حملة لقاح الكوليرا في لبنان.. سباق مع تلوث المياه شديد الخطورة  

تلوث قناة الري في عكار بمياه الصرف والنفايات الصناعية يساعد على انتشار الأمراض في البقاع

 

ببنين / عكار ـ كلودي أبي حنا مراسلة قناة الغد

يشكل إطلاق وزارة الصحة العامة في لبنان المرحلة الأولى من الخطة الوطنية للقاح الكوليرا خطوة متقدمة على صعيد سرعة الاستجابة لمخاطر الوباء والعمل على الحد من انتشاره، إذ تأتي حملة “من بيت لبيت” في وقت قياسي بعد حوالى شهر ونصف شهر فقط على تسجيل أول إصابة بالوباء، وستستمر بستمئة ألف جرعة لثلاثة أسابيع متواصلة، بهدف تحقيق مناعة مجتمعية لحوالى سبعين في المئة من مجتمعات المناطق الأكثر عرضة، وهي عكار في شمال لبنان والبقاعين الأوسط والشمالي الشرقي.

ولكن، هل هذه الحملة كافية لدرء الخطر الصحي الذي يتهدد أهالي هذه المناطق وكل اللبنانيين؟

مسؤولون صحيون: المصابون الذين يستقبلهم المستشفى يأتون من المناطق المحيطة بقناة الري في عكار

في لقاء مع قناة الغد، تلاحظ مديرة المستشفى الميداني ومركز الإيمان الصحي ببنين – عكار شمال لبنان ناهد سعد الدين، أن “المصابين الذين يستقبلهم المستشفى يأتون من المناطق المحيطة بقناة الري في عكار، وهي قناة ملوثة”. وتضيف إن الأعداد التي كانت قد بدأت بالتراجع، عادت لتزداد بعد هطول الأمطار، مبدية خشيتها من ارتفاع الإصابات في موسم الشتاء نتيجة امتزاج مياه الأمطار والآبار مع قنوات الري الملوثة.

ويقول أحد الأهالي الذي كان واقفًا إلى جانب ولده في المستشفى: “اليوم أنا مع إبني الشاب، وبالأمس كانت إبنتي الصغيرة هنا. أولادي يصابون بالكوليرا بالتتالي. نحن نسكن إلى جانب قناة الري. الرائحة هناك قاتلة والمياه ملوثة جدًا. ولكن ما العمل؟”

 

الري والصرف الصحي

 

في جولة ميدانية لقناة الغد قرب قناة الري، يبرز للعين المجردة أن هذه القناة التي كانت معدة لدى إنشائها لتطوير التنمية الزراعية في منطقة تعرف بخصوبة تربتها، باتت مصبًا لقنوات الصرف الصحي، فيما النفايات تحيط بها، وتسبح في مياهها التي يعكس لونها الداكن ما تحتويه من جراثيم. والمفارقة أن في هذه القناة مولدات تستخدم لسحب مياهها وري المزروعات المحيطة بها أو لتعبئة خزانات المنازل منها.

تقول السيدة فدى التي تقطن في منزل مجاور للقناة: “نخاف من هذه المياه. لا نشربها. نشتري مياه الشفة. كما نعبئ الخزان من صهاريج نطهّر مياهها بمادة الكلور. ولكن ماذا نفعل بمزروعاتنا؟ نحن مضطرون لريها من القناة!” تتحدث فدى بغضب عما تعرضت له هذه القناة من إهمال: “أنشئت قبل حوالى عشرين سنة. ولكن لم تهتم السلطات بها. عندما بدأت قنوات الصرف الصحي تصب بها، لم تأت أي جهة رسمية لمنع ذلك، وبقي الوضع على حاله. نسمع الكثير عن تزايد الإصابات بداء السرطان في منطقتنا. وهناك الكثير من الوفيات بهذا المرض. كما أن هناك الكثير الكثير من الأمراض الجلدية والتنفسية. من المؤكد أن هذه القناة تنشر سمومها في كل مكان”.

كذلك يؤكد مختار ببنين (مسؤول في السلطة المحلية في البلدة) زاهر قصار أن “المنطقة تعاني من إهمال كبير”. يقول: “صحيح أن وزارة الصحة العامة تبدي اهتمامًا كبيرًا ويكرر الوزير الدكتور فراس الأبيض زياراته الميدانية، ولكن هذا غير كاف. على وزارة الطاقة والمياه أن توجد الحلول لقنوات الصرف الصحي التي تلوث مياهنا”.

 

قناة الموت

قناة الموت في عكار ملوثة بمياه الصرف والنفايات الصناعية وأصبحت عنصرا مساعدا على انتشار الأمراض في البقاع

لا يتردد الأهالي في وصف قناة الري بأنها “قناة الموت”. فهذه القناة تتلقى ما ترميه تجمعات سكنية تم بناؤها بشكل عشوائي في العقدين الأخيرين، إلى جانب عدد كبير من مخيمات النازحين السوريين التي نشأت من دون اهتمام جدي ببناها التحتية. ورغم أن المنظمات الدولية وإثر انتشار الكوليرا، عاودت، بعد توقف، الإهتمام بتأمين المياه النظيفة للنازحين وشفط قنوات الصرف الصحي للمخيمات، إلا أن هذا العلاج يبقى مؤقتًا وغير مستدام. ويكمن الخطر في أن التلوث ليس محصورًا. فهو مرشح للتمدد إلى سهل عكار ومزروعاته، وهو السهل الزراعي الثاني في حجمه في لبنان بعد سهل البقاع.

ويجدر التذكير بأن تلوث قناة الري في عكار ليس الأول من نوع، فنهر الليطاني الذي كان يعتبر واحدًا من الثروات اللبنانية الطبيعية الفريدة بات بدوره ملوثًا بالصرف الصحي والنفايات الصناعية، وتشكل مياهه الملوثة عاملا مساعدًا على انتشار الأمراض في البقاع.

وإلى جانب مخاطر انتشاره، أعاد مرض الكوليرا تسليط الضوء على مخاطر التلوث المميت في لبنان، هذا التلوث المعروف منذ سنوات من دون أن يلقى أي اهتمام يُذكر!

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]