حمادة فراعنة يكتب: إغتيال الإنتفاضة بالعمل المسلح

 

لم تتردد عميرة هيس الكاتبة الصحفية الإسرائيلية، صديقة الشعب الفلسطيني بلا تردد، والمعارضة القوية بلا خوف للصهيونية وللإحتلال ولسياسات حكومات المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلية، لم تتردد من موقع صداقتها تحذير مناضلي الشعب الفلسطيني من الوقوع في فخ العمل المسلح الذي يقوم به بعض الفلسطينيين، بإندفاع ضد الإحتلال ومؤسساته ومظاهره، وهم لا يدرون أنهم يذهبون إلى فخ أعدائهم بقوة الإخلاص والرغبة للتخلص من الإحتلال وظلمه وجرائمه، وأنهم مثل اللاعب المستجد الذي يصعد إلى الحلبة لمنافسة لاعب متفوق لتحديه ومنازلته، فتكون النتيجة محسومة لصالح المتفوق وهزيمة بائنة فاقعة للاعب المستجد.

المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي يملك قدرات تفوقه العسكري والتكنولوجي والإستخباري عبر التقنية المتقدمة السايبر، وها هو أخيراً توصل إلى إمتلاك قدرات لجعل الصواريخ المنطلقة من غزة بإتجاه مناطق 48 فاقدة لقيمتها عبر رصدها وتفجير 90 بالمائة منها قبل أن تصل لأهدافها بواسطة “القبة الحديدية”، وهي حصيلة تعاون تقني وتكنولوجي أمريكي مع تل أبيب، كما حقق تقنية إستشعارات متقدمة تكشف عمليات العمل في باطن الأرض لحفر الأنفاق، مما يدلل على أن مقارعة العدو بواسطة العمل المسلح وأدواته لا فائدة مرجوة منها، مما يفرض البحث عن أدوات أخرى أكثر نجاعة وتأثيراً على العدو من العمل المسلح، فالعمل المسلح ليس عنواناً أو قضية مبدئية تحتاج للنقاش حول أهميتها من عدمه، لأن النقاش يجب أن ينصب عن مدى فائدة هذا العمل، وهل يحقق النتائج المطلوبة لجعل كلفة الإحتلال باهظة، وكلفة التضحيات الفلسطينية أقل كلفة من خسائر العدو، وليس العكس، فإذا كانت خسائر المناضلين باهظة بشرياً ومادياً، يستوجب على قادة فصائل المقاومة البحث عن أدوات ناجعة أفضل وأقل كلفة، وأن تهدف إلى جعل الإحتلال مكلفاً ومحاصراً وذليلاً ومعزولاً، ويُسهم في تراجع التعاون والتضامن والتعاطف الدولي عن مشروعه الإستعماري، بل البحث عن أدوات عمل تجعل من التعاطف العالمي والإسناد الأممي لقضية الشعب الفلسطيني العادلة أكثر إنحيازاً ودعماً، من خلال عدم تورط مناضليها بأي عمل يحمل شبهة التطرف أو الإرهاب، وأن تكون نتيجته مفيدة ضد الإحتلال، بينما تتسع دائرته لجعل كل الشعب بكافة شرائحه وطبقاته وتنوعاته تنصهر في العمل المنظم المنهجي كل حسب طاقته وقدرته في أتون ثورة النضال المجتمعي الشعبي الفلسطيني برمته في مواجهة الإحتلال.

تقول عميرة هيس في مقالتها المعنونة “الملوحون بالكلاشينكوف” والمنشورة يوم 12/12/2017، على صفحات هآرتس العبرية تقول: “الحرب يمكنها أن تُفيد السياسيين والجنرالات الإسرائيليين، والصناعات العسكرية الإسرائيلية، وليس الفلسطينيين أو وطنهم”، وتستخلص عميرة هيس التي تسكن مع الفلسطينيين في رام الله، وكانت تقيم في غزة سابقاً تعبيراً عن تضامنها وإنحيازها للشعب الفلسطيني، لتكتب عن تفاصيل معاناتهم، لا يتفوق عليها أحد سوى زميلها ورفيقها جدعون ليفي المطارد بتهمة خيانة إسرائيل لوقوفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني، تستخلص عميرة هيس “الحروب الإسرائيلية دائماً تفيد من يؤيدون الترحيل، سواء الصغار منهم أو الكبار، هناك مشكلات لنتنياهو يمكن للحرب أن تقوم بدفنها “ولذلك يفكرون بـ “عملية واسعة في غزة، أو فصل الجيوب الفلسطينية عن بعضها في الضفة، بإعتبارها وصفات ممتازة لتسهيل الإستيطان وخدمة للبيت اليهودي”.

وتدلل عميرة هيس إعتماداً على شواهد حسية من العمل المسلح قامت به بعض فصائل المقاومة بعد العام 1994 بقولها “الخيار العسكري المسلح التي تم إختيارها في فترات مختلفة من بعض الفلسطينيين منذ العام 1994، ساعدت إسرائيل على تطبيق برامجها لتقسيم المنطقة الفلسطينية، وهذا يمثل عدم مسؤولية وطنية” وتتابع قولها “الحلم بنضال ناجح للفلسطينيين من خلال سلاح بدائي، بدون قيادة موحدة، وخطة سياسية واحدة، في مواجهة دولة عسكرية منظمة وجاهزة متفوقة “نضال إنتحاري بلا نتائج، وبلا إنتصار، ولذلك تنصح الشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله قولها” محظور إعطاء إئتلاف اليمين الإسرائيلي متعة حرب أخرى” ضد الشعب الفلسطيني كما حصل في حروبهم العدوانية على غزة لثلاث مرات 2008 و 2012 و 2014.

عميرة هيس تريد أن تقول لفلسطينيي الضفة والقدس والقطاع محظور عليكم مناطحة الثور بقرونه، محظور أن تصعدوا إلى الحلبة أمام خصم متفوق، محظور أن تنافسوه في التفوق، بل عليكم بالنضال الشعبي، من قبل كل الشعب، عبر عمل شعبي منظم تقوده فصائل العمل الكفاحي فتح وحماس والشعبية والجهاد والديمقراطية وباقي الفصائل والأحزاب والتنظيمات، على قاعدة برنامج سياسي مشترك من قبل الجميع، ومؤسسة تمثيلية موحدة بمشاركة الجميع، وعبر إستعمال أدوات كفاحية مناسبة يتم إختيارها من قبل الفصائل تتفق وقدراتهم، والفرص المتاحة أمامهم، ولجعل الإحتلال منبوذاً متطرفاً يُوصم بالعار والعداء للإنسان، كي تدفع المجتمع الدولي بأسره أن يقف مع الشعب الفلسطيني، ومع قضيته العادلة، ونضاله المشروع لإستعادة كامل حقوقه غير المنقوصة على أرض وطنه.  

عميرة هيس تقول هذا الكلام من موقع معرفتها الأكيدة لمنطق ومصلحة وسياسات الإحتلال وحكوماته المتعاقبة وخاصة حكومة نتنياهو الأكثر عنصرية وتطرفاً وعدائية للشعب الفلسطيني، مثلما تقول هذا الكلام من موقع إنحيازها لنضال الشعب الفلسطيني ودعمها له ورهانها عليه في صنع مستقبل خيّر يقوم على المساواة والندية والكرامة لكلا الشعبين على الأرض الواحدة.

h.faraneh@yahoo.com

* كاتب سياسي مختص بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]