يديعوت أحرونوت : عون أجرى اتصالات مع تل أبيب خلال إقامته في فرنسا
في محاولة اسرائيلية جديدة لتشويه صورة الرئيس اللبنانيّ الجديد، نشرت اليوم الأربعاء صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأوسع انتشارا، خبرا مثيرا بعنوان بارز، يزعم أنّه خلال تواجد العماد ميشال عون في فرنسا، بسبب رفضه للتواجد السوريّ في بلاده، قام بإجراء اتصالات مع مسؤولين إسرائيليين.
وتابعت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، زاعمة أنّ «إسرائيل رفضت الاستجابة لتوجّهات الجنرال عون، بسبب مواقفه المُتغيرّة وغير الثابتة» على حد زعمها.. مع أنّ الرئيس عون في تلك الفترة لم يكُن يشغل أيّ منصبٍ في الحلبة السياسيّة اللبنانيّة.
وجاء خبر انتخاب عون، في صدارة جميع المواقع الرئيسية في إسرائيل، وكتب الموقع الالكتروني الأكثر قراءة في إسرائيل «يديعوت»: بعد 886 يومًا .. لبنان تنتخب رئيسًا – حبيب حزب الله»
وركّز المحللون الإسرائيليون على علاقة الجنرال عون بحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، وكتب بعضهم أنّ حزب الله استطاع الوصول إلى سدّة الرئاسة عبر مرشحه «عون».
كما كتب بعض المحللين عن انتخاب عون أنّ «منظمة إرهابية تمتلك دولة» في إشارة الى حزب الله، مشيرين في الوقت نفسه إلى خطاب تأدية قسم الرئاسة ،حين تحدث عون عن «تحرير ما تبقّى من أرضنا اللبنانية المحتلة» و«حماية لبنان من عدو لمّا يزل يطبع بأراضينا ومياهنا».
وأذاعت الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة «ريشيت بيت» الخبر قائلةً إنّ مَنْ وصفته بـ «السياسيّ المسيحي وقائد الجيش في السابق ميشال عون»، حصل على عدد الأصوات المطلوبة لانتخابه رئيسًا بعد 4 جولات تصويت، مُشددّة على أنّ الجنرال هو «حليف حزب الله».
وذكرت مواقع أخرى أنّ عون كان في السابق معارضًا للوجود السوري في لبنان، وطالب بنزع سلاح منظمة حزب الله، إلّا أنّه ترك هذه المواقف واليوم أصبح يمثل مصالح سوريّة وحزب الله في لبنان، بحسب المُستشرقين الإسرائيليين، الذي يقومون بنشر «تحليلاتهم» في الإعلام العبريّ.
بالإضافة إلى ذلك، تطوّع كبير مُحللي الشأن السوريّ في إسرائيل، البروفيسور إيال زيسر، للإدلاء بدلوه، وكتب في مقالٍ نشره بصحيفة «يسرائيل هيوم»، إنّ حزب الله هو المُنتصر الأكبر من انتخاب عون، ولم ينسَ التحريض الطائفيّ والمذهبيّ عندما قال: «إنّ الشيعة، الذين يُمثلّهم حزب الله، سيضطرون للانتظار طويلاً، حتى يُتخّذ القرار القاضي بالسماح لأحدٍ منهم الترشّح لمنصب رئاسة الجمهوريّة، أوْ منصب رئيس الوزراء، المحفوظ للسُنّة» على حدّ تعبيره.
واعتبر المُستشرق الإسرائيليّ، أنّ انتخاب الجنرال عون، هو «انتصار للمحور السوريّ-الإيرانيّ»، مُشدّدًا على أنّهما، دمشق وطهران، تتمتّعان بدعمٍ من روسيا، مُوضحًا أنّه «لا يجب ذكر الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، التي تنازلت بمحض إرادتها عن ملء أيّ وظيفة أوْ دورٍ في منطقة الشرق الأوسط».
وقلل البروفيسور زيسر من أهمية رئيس الوزراء الذي سيُكلّف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، مُوضحًا أنّ «المملكة العربيّة السعوديّة رفعت العلم الأبيض» وأنّه إذا حاول الحريري التقرّب من سوريّة وإيران، فإنّه سيجد أنّ الجنرال عون يقوم بتأدية هذا الدور غير الشاغر.. بحسب تعبيره.
