حقيقة صافرات الاستهجان التركية خلال “دقيقة الحداد” على أرواح ضحايا باريس
اهتمت وسائل إعلام عالمية بمباراة تركيا واليونان الودية التي أقيمت مساء أمس الثلاثاء في تركيا، وانتهت بالتعادل السلبي.
الاهتمام العالمي لم يكن بنتيجة المباراة أو حتى أهميتها بالنسبة لكلا المنتخبين، ولكن بسبب ما سبقها من لقطة مثيرة للجدل من جانب الجماهير التركية التي قامت بإطلاق صافرات الاستهجان أثناء وقوف لاعبي المنتخبين دقيقة حداد على أرواح ضحايا تفجيرات باريس الأخيرة التي أودت بحياة أكثر من 130 شخصًا.
وقوبلت تلك اللقطة باستياء على نطاق واسع، فيما اجتهدت مواقع عالمية لتفسير تلك الواقعة التي تأتي في الوقت الذي تظهر فيه بلدان عدة حول العالم تعاطفاً مع ضحايا الحادث الأليم.
صحيفة “دايلي ميل” البريطانية سارعت بنقل الواقعة من زاوية السلوك التركي المستهجن، وقالت إن الجماهير هتفت “الله أكبر” أثناء دقيقة الحداد على أرواح الشهداء.
لكن تفسيرات أخرى خرجت بهذا الشأن من بينها تصريح لفاتح تريم مدرب تركيا لـ “دايلي ميل” أيضاً والذي انتقد سلوك جماهير تركيا لكنه ربطه بالمنافس اليوناني نتيجة لتوتر العلاقات ما بين البلدين على مدار سنوات طويلة.
وتعد تلك الودية هي المواجهة الأولى ما بين المنتخبين منذ قرابة 8 سنوات في حين جاء حضور رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، ونظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس، ليؤكد عودة العلاقات بين البلدين.
وقال تريم في تصريحاته عقب المباراة، إنه “ما كان يجب أن تقوم الجماهير التركية بذلك ضد الجيران، فهم في النهاية جيراننا ولا يصح أن نفعل ذلك”.
لكن التفسيرات الأخرى من الجانب التركي حول السلوك الجماهير نقلتها صحيفة “توركيش فوتبول” والتي قالت إن من لا يعرف الكرة التركية ربما يخطئ في فهم ما قامت به الجماهير.
حيث أشارت إلى أن جماهير تركيا اعتادت أن تكسر دقيقة الصمت دائما بمثل تلك الهتافات والصافرات ولا يُقصد بها التقليل من أحد.
وكان التفسير لهذا السلوك، بحسب الصحفية، هو أن تركيا تعرضت لأحداث مماثلة بالتفجير الذي ضرب أنقرة قبل عدة أشهر وتسبب في مقتل أكثر من 100 شخص، لكن الواقعة لم تلق نفس الاهتمام من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مثلما يحدث الآن مع ضحايا فرنسا.
ورددت الجماهير عبارات مثل؛ “الشهداء خالدون.. لن تنقسم البلاد”.
أما تفسير كلمة “الله أكبر” التي قيلت من بعض الجماهير التركية أثناء دقيقة الحداد فبحسب الصحيفة أيضاً أنها تمثل جزءًا من أغنية ملحمية تركية تتردد لتحفيز الجنود واستخدمتها الجماهير لتحفيز اللاعبين قبل المباراة وهو أمر معتاد.
