اتهم مسؤول كبير في حملة هيلاري كلينتون، الحكومة الروسية بأنها تقف وراء تسريب وثائق الحزب الديمقراطي، والتي نشرها موقع ويكيليس قبل ثلاثة أيام، لدعم مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وهو ما أكده بعض خبراء الإنترنت، بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن هذا الاتهام جاء بعد تزايد تساؤلاءت بعض المسؤولين عن الأمن القومي، عن الجهود التي تبذلها روسيا للتدخل في الانتخابات، حسب ما قالت مصادر مطلعة على الموقف؟.
وفي نهاية الأسبوع الماضي وقبل أسبوع من إطلاق التسريبات التي نشرها موقع «ويكيليكس»، عقد البيت الأبيض اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى، لمناقشة تقارير تقول أن روسيا اخترقت أنظمة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.
وعلى الرغم من تشكيك بعض الخبراء الآخرين في الدور الروسي، وقعت حادثة التسريب كجرس إنذار لحملة كلينتون، ومنظمة الأمن الوطني، وللمسؤولين من مختلف وكالات الاستخبارات والدفاع، بما في ذلك مجلس الأمن الوطني، وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي، الذين حضروا الاجتماع في البيت الأبيض عشية التسريبات.
وقال محللون، «إذا صح هذا الاتهام، ستكون هذه المرة الأولى، التي يحاول فيها الروس التدخل في الانتخابات الأمريكية بهذه الطريقة».
وقال مسؤول حملة كلينتون روبي موك لقناة «أي بي سي نيوز»، مساء أمس الأحد، إن «خبراء قالوا للحزب إن ممثلين عن الدولة الروسية اقتحموا نظام اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، وأخذوا كل الرسائل ويقومون الآن بتسريبها على المواقع الإلكترونية»، وأضاف موك «هذا مقلق، فبعض الخبراء يقولون لنا الآن، أن الروس فعلوا هذا من أجل مساندة المرشح دونالد ترامب».
ورفضت حملة ترامب هذا الاتهام، ووصفته بأنه «سخيف».
الشيء الأكثر حساسية في هذه الرسائل بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الحزب الديمقراطي كان يفترض أنه نزيه مع المرشحين عنه في الانتخابات التهميدية، إلا أن الرسائل أظهرت أنه كان يساعد كلينتون خلال الانتخابات التمهيدية، وفي رسالة مكتوبة يوم 5 مارس/آذار إلى لويس مراندا مسئول الاتصالات في اللجنة الوطنية للحزب، من أحد مسئولي الحزب يقترح فيها مساعدة كلينتون من خلال طرح تساؤلات عن إيمان ساندرز، كما أظهرت رسائل آخري استخفاف الحزب بساندرز ودعمه لكلينتون.
وأغضبت الرسائل مؤيدي ساندرز الذي كرروا اتهام الحزب بمساعدة حملة كلينتون خلال الانتخابات التمهيدية، ما دفع رئيسة الحزب ديبي واسرمان شولتز إلى الاستقالة أمس الأحد.
وقال جيف ويفر مدير حملة ساندرز الذي انسحب من أمام كلينتون في الانتخابات التمهيدية، «كانوا يقولون إنهم محايدون، وكنا نعلم أن هذا غير صحيح تمامًا، والآن لدينا كل الأدلة بأنهم كانوا يحاولون وضع أمورًا سلبية حول بيرني ساندرز، الناس غاضبون جدًا من هذه التسريبات، ومعنا حق في هذا بدون شك».
ورفض بيوند موك مسئول الاتصال باللجنة الوطنية للحزب، ومسؤولين حملة كلينتون الرد على الطلبات بالتعليق التي وجهت لهم من قبل الصحفيين والعاملين في الحملة، لتقييم حجم الأضرار التي تسببت فيها هذه التسريبات.
وأطلقت الرسائل يوم الجمعة الماضية عبر الحساب الخاص بموقع ويكيليكس، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي، قالت إن مخترقون لدي الحكومة الروسية قد اخترقوا شبكة الكمبيوتر الخاصة بلجنة الحزب الديمقراطي، واستطاعوا الوصول إلي قاعدة بيانات كاملة.
الجدير بالذكر أن أعضاء الحزب الديمقراطي سيجتمعون اليوم الإثنين في فيلادلفيا لتنصيب هيلاري كلينتون مرشحة رسمية للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر، في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ودعا ساندرز، السناتور عن ولاية فيرمونت، أمس الأحد إلى استقالة رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية التي تتعرض لانتقادات بعد أن شككت التسريبات في حيادها.
وصرح ساندرز لشبكة «إيه بي سي الإخبارية»، قائلا إنه «يجب ألا تكون ديبي وازيرمان شولتز رئيسة للجنة الوطنية الديمقراطية، وأعتقد أن الرسائل الإلكترونية هذه تؤكد السبب الذي يدعو إلى ألا تكون رئيسة».
وسيتحدث ساندرز والسيدة الأولى ميشيل أوباما في اليوم الأول من المؤتمر، الذي سيستمر لمدة أربعة أيام، وسيكون الرئيس الأسبق بيل كلينتون نجم يوم الثلاثاء، فيما سيتحدث في المؤتمر كل من الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن.
