كانت أسوار القدس هي نافذة الحلم الصهيوني للقفز بإتجاه أوهام العودة إلى الأراضي المقدسة .. وفي لحظة مبكرة من تحريك المسألة اليهودية على المسرح الأوروبي، كانت ورقة نابليون اليهودية، هي الوثيقة التي تستحق الإهتمام في السياق التاريخي، لأنها الأثر الإستراتيجي الباقي في المنطقة من تلك الأيام وحتى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين .. وكانت ورقة «نابليون بونابرت» من خارج أسوار القدس ـ مع بداية الحملة الفرنسية على مصر 1798 ـ تقول إحدى فقراتها : «إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد إختار القدس مقرا لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي إستهانت طويلا بمدينة داود وأذلتها ..» في تلك الأيام كان الكلام عن العودة إلى فلسطين نداء يتردد على لسان أحد الحاخامات بين حقبة وأخرى، وربما مرة كل ثلاثين أو أربعين سنة، ولم يكن هناك من يأخذ هذا النداء جدا، أو يعلق عليه بأكثر من أنه حنين يجتر الوهم، لأن العودة خلط متعسف للأسطورة بالتاريخ، ثم إنها حتى في الأساطير مرهونة بإشارات وعلامات لم تظهر بعد على أي أفق.
وإذا كان الزمان يفرض علينا أحداثه ومتغيراته، فإن المكان أيضا يفرض علينا وعلى الزمن، حقيقته .. ومنذ أن تلاحقت على خريطة القدس، أزمنة فتوح وحروب وحضارات، ومنذ سنوات ما قبل الميلاد، وفي لحظة مبكرة من عمر التاريخ الإنساني، وبالطبع كانت هناك تكاليف كبيرة جدا وقعت عليها، ومنذ أن تحركت القوافل على دروب بيت المقدس .. وهو ما تسجله «حوافظ التاريخ» لمدينة عربية (القدس) مع بداية نزوح الكنعانيين من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين 4000 ق. م .. وبناء مدينة يبوس على يد اليبوسيين (قبيلة من الكنعانيين) 3000 ق. م
2085 ق.م قدوم إبراهيم عليه السلام إلى أرض كنعان .. ويقال أقل قليلا من ذلك.
1550 ق. م «عبد حيبا» حاكم يبوس ( القدس ) يستنجد بفرعون مصر من غارات العبرانيين ، كما تدل آلواح تل العمارنة في حنوب مصر.
1479 خضوع أورسالم ( القدس ) لمصر في عهد تحوتمس الثالث .
1049 إستيلاء داود ـ عليه السلام ـ على القدس وجعلها عاصمة لمملكته.
1015 ق.م سليمان ملكا على القدس.
937 ق. وفاة سليمان، وإنقسام مملكته إلى شطرين.
935 ق.م استيلاء شيشاق ( شيشنق ) فرعون مصر على القدس.
720 ق. م غزو الآشوريين للقدس.
678 ق. م إعادة إحتلال القدس على يد الآشوريين.
586 ق. م نبوخذ نصر ملك بابل يهدم السور ( الثاني ) في القدس.
538 ق. م الفرس يحتلون القدس.
332 ق.م استيلاء الإسكندر الأكبر على القدس.
320 ق. م بطليموس الأول حاكم مصر يفتح القدس.
166 ق.م إنتقال القدس من حكم البطالسة إلى حكم الدولة المكابية .
63 م إحتلال القدس من قبل الرومان الوثنيين في عهد بومبي.
70 م هدم سولميوس (القدس) على يد تيطس ملك الروم.
135 م الإمبراطور (هادريان) مع قائده (يوليوس سفيروس ) يخمد ثورة (باركوكبا) ضد الرومان، في معركة (بيت ثير) ويهدم القدس، ويبني فوقها مدينة إيليا كابتولينا.
180 ـ 192 م كومودس ابن ماركوس أوربلوس يطلق اسم ( كوموديانا) commodiana على القدس ، وكان الاسم على عملة مضروبة عثر عليها خلال بعض الحفائر الحديثة لمدينة القدس.
323 م أيليا كابيولينا تقع تحت الحكم البيزنطي..وفي العام 335 م بناء كنيسة القيامة.. والمدينة أصبحت مقرا للبطريركية في عهد جوستينيان ملك بيزنطة.
614 م استيلاء الفرس على أيليا ( القدس).. وفي العام 628 تعود للحكم الروماني.
