حملة رسمية تتصدى لخطاب الكراهية في الأردن.. ومطاردة شعار «علمانية- اشتراكية»

استنفرت الأجهزة الرسمية في الأردن للتصدي لانتشار متزايد لخطاب الكراهية والتحريض على خرق السلم الأهلي، بعد أن بدا واضحا خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا منذ حادثة اغتيال الكاتب الصحفي ناهض حتر، انفلات موجة صاخبة تشحن “الفتنة الطائفية” وتلوح  بشعارات تجاوزت  الحدود مع السلطة، مطالبة بدولة “علمانية- اشتراكية”.

160926194036_amman__640x360_epa_nocredit

وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حظر النشر في الوسائل الإعلامية، بحملات  دعائية  تحض على  “الكراهية والثأر والانتقام” وتحمّل الحكومة الأردنية، ومحافظ عمّان، ووزير الداخلية، سلامة حماد، مسؤولية اغتيال الكاتب اليساري المسيحي ناهض حتر، ما دفع  القوى السياسية في الأردن لإطلاق تحذيرات واسعة من خطورة هذه الحالة على السلم الأهلي والأمن المجتمعي.

1280x960

وبدأت الحكومة أمس باتخاذ إجراءات وقائية مشددة، ضد من سمتهم “مثيري الفتنة والشغب”، على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال حملة اعتقالات واسعة في صفوفهم، فيما وردت على لسان كل من وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، ووزير العدل، تصريحات تؤكد أن الحكومة “لن تتساهل” مع هذه الفئة، وأن “الحق العام” هو من سيبادر لتقديم المخالفين الى القضاء.

وكانت العاصمة الأردنية “عمّان” شهدت تنظيم اعتصام  بمشاركة مئات المواطنين، بمنطقة الدوار الرابع، مقابل دار رئاسة الوزراء، تنديدا بجريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر، واحتجاجا على “موقف الحكومة” من الكاتب  وقضيته.

وحمّل المشاركون الحكومة “مسؤولية” الإخفاق في حماية حتر، الذي اغتيل على درج قصر العدل من قبل مجرم يحمل فكرا تكفيريا، وطالب المعتصمون، من أقارب حتر وأصدقائه، إضافة إلى المئات من النشطاء والنواب والفعاليات السياسية والنقابية والحزبية، برحيل رئيس الوزراء ووزير الداخلية، و”محاسبة جميع المقصرين بالقضية”، موضحين أن هذه الوقفة تأتي احتجاجا على ما قالوا إنها “الممارسات الحكومية التي سهلت مقتل حتر”، كون الأجهزة المختصة تعلم أنه تعرض للتهديد دون أن تحرك ساكنا.

14518556_10154892138260681_1736447157_n

ورفع  المعتصمون، شعارات ولافتات: “لا أمن ولا أمان قتلوا ناهض بعمان”، و”كلنا أردنية.. لا إسلام ولا مسيحية”.. و” نريدها مدنية .. علمانية اشتراكية” .. وبعد دفن الكاتب الصحفي ناهض حتر،  في بلدته الفحيص، بعد ظهر اليوم الأربعاء،  كشف  شقيفه ماجد حتر، أن قرار العائلة بالدفن جاء بناء على رغبة والدة الفقيد وزوجته، و أن العائلة “ستواصل ملاحقة كل من حرض وهدد وأثار النعرات، أو قصر في أداء واجبه في حماية ناهض،  وأن العائلة لن تتقبل التعازي”.

57eae3ad450e0

وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني، فهد الخيطان، إن من سمع الهتافات في اعتصام الرئاسة، وطالع تعليقات “فيسبوك”و”تويتر” بعد حادثة استشهاد الزميل ناهض حتر، سيدرك على الفور أن وحدتنا الداخلية ليست بخير، الانقسام يتحول إلى عداء يجلب الكراهية، والقتل أيضا، ولم تتمكن السلطات المختصة من احتواء موجة الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، واكتفت بالتهويش على مثيري الفتنة من مختلف الأطراف، ولم تعاقب أحدا.

