خالد خيري يكتب: افضحوهم حيث وجدتموهم
في مطار شارل ديجول في باريس، وأنا منتظر الطائرة التي ستقلني إلى القاهرة، وجدت جانبي بالصدفة صالة المغادرين إلى تل أبيب عاصمة الاحتلال الإسرائيلي، وكانت مكتظة بالمسافرين الإسرائيليين، لَم أستطع أن أرى هذا المشهد وأغادر من دون أن أشفي غليلي وأبلغهم بأن القدس فلسطينية إسلامية مسيحية يهودية، وهي ليست لكم ولا تملكونها، وأخذتني الحمية فصحت في عدد منهم، قائلا: القدس عاصمة فلسطين.. واعلموا أن العالم لم ولن يعترف بها عاصمة خالصة لكم، ثم ختمت صياحي هذا بمقولة اقتبستها من حديث القيادي الفلسطيني محمد دحلان لقناة الغد وهي أنه لا أحد يجرؤ على مناقشة حق الفلسطينيين في القدس. وبعدها كان الذهول هو العلامة الواضحة أمام الإسرائيليين في صالة المطار، ذهول أمام جرأتي ومفاجأة الموقف ووجدت أن كثيرا من المسافرين في المطار قد توقف للاستماع على الرغم من أنني كنت أتحدث بالعربية أمام الجميع وفوجئت بأن كثيرا منهم ناقشني بعدها في الأمر وفِي القضية وشعرت أن الغالبية تشاطر العرب والمسلمين أحزانهم بعد قرار ترامب.
هذه القصة القصيرة يمكن أن تكون مثلا لكل صحفي ومواطن عربي مسلم أو مسيحي غيور على عروبته وعلى مقدساته في أن يبادر، وبالحوار أيا كان موقعه في العالم وأيا كانت وظيفته، في تعريف الرأي العام الدولي بحقيقة ما يجري، حيث لا يمكن أن نترك الساحة لطرف يشوه الحقيقة ويزور التاريخ، بل يجب علينا أن نكون كمواطنين فاعلين وإيجابيين وأن نقدم ما يملي عليه ضميرنا من أجل الإنسانية والقيم وعلينا ألا نستهين بأي جهد حتى ولو كان قليلا.
في اعتقادي كل فكرة مطلوبة وكل جهد مطلوب، والدبلوماسية الشعبية مهمة في هذا المنعطف التاريخي، ونحن بالفعل نملك من الأدوات والهمم ما يمكن أن نستخدمه من أجل أن تصل رسالتنا بلغة يفهمها الغرب وبصورة يتفهمها الآخرون حول العالم.
الشعوب متعاطفة مع عدالة الموقف الفلسطيني العربي الاسلامي ولا يبقى إلا جهدنا الشعبي والمهني للتواصل معها.