حياد أوكرانيا.. هل يكون فخا؟
أبدت كييف مرونةً تجاه بعض شروط موسكو، إذ أعلن الرئيس فلوديمير زيلينسكي صراحة أن بلاده قد توافق على أن تصبحَ دولةً محايدةً في سبيل إنهاء الحرب.
ويعني مفهوم الحياد وفق الأعراف الدولية، ألا تنحازَ الدولةُ لأي طرف في حالة حرب، ولا يمكنها كذلك إلحاقُ الضررِ بأي من الدول المتحاربة، ولا تسمحُ باستخدام أراضيها لأغراض عسكرية.
وهناك العديد من الدول التي تلتزم بمبدأ الحياد، وتنص عليه في دستورها، وخاصة دولٌ في أوروبا وآسيا الوسطى.
وفي عام 2010، اتخذت أوكرانيا صفةَ عدمِ الانحياز تحت ضغط روسي ما منعها من الانضمام إلى أحلاف عسكرية، لكنَّ ضمَّ روسيا لشبهِ جزيرة القرم في 2014 غيَّر من موقف كييف بشأن وضعِ الحياد الذي انتهجته لسنين، إذ صوت البرلمان الأوكراني لصالح التخلي عن صفة “عدم الانحياز” بأغلبية ساحقة، بل وتعهدت كييف حينها بطلب الانضمام إلى الناتو.
ومع استمرار الحرب الدائرة حاليا، لا يزال “حيادُ أوكرانيا” مطروحا على طاولة التفاوض ، وسط تحذيرات مراقبين من أن يكون فخا لكييف يفقدُها الصمودَ مستقبلا أمام موسكو.
من جانبه، قال رئيس تحرير موقع “أوكرانيا اليوم”، محمد العروقي، إن موضوع الحيادية لن يكون إشكالية في حد ذاته إنما الإشكالية تكمن في من يضمن هذه الحيادية، فقد سبق وان تخلت أوكرانيا عن أسلحتها النووية وكان الضامنين أعضاء بمجلس الأمن، ومن بينهم روسيا، واليوم نجد أن أحد أعضاء مجلس الأمن وهي روسيا تعتدي على أوكرانيا ومن ثم فإن المطلوب هو الجهة الضامنة لهذه الإشكالية التي تستطيع التدخل في حال عودة الاعتداء على أوكرانيا من قبل روسيا في المستقبل.
وتابع، عبر برنامج “مدار الغد”: “القضية ليست قضية روسيا وأوكرانيا، وإنما هي قضية بين الناتو والغرب من جهة وروسيا من جهة اخرى على أرض أوكرانية، ومن ثم المطلوب هو الجلوس على طاولة التفاوض وإعطاء تطمينات، فروسيا لديها مخاوف أمنيه والغرب كذلك وأوكرانيا أيضا وبالتالي المطلوب من الجميع إعطاء تطمنيات لبعضهم تكون فعالة وتمنع وقوع أحداث مثلها في المستقبل.
بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي، أندريه مورتازين، إن كل الدول التي تشارك الأن بالوكالة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي دول الناتو والاتحاد الأوروبي تحت قيادة أمريكية وبالتالي لا يمكن أن تكون أمريكا ضامنا، إذا كانت هي نفسها ترغب في هزيمة روسيا وتحقيق انتصار أوكرانيا في ميدان القتال.
وأشار، عبر برنامج “مدار الغد” إلى أن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال إن حل الأزمة الأوكرانية في ميدان القتال وليس في طاولة المفاوضات، نفس الموقف تتمثل به أمريكا والكثير من الدول الغربية.