636 م الفتح الإسلامي للمدينة ودخول عمر بن الخطاب القدس ..وفي العام 685 بدء بناء مسجد الصخرة في عهد عبد الملك بن مروان ، وإنتهى البناء عام 691 م ..وفي العام 693 بدء بناء المسجد الأقصى، والإنتهاء من بناء المسجد 705 م
1099 سقوط القدس في أيدي الصليبيين ..وفي العام 1187 دخول صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس يوم الجمعة الموافق 27 رجب سنة 538 هـ.
1517 م وقوع القدس تحت الحكم العثماني في عهد سليم الأول ..وفي العام 1831ضم القدس لحكم أسرة محمد علي باشا (مص ).. وفي العام 1834 ثورة القدس على إبراهيم باشا إبن محمد علي ..وفي العام 1841 إنسحاب القوات المصرية من القدس وعودتها إلى السيادة العثمانية وفي العام 1914 تمثيل القدس في البرلمان العثماني بثلاث نواب
1917 ( 9/11 ) سقوط القدس تحت الإحتلال البريطاني ودخول القوات البريطانية بقيادة أدموند اللنبي.. وفي العام 1920صدور قرار من مجلس الحلفاء التابع لمؤتمر الصلح أثناء إجتماعه في سان ريمو بوضع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني ..
25 يونيو / حزيران1921 مؤتمر القدس يطالب برفض الإنتداب وإلغاء وعد بلفور وإستقلال فلسطين.
12 يناير/ كانون الثاني 1931 عقد مؤتمر إسلامي في القدس حضره مندوبون عن كثير من البلاد العربية والإسلامية وكانت قراراته ضد المطامع الصهيونية وإنشاء جامعة إسلامية باسم جامعة المسجد الأقصى.
1935 إتفاق الأحزاب والقوى الوطنية على القيام بالتصدي للهجرة اليهودية المتزايدة للبلاد وتغلغل النفوذ اليهودي في الإدارة ..وفي 25 مارس / آذار 1936إعلان الإضراب العام في فلسطين ،وشمل كل أوجه النشاط في المرافق العامة ،وتشكيل الهيئة العربية العليا من رجال الأحزاب العربية الفلسطينية برئاسة أمين الحسيني
29 نوفمير/ تشرين الثاني 1947 صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 ويوصي بوضع خطة لتقسيم فلسطين وإنشاء نظام دولي خاص لمدينة القدس تحت إدارة الأمم المتحدة.
12 نوفمبر / تشرين الثاني 1948 قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 بإنشاء لجنة توفيق تابعة لها ،وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم ،وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم .. وفي 12 سبتمبر/ أيلول 1949 قرار الجمعية العامة رقم 303 بإعادة تأكيد وضع القدس تحت نظام دولي دائم ..وفي 22 يناير / كانون الثاني 1957 قرار مجلس الأمن رقم 127 بتوجيه كبير مراقبي رقابة الهدنة ليقوم بتنظيم النشاطات بين الخطوط الفاصلة في القدس والطلب من إسرائيل الكف عن أعمالها في المنطقة . وفي الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1961 قرار مجلس الأمن رقم 162 حث إسرائيل على الإمتثال لقرار لجنة الهدنة المشتركة بشأن القدس .
ثم تتالت قرارات الأمم المتحدة ـ من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ـ قرارات في فراغ .. أو قرارات برسم الحفظ والإيداع .. وهي بالطبع قرارات لا تختلف كثيراعن قرارات صدرت عن القمم العربية ، و عن بيت العرب «جامعة الدول العربية» ، سواء في الصياغة والمضمون ، أو في التأثير والفعل !!
وأصبح المشروع الإسرائيلي للقدس الكبرى، أو ما يعرف بمنطقة المركز، هو الركيزة الأساسية لكل مخططات إسرائيل الخاصة بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية واستيطانها بواسطة اليهود، إذ تعتبر القدس مركزا لكل الأرض والتجمعات البشرية فيما بين البحر المتوسط ونهر الأردن، أي مركزا لكل الأرض الفلسطينية قبل التقسيم .. وتشمل منطقة المركز التي يخطط لها المشروع : «مدينة القدس» نفسها، وكل القرى الممتدة من حدودها الشمالية حتى قرى بيت عور، والطيرة ، ثم مدينتي رام الله والبيرة ، لتمتد شمالا بحيث تصل إلى عين يبرود ، ودورا القرع ، وكذلك كل القرى الممتدة من حدودها الجنوبية حيث بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا ،حتى نحالين، ثم بيت فجار، وتفوح ـ وتقدر مساحة المنطقة كلها بحوالي 45 كيلو مترا في الإتجاهين الشمالي والجنوبي، و15 كيلو متر شرقا.
