حكايات رمضانية| الإنشاد الديني في اليمن.. «روائع الشعر الصنعاني»
ارتبط شهر رمضان المبارك، بالأصوات الندية، ترتل القرآن وتشدو بالألحان النورانية، في مديح النبي المصطفى محمد، صلى الله عليه وسلم، وبث سير الصالحين وفرسان الأمة وشجعانها.
المنشد اليمني جمال البنا
وقد بدأ فن الإنشاد الديني مع بدء الدعوة المحمدية، فكان نشيد «طلع البدر علينا»، و«نحنُ نسوةٌ من بني النجار.. يا حبّذا محمّدٌ من جارِ»، أولى فسائل شجرة «الإنشاد الديني»، التي نمت وترعرت فأثمرت وأينعت، فأتت أكلها منشدين ومداحين، يشدون بذلك الفن الغنائي الإسلامي، واستمر أمر الإنشاد والمدح النبوي إلى يومنا هذا، متضمنا عبارات الذكر والتهليل والتسبيح.
وشيئًا فشيئًا صار للإنشاد مقاماته وألحانه، ودخلت آلات موسيقية بدأت من الرق، وتدرجت ما بين العود والكمان والربابة، لتضفي جمالًا إلى جمال وروعة إلى روعة فن الإنشاد في مختلف أرجاء الوطن العربي.
غير أنه في اليمن، يمتاز فن الإنشاد بأشياء كثيرة، منها أنه لا تصاحبه أي آلة موسيقية، وتتضمن كلماته شعرا غزليا عذريا، وشعرا توسليا والمدح في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأيضا الشعر الصوفي وغيره.
واهتمت جمعية المنشدين اليمنيين، التي تأسست في العام 1989، بجمع وتسجيل الآلاف من الموشحات والألحان الخاصة بالأناشيد اليمنية حفاظًا على ذلك التراث الغني من الاندثار.
كما تمكنت الجمعية في عام 2004، من إصدار أول كتاب توثيقي للإنشاد في اليمن، تحت عنوان «روائع شعر النشيد الصنعاني» الذي يضم أكثر من 300 قصيدة شعرية ومشرب، وما يقرب من 700 لحن، وطبعت منه 5 آلاف نسخة وبلغت تكلفته 6 ملايين ريال يمني.
وبرز في اليمن منشدون، منهم طارق البنا، إبراهيم الدردساوي، أمين حاميم، خالد زاهر، عبد القادر قوزع، ومحمد ناجي، وبلال الأغبري، وغيرهم الكثيرون.
