خالد خيري يكتب: دحلان وحلم الدولة الوطنية

شخصيا لا أعرف الرجل عن قرب، لكنني التقيت به في محافل سياسية واجتماعية كثيرة عندما كنت أعمل مراسلا في قطاع الأخبار في التلفزيون المصري وكنت مسؤولا عن تغطية الشأن الفلسطيني ضمن  الشؤون الدبلوماسية والعربية، ومكنني ذلك من الاقتراب وبعمق من عدد من وزراء الخارجية العرب، إذ كنت أحضر وأستمع وأرى كثيرا من الأحاديث واللقاءات والاجتماعات المصرية والعربية والدولية الخاصة والمعلنة والتي إما تواجد فيها السيد محمد دحلان أو حضرت سيرته في المناقشات ووجدته عندما كان يطرح رؤيته فهو يتحدث سياسيا بعمق وحكمة عن القضية الفلسطينية وسبل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وكان دائما مختلفا عن غيره من المسؤولين الفلسطينيين في ذلك الوقت، حيث كان كثيرا ما يطرح رؤى جديدة وسياسات تتماشى وتتوافق وتتسق مع طموحات الشعب الفلسطيني ولو كان قد تم تنفيذها حينها لما وصل الحال للقضية للوضع الراهن ولو كانت السلطة الفلسطينية استمعت لما يقوله هذا الرجل لكانت محل تقدير حاليا فلسطينيا وعربيا ودوليا.
السيد دحلان أو «أبو فادي»، أراد وقتها أن تكون الجهود الفلسطينية شاملة ومتكاملة وكان يعني بذلك أن لا تترك السلطة سلاح المقاومة وأن تضعه مطروحا على الطاولة عندما تتحدث مع الأطراف الدولية وذلك ضمن منظومة أخرى متكاملة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية يشارك في وضعها الفلسطينيون كافة مع وجود أجهزة رقابية فلسطينية تُمارس عملها باستقلالية تامة وتراقب الإنفاق الحكومي بمنتهى الشفافية من أجل حماية حقوق الفلسطنيين ومواردهم، ودائما ما كان يرفض الرجل تقديم تنازلات تضر الشعب الفلسطيني والقضية برمتها عند الجلوس على مائدة المفاوضات تحت مبدأ الشعب أهم من السلطة والبقاء فيها، كما دأب الرجل مؤخرا على تقديم خبراته ووضعها أمام السلطة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وأخص هنا قضايا الداخل ورغبة السيد دحلان في تحقيق الوحدة الوطنية التي عندما غابت كلفت الفلسطينيين الكثير ودفعت ثمنها الأجيال المتعاقبة والكل يعلم أنه يوجد الان جيل من الفلسطينين ترعرع على الخلاف الداخلي وحالة الانقسام بدلا من أن يكون واعيا على قضية بلده.

ما المقصود إذن من استبعاد رجل بهذه الخبرات والتاريخ النضالي والسياسي واستبعاد غيره من الغيوريين على مصلحة ومستقبل وطن همشت سلطته أي شخص أو جماعة تظن هي أنه أو أنهم يهددون بقائها، وما هو هدف السلطة من استمرار الشقاق الداخلي وعدم اشراك الخبرات الفلسطينية الوطنية في عملية صنع القرار، ولماذا تصر السلطة الفلسطينية على انتهاج وسائل عفا عليها الزمن لحل الصراع، ولماذا لم يُقدم الرئيس عباس حتى الآن على إعلان نيته إجراء انتخابات رئاسية شاملة لكي يجعل الشعب يختار قيادته المقبلة، إلى متى يظل الكرسي أهم من الدولة؟؟؟.

بمناسبة قرب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن التقيت مؤخرا عددا من الدبلوماسيين العرب والأجانