«حكايا حيطان».. معرض يجسد أمنيات أطفال غزة
“يا فلسطين.. رسالة من زينب طفلة فلسطينية تبحث عن الحرية”، و”غزة مقبرة الأحلام ولكنها بلادي العزيزة على قلبي لا غنى عنها ولا مفر منها، فمن يستطيع الهرب من مصيره”، و”يجب إنهاء الانقسام، الوضع صعب على الشباب”، تلك عبارات كتبها أطفال وشباب فلسطينيون من قطاع غزة، وعلقت على الجدار في إطار معرض “حكايا حيطان”.
“حكايا حيطان” هو معرض للتعبير عن هموم وأحلام سكان قطاع غزة، من خلال عرض أنشطة تفاعلية لحكايات جدران الشوارع، وفرصة لمشاركة الأحلام والقصص والحكايات، كما الطفلة زينب ابنة الـ12 عاما، والتي تتمثل كل أحلامها بالسلام.
وتقول زينب، الطالبة في المرحلة الإعدادية لقناة “الغد”: “أنا أحلامي بسطية جدا، أحلم بالسلام والعيش بعيدا عن الحرب، فأنا لم أعيش أياما حلوة لكي أستطيع الكتابة عنها، لأن في غزة لا نرى إلا القصف والدمار والحزن، هذا ما في داخلنا، فأحلامنا وأمنياتنا بسيطة أن نعيش بأيام حلوة دون حرب”.
الحمام والشبك
بينما اختار الشاب إياد الزيان (15 عاما)، هو وأصدقائه حكاية “الحمام والشبك”، وهي ترمز للسلام وشكوى الهموم والأحلام إلى البحر، من خلال تعليق هذه الأحلام على شباك البحر لكى تبحر في هدوء إلى شاطئ الأمن والسلام، في رسالة للعالم أن هنا شعبا يستحق الحياة.
وحول الهدف من هذه الفكرة، يقول الزيان لقناة “الغد”، حكايتنا تتمثل في الحمام والشبك، لأن الحمام يرمز إلى السلام والحرية والمصالحة، بينما الشبك رمز للبحر، لأن كل إنسان مهموم ويحمل المشاكل يشكى همومه للبحر”.
متابعا حديثه، ونحن طالبنا من كل مشارك أن يكتب الشيء الذى يزعجه أو يسبب له الزعل، و كذلك أمنيته ويعلقها على تلك الشباك.
كتابات الجدران
مديرة مكتب غزة لبرنامج البحث والتطوير في “مؤسسة القطان”، علا بدوي، المشرف على ذلك المعرض، قالت إن “حَكايا حيطان” فعاليةٌ لأجل المجتمع، يقودها فريق من اليافعين ضمن مشروع “كتابات”، وهو أحد مشاريع التكون المهني التي يعمل عليها برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان في غزة.
وتوضح بدوي، أن المشروع انطلق في منتصف العام 2017، بهدف التعلّم عبر استقصاء وفهم فعل الكتابة في حياة المجتمع، حيث بدأ مجموعةٌ من الطلبة ومعلّمهم، بالشراكة مع البرنامج، باستقصاء أصول الكتابة ونشأتها وفعلها في حياة الناس، وتتبّعوا تطّر أبجدياتها ورموزها لدى عدد من الحضارات القديمة، كما عملوا على تفسير بنية هذه الرموز وتطورها، وبناء على ما توصلّوا إليه من فهم، قاموا بابتكار رموز لثمانية أحرف في اللغة العربية، لا يوجد لها مقابل في الأبجدية الكنعانية.
ثم انطلقوا في العام 2018 يستقصون كتابات الجدران في قطاع غزة، يلتقطون لها الصور، ويعملون على فهمها وتحليلها وإنتاجِ قصصهم لها، ومن ثم خاضوا رحلة تعلّمية جديدة دارت حول تحويل مجموعة من عبارات الجدران إلى أنشطة تفاعلية تهدف إلى مشاركة مجتمعهم، عبر تصميم الأنشطة وتجريبها فيما بينهم، وإعادة العمل عليها وتطويرها.