حقيقة النوايا التي تتربص بالمسجد الأقصى

بعد أسبوع واحد من نقل السفارة الأمريكية، لمدينة القدس المحتلة، تعمد السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال، اليهودي دافيد فريدمان، أن يظهر إلى جانب صورة معدلة بـ «فوتوشوب» اختفى فيها المسجد الأقصى، وظهر في مكانه «مجسم الهيكل المزعوم»، ثم تسلم الصورة كهدية خلال زيارته إلى معهد ديني في القدس.

 

 

 

السفير الأمريكي، كان يعرف جيداً استبدال المسجد الأقصى المبارك، بالمعبد اليهودي، في الصورة، ولكنه أصر مع ذلك على الظهور، والتقاط صور له معها، إرضاءً ليهود متشددين معروفين بالمطالبة بهدم المسجد الأقصى ـ  وقد إهتزت قواعده وتصدعت فوق شبكة أنفاق أرضية ـ  لإقامة «هيكل سليمان» مكانه.. وتؤكد خطوة السفير الأمريكي، بحسب وسائل الإعلام العبرية، أن الولايات المتحدة، إلى جانب انحيازها الكامل لتصورات ومطالب دولة الاحتلال في عملية السلام، لا تمانع في الترويج لدعوات المتشددين اليهود واليمين الإٍسرائيلي المتطرف الداعي إلى إزالة أحد المواقع الإسلامية في العالم، والتي تحظى بقدسية خاصة في العالم الإسلامي.

 

 

 

الصورة كشفت عن حقيقة النوايا الأمريكية ـ الإسرائيلية، التي تتربص بالمسجد الأقصى، في أعقاب «خطيئة ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها .. ولم يتبق سوى «الخلاص» من الرمز الديني الإسلامي، مما بدا واضحا من ابتسامة السفير الأمريكي وهو يتسلم صورة مجسم للهيكل المزعوم، مكان الحرم القدسي الشريف، مع آثار دمار قبة الصخرة والمسجد الأقصى، في رسالة رمزية للموافقة على «النوايا اليهودية» المبيتةّ، بحق أولى القبلتين، والتي عبر عنها مع نهاية القرن التاسع عشر، «تيودور هيرتزل»، أحد أبرز مؤسسي الحركة الصهيونية : «إذا حصلنا يوما على القدس، وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي شئ ، فسوف أزيل كل شئ ليس مقدسا لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون» .

 

 

 

 

 

 

ومقولة هرتزل في العام 1892 كانت تجسيدا للرغبة الملحة، والتي أضيفت إليها دوافع الأساطير، التي تعتمد عليها بعض الجماعات اليهودية، صاحبة الاعتقاد بوجود هيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، وتتبنى فكرة إعادة بناء الهيكل الجديد على أنقاض الأقصى، تحقيقا للإستقراءات الوهمية وللأساطير التي إبتدعوها.. وقد بدأ الصهاينة الأوائل محاولات المساس بالمسجد الأقصى في شهر أغسطس/ آب  1929 أثناء الإنتداب البريطاني في فلسطين، وتصدى لهم الفلسطينيون بحزم .. ولم تتوقف المحاولات بعد ذلك .

 

 

 

  • و قصة «هيكل سليمان» في المسألة اليهودية، بدأت فصولها في أحضان العقيدة والأساطير، والتي تستند إليها أحلام ( 120) جماعة يهودية تشارك في مخطط التدمير المنظم للمسجد الأقصى.. وتسري في ضمائرهم أوهام الاعتقاد بأن «الفكرة» تلامس حدود «القداسة»، والتي تفرض أحكامها وضع التصورات النهائية لتصميم الهيكل الجديد !! وفي صيف 1990 تم إعداد مخطط هندسي أعده المهندس «مائير بن دوف» بناء على تكليف من «تيدي كوليك » رئيس بلدية القدس وقتئذ، وهو تصميم لهيكل سليمان الثالث لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى، وقامت سلطات الإحتلال بتوزيع ملصقات الهيكل على نطاق واسع، بهدف تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل «كارثة» تدمير الصرح الإسلامي المقدس، وتضمنت الملصقات تنويها بأن المسجد الأقصى بناه (الأمويون) في القرنين السابع والثامن الميلادي فوق الأثر الديني للهيكل!!

 

 

 

  • وفي خريف 2007 قامت منظمة «معهد الهيكل» بنصب شمعدان ذهبي أطلقت عليه اسم «شمعدان الهيكل» قبالة باب المغاربة بالقرب من الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك.. الشمعدان كان قد وضع سابقا في أحد شوارع البلدة القديمة في القدس، ثم أجرت المنظمة الصهيونية إضافات عليه بتكلفة 100 ألف دولار، وقامت بنصبه على موقع ظاهر وعال يقابل المسجد الأقصى من الغرب.. تمت صناعة الشمعدان من الذهب الخالص بوزن 45 كيلو جراما من عيار 24 قيراطا وبتكلفة 3 ملايين دولار ( بأسعار العام 2007).. وتعترف جماعة «معهد الهيكل» بوضع «شمعدان الهيكل» بالقرب من المسجد الأقصى في خطوة عملية أخرى على طريق بناء الهيكل الثالث، وإنهم تعمدوا نصب هذا الشمعدان في موقع يحجب رؤية المسجد الأقصى وقبة الصخرة، إستعدادا لنقله إلى داخل الهيكل بعد بنائه !!

 

 

 

 

  • ويؤكد علماء الآثار ومن بينهم يهود، «مائيير بن دوف» مثلا، بأنه لا يوجد أثرا لما يسمى بجبل الهيكل أسفل المسجد الأقصى، وأشار في دراسة أعدها إلى عدم وجود أثر للهيكل في العصر الإسلامي، وأن الحفريات التي تمت خلال الـ 25 سنة الماضية لم تثبت وجود أي أثر للهيكل أسفل المسجد..وقال «مائير بن دوف» : إن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول اقتحام الحرم القدسي، هي جماعات لا تتبع الشريعة اليهودية التي تحرم دخول المتدينين اليهود إلى ساحات الحرم !! وقد تم طرد عالمة الآثار البريطانية «كاثلين كينيون» من فلسطين بعد فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل الأقصى وذلك أثناء قيامها بأعمال حفريات بالقدس، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان وليس إسطبلات أصلا، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، ونشرت ما توصلت إليه في كتابها (آثار الأرض المقدسة) .

 

 

 

  • ويقول عالم الآثار الفرنسي «دي سولس» في كتابه «تاريخ الفن اليهودي»، إنه تولى بنفسه قياس مساحة الحرم الشريف، وبحث موضوع مكان إقامة الهيكل، وأن نتائج أبحاثه جعلته يرفض تماما ولا يوافق من يدّعون بأن المسجد قد أقيم فوق الهيكل .. وعلى نفس مسار نفي المزاعم اليهودية، يقول المؤرخ البريطاني «ويليام داريمبل»، في كتابه عن القدس بعنوان «المدينة المسحورة»: كان تقدير العلماء في إسرائيل، أن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات، وإستمرت رغم إعتراضات اليونسكو (منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة )، وعثرت البعثات الإسرائيلية على بقايا معالم أعلنت عنها وهللت لها ، ثم أضطرت إلى تغطية الإكتشاف كله بستائر من الصمت، لأن البقايا التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس، ويكشف أنه ليس هناك ماض ينبنى عليه حاضر ومستقبل.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]