الأمطار ، وربما ينتقل اللغم من مكان إلى أخر بسبب عوامل الجو والبيئة .