حل أزمة البرلمان: «معاذ بو شارب».. الرجل الثالث في الجزائر

في خطوة متوقعة، للخروج من نفق الأزمة البرلمانية، في الجزائر، انتخب نواب أحزاب الموالاة (حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وتجمع أمل الجزائر، والحركة الشعبية الجزائرية، وحزب الكرامة)، النائب الشاب عن الحزب الحاكم «حزب  جبهة التحرير الوطني»، معاذ بو شارب رئيسا جديدا للمجلس الشعبي الوطني، في إجراء غير مسبوق في تاريخ الجزائر، فصار المجلس برئيسين إثر تشبث رئيس البرلمان «السعيد بوحجة» بمنصبه، رافضا ضغوط حزبه «جبهة التحرير الوطني» الاستقالة من رئاسة البرلمان.

 تساؤلات حائرة حول الوضع القانوني

ورغم أن غالبية أعضاء البرلمان من أحزاب الموالاة (351 نائبا) الرافضين حالة الانسداد التي عاشتها الهيئة التشريعية وشلل جميع  أنشطته منذ أسابيع إثر قرار سحب الثقة من الرئيس  السعيد بوحجة ومطالبته بتقديم استقالته، ثم انتخاب «بوشارب» اليوم رئيسا للمجلس الشعبي الوطني.. إلا أن الدوائر السياسية والقانونية في الجزائر، طرحت تساؤلات حائرة اليوم، حول ما حدث بعد إثبات حالة شغور رئاسة المجلس وانتخاب رئيس جديد من جهة، وتشبث السعيد بوحجة بمنصبه ووصفه ما تم إقراره بغير قانوني وغير دستوري.

 هامش المناورة المتوفر للسعيد بوحجة

وتتناول التساؤلات: هامش المناورة المتوفر للسعيد بوحجة؟ وما يمكنه فعله لقلب الموازين، بعد أن تم انتخاب رئيس جديد؟ فبعد رفع الغطاء السياسي عنه، لم يبق أمام السعيد بوحجة إلا منظمة المجاهدين التي أعلنت في بيان خلال الأيام الأولى من الأزمة مساندتها المطلقة له.. ومنظمة المجاهدين هي منظمة سياسيية تاريخها يرجع إلى عهد الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر

• ويتوقع سياسيون جزائريون، أن المجلس الشعبي الوطني، قد  يجد نفسه خلال الساعات أو الأيام القادمة في حالة استثنائية، بوجود رئيسين للبرلمان، إلا إذا قرر السعيد بوحجة «رمي المنشفة» ـ كما يقولون في الجزائر ـ أي ترك المنصب، أو تدخلت يد خفية لإعادة ترتيب البيت.

يذكر أن البرلمان الجزائري  يتكون من غرفتين: الغرفة العليا (مجلس الأمة)، وهي المجلس الأعلى التشريعي.. والغرفة السفلى (المجلس الشعبي الوطني)، وهي مجلس النواب.

الشاب «أبو شارب» من حاكم إداري إلى الرجل الثالث في الدولة

ومعاذ بوشارب ـ 47 عاما ـ من مواليد 18 فبرايرم شباط 1971 بدائرة عين ولمان بولاية سطيف ـ شمال شرق الجزائر ـ ودخل البرلمان وسنه لم يتجاوز 36 سنة، وانتخب لثلاث دورات برلمانية متتالية منذ سنة 2007 عن ولاية سطيف، وهو رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الحاكم،حزب جبهة التحرير الوطني، حاصل على شهادة الليسانس في الأدب العربي بجامعة فرحات عباس في سطيف سنة 1996 ، متزوج وأب لثلاثة أطفال ومقيم بالولاية

ابن أسرة ثورية مجاهدة

ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجديد معاذ بوشارب» ابن أسرة ثورية مجاهدة، والده مجاهد وعضو المنظمة الوطنية للمجاهدين، شغل منصب متصرف إداري بالمديرية الولاية للمجاهدين بسطيف، قبل أن يتم ترقيته إلى متصرف إداري رئيسي ثم اختار الدخول البرلمان في سن مبكرة.