وأضاف للغد: إن قوى المجتمع المدني من أحزاب ونقابات وشخصيات “ثقالة” قالت كلمتها، ومضت، تاركة الباب مفتوحا للمحسوبين عليها في الشارع ليفتوا على هواهم، كلاما جارحا، وكراهية، وفي اعتقادي أن هناك حاجة لتشكيل لجنة تحقيق حكومية للوقوف على التفاصيل الدقيقة، ومعالجة الثغرات إن وجدت، ومحاسبة المقصرين، إذا ما ثبت تقصيرهم.

وأكد الخيطان، أنه ليس أسوأ من ترك القضايا الساخنة لتبرد وحدها مع مرور الزمن. هذا الأسلوب في معالجة الأزمات، يعني دفن الرؤوس في الرمال، لأن الأزمات لا تبرد في الحقيقة، بل تتحول إلى دمامل تنخر في أجسادنا.

f01_04-26_09_2016_904490_large

وترى الكاتبة الصحفية الأردنية، جمانة غنيمات، رئيس تحرير صحيفة الغد الأردنية، أن ما يجري ليست مكاسرة، أو معركة كسر عظم على طرف أن ينتصر فيها وعلى الآخر أن يعلن التوبة والتبعية، لأن هذه وصفة للخراب لا للإصلاح،  والحرب الدائرة اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، بين تيارات متباينة، تفتقد للتعقل من الطرفين، لدرجة تثير القلق والخوف والهلع.

وقالت جمانة، لا نحتاج أدلة كثيرة لنقول أين بلغنا؟ وإلي أي حد من الانحدار وصلنا، فالحرب تشتعل،  والكل يعتقد أن عليه الانتصار مهما كان الثمن ومهما غلا، ولا يهم هذا الجو المريض الموبوء الذي يشيع في مجتمع ما يزال يتعلم أبجديات التحول، أما أصحاب الرؤوس الحامية من المنظرين والسياسيين فلن يوصلونا إلا إلى خراب، وسيكون نتاج ما يفعلون غيرَ ما يظنون، ففي هذه المعركة لا يوجد غالب أو مغلوب، فالجميع خاسرون.

14470674_10154892138145681_1653315012_n

وأكدت مديرية الأمن العام في بيان صدر أمس، أنه خلال الايام القليلة الماضية قامت الكوادر الفنية والتقنية في الإدارات الجنائية المختلفة برصد عدد من المنشورات والفيديوهات عبر مختلف الوسائل الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي قام ناشروها من خلالها بمخالفة القوانين واثارة النعرات الطائفية والحض على العنف ، وتمكنت من القاء القبض على عددا منهم .

download-2
وأضافت: أن أحدهم أنشأ صفحه تحت اسم (معا للإفراج عن قاتل حتر) والذي تبين بعد إتمام التحقيقات وتحديد هويته أنه أحد أقرباء القاتل وألقي القبض عليه، وتم عبر القنوات الرسمية إغلاق العديد من الصفحات التي نشرت أو أعادت نشر بعض المشنورات المسيئة والحاضة على العنف وإثارة النعرات.

%d9%88%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d9%83-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%85

وحذرت مديرية الأمن العام كل من يقوم بإثارة الفتن والنعرات وبث خطاب الكراهية، ولجوء بعض الأشخاص والجهات إلى تهديد السلم الأهلي، وتوجيه تهديد بالتصفية الجسدية لبعض الشخصيات، على خلفية قضية اغتيال حتر، في  مختلف الوسائل الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت أنها ستقوم بملاحقتهم والقبض عليهم، وستتخذ بحقهم كافة الاجراءات القانونية والادارية الرادعة لهم لما يقترفوه من أعمال خارجه عن الوحدة الوطنية و ثقافة وعادات وأخلاق المجتمع الأردني.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]