تدور عجلة الزمن بأبي أيمن ولا يتوقف عن تدوير عجلات دراجته الهوائية منذ 50 عاما ، متنقلا بين أحياء دير البلح، خلفه حقيبة أسراره، وأمامه كثير من الانتماء لمهنته، رجل سبعيني مفعم بالطاقة، يقود دراجته متنقلا في قطاع غزة، مهنة تحولت مع تعاقب السنين لعشرة جمعته ومعظم سكان المنطقة.
يقول أقدم حلاق في قطاع غزة، زكي أبو دغيم “أنا أكبر حلاق في قطاع غزة.. وعملت بالمهنة وعمري 18 عاما منذ الستينات، أحب زبائني وأتعامل معهم كأصدقاء”.
مهنة أخرى عتيقة تواجه الخطر، هي حرفة رتق الأحذية أو ” ما تعرف بحرفة الإسكافي” . كانت وسيلة تسعف الفقراء لعجزهم عن شراء حذاء جديد، والآن باتت خيوطها وجلودها شبه مهملة، بفعل اقتحام الأحذية المستوردة لأسواق غزة وبأسعار في متناول أغلب المواطنين.
وفي مشهد آخر لحرفة يتهددها الاندثار، تنشط الحواس الخمس للعاملين فيها مع الحركات والانفعالات الجسدية أمام آلة النول اليدوي، لحياكة بساط بألوان الربيع، ومع هذا فجمال نسج خيوطها لم يعد يلفت مواطني القطاع.
يقول جميل السلك، النسّاج “مع وجود الحصير والسجاد الذي هو أقل تكلفة توقف الناس عن طلب البساط.. أصبح عملنا متوقف على بعض الطلبات البسيطة من دول الخليج”.
