حمادة فراعنة يكتب: ربع قرن على أوسلو

 

خمسة وعشرون عاماً مرت على إتفاق أوسلو الفلسطيني الإسرائيلي، بكل ما له وعليه، وأدق مقاربة لقراءته ما قاله الرئيس محمود عباس في إجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي أقر الإتفاق عام 1993: “نحن أمام مفترق طرق، فإما أن نسير بإتجاه نيل الحرية والإستقلال أو بإتجاه تكريس الإحتلال، وهذا يعتمد على أدائنا”، وهذا ما حصل بالفعل إذ أدت حصيلة الإتفاق بعد ربع قرن إلى تكريس الإحتلال وفشل نيل الحرية والإستقلال، حيث تحول الإتفاق وسلطته الأمنية إلى غطاء لإرتكاب كل الفواحش المتوحشة من قبل العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مع أن هذا الإتفاق سجل أنه بداية التحول في مواقف طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتعامل المباشر مع بعضهما البعض بدون وسطاء.

اليمين الإسرائيلي لعب دوراً في إحباط خطوات أوسلو التدريجية، بدءاً من عملية جولدشتاين ضد المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف، وإغتيالهم لإسحق رابين، إلى إغتيال يحيى عياش، ورداً على ذلك دفع حركة حماس وحفزها لتنفيذ سلسلة عمليات إستشهادية أدت إلى تراجع الدعم الإسرائيلي لخيار أوسلو، وقلب الطاولة على رؤوس الفلسطينيين.

أوسلو لم يكن ليتم لولا الإنتفاضة الشعبية الأولى التي أرغمت إسحق رابين على الإعتراف بالعناوين الثلاثة: 1- الشعب الفلسطيني، 2- منظمة التحرير، 3- الحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى أرضية هذا الإعتراف الإسرائيلي الأميركي تحققت سلسلة من الخطوات العملية وهي : 1 – الإنسحاب الإسرائيلي التدريجي متعدد المراحل من المدن الفلسطينية، بدءاً من غزة وأريحا أولاً، 2- عودة أكثر من ثلاثمائة الف فلسطيني وقياداتهم إلى وطنهم مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، 3- ولادة السلطة الوطنية عبر صناديق الإقتراع كمقدمة ضرورية لبناء مؤسسات الدولة المنشودة، 4- وأخيراً وهذا هو الأهم نقل الموضوع الفلسطيني وعنوانه من المنفى إلى الوطن .

ولكن على الرغم من إيجابيات أوسلو النسبية هذه، فقد رافق هذا الإتفاق ومضمونه ملاحظات جوهرية ذات طابع سلبي وهي :

أولاً : أن الاعتراف المتبادل تم بين حكومة المستعمرة الإسرائيلية ومنظمة التحرير، بدلاً من الإعتراف المتبادل بين دولتي إسرائيل وفلسطين، فقد وقع الإعتراف الفلسطيني بشرعية قيام المشروع الإسرائيلي على 78 بالمائة من خارطة فلسطين، ولم يقع الإعتراف الإسرائيلي بدولة فلسطين المعلنة في الجزائر يوم 15/11/1988 على حدود الرابع من حزيران 1967.

ثانياً: وعليه تعرقلت خطوات الانسحاب الإسرائيلي نتيجة تعثر المفاوضات حول ماهية الانسحابات وحدودها، حيث باتت الحدود وحجمها موضع تفاوض بدلاً من أن تكون واضحة محددة وفق قراري الإنسحاب وعدم الضم 242 و 338 حتى ولو تمت على مراحل.

ثالثاً : أخفقت الحركة الوطنية الفلسطينية من تحديد أولوياتها خاصة بعد رحيل قوات الإحتلال عن غزة وفكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الإحتلال، فقد وقع الضعف والتراجع بعد الإنقلاب الذي نفذته حركة حماس وإستولت منفردة على قطاع غزة ومازالت، وفشلت حركة فتح في إستعادة قطاع غزة إلى حضن الشرعية، وكلتاهما فتح وحماس فشلتا في تحقيق الشراكة بعد أن أنجزتا المصالحة عدة مرات .

شعب فلسطين وحركته السياسية يحتاجون اليوم لوقفة تأمل وإعادة نظر وتحديد أولويات تقوم على ثلاث خطوات : أولها ترسيخ المؤسسة التمثيلية الموحدة وهي منظمة التحرير وسلطتها الوطنية، وثانيها صياغة برنامج سياسي يقوم على مبدأ الشراكة لكل الفلسطينيين، وثالثها إختيار الأدوات الكفاحية المناسبة لمواجهة تفوق الإحتلال ومشروعه الإستعماري التوسعي .

h.faraneh@yahoo.com

 

* كاتب سياسي مختص بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]