حتى الآن استطاعت الحكومة السورية حسم معركة حلب، مدعومة بالطائرات الحربية الروسية رغم هجمات فصائل المعارضة في محاولة لفك الحصار على المدينة منذ شهور.
ويحاول مقاتلو المعارضة استعادة السيطرة على عدد من الأحياء ليتمكنوا من فتح طرق داخل المدينة، خاصة حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، وهو ما يمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيسي لقوات الحكومة في الأحياء الغربية من حلب من جهة أخرى.
واستطاعت القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي روسي، استعادة 4 مناطق جنوب غرب المدينة، كانت الفصائل المعارضة سيطرت عليها قبل أيام معدودة، نتيجة الهجمات المضادة التى بدأوها بعد حصار قوات الحكومة لحلب، وفتح ممرات آمنة، اتهما التحالف الدولى انها ممرات لقتل وخطف أهالى المدينة المؤيدين لفصائل المعارضة.
ورغم حملة عدة فصائل مسلحة بهدف فك الحصار عن المدينة. فإن القوات الحكومية حسمت المعركة بدعم الطيران الحربى، ليلجأ مقاتلو فصائل المعارضة إلى مناورات الهجوم والانسحاب.
وكانت الفصائل سيطرت على عدد من القرى والتلال إثر هجوم شنته الأحد ضد قوات الحكومة والميليشيات الداعمة لها، جنوب غرب حلب، بهدف فك الحصار الذي تفرضه الأخيرة منذ أسابيع على الأحياء الشرقية في المدينة.
وقال المرصد السوري، الأربعاء، أن قوات الحكومة سيطرت خلال الساعات الـ24 الماضية على “تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف”.
وأضاف المرصد: “شنت قوات النظام هجوما مضادا لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذها مقاتلو الفصائل”.
وتسبب الهجوم المضاد للقوات الحكومية السورية، حسبما أشارت مصادر مقربة من الحكومة السورية، الأربعاء، إلى “تقدم الجيش السوري من جديد في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي لحلب مسببا انتكاسة كبيرة” للفصائل المقاتلة.
ومنذ الأحد الماضى تدور معارك بين قوات الحكومة والطيران الروسى، ومقاتلي المعارضة، بينهم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) من جهة أخرى، جنوب غرب حلب.
وأكد المرصد السورى استعادة قوات الحكومة 5 مواقع، من يد الفصائل المعارضة كانت قد سيطرت عليها سابقا، دون أن تتمكن من تعزيز مواقعها.
وأسفرت المعارك منذ بدء الهجوم الأحد، عن مقتل 50 من مقاتلي المعارضة، والعشرات من قوات النظام وأعداد من مقاتلى حزب الله اللبنانى والحرس الثورى الإيرانى المتحالفين مع القوات السورية، كما تم إسقاط طائرة روسية حربية ومقتل طاقمها وسحلها على يد مقاتلي المعارضة، بحسب المرصد.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف عام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية، وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية وتحاصر الأحياء الشرقية بالكامل منذ 17 يوليو.
وغادرت عشرات العائلات المناطق المحاصرة شرقي مدينة حلب السورية عبر ممر إنساني، بحسب وسائل إعلام حكومية في سوريا.
وقالت التقارير إن المدنيين استقلوا حافلات ونقلوا إلى ملاجئ مؤقتة. وأضافت أن بعض مسلحي المعارضة استسلموا للقوات الحكومية.
وكانت روسيا، وهي حليف للرئيس بشار الأسد، أعلنت عن فتح 4 ممرات لخروج المدنيين المحاصرين.
واتهمت القوى الدولية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، روسيا والنظام السورى، بخدعة المجتمع الدولى، ووصفت الممرات الآمنة بـ«الفخ»، الذى يصطاد به النظام السورى الأهالى المعارضين له.
وشككت المعارضة السورية ومنظمات حقوقية وإغاثية بسلامة الممرات الآمنة التي أعلن عنها النظام السوري.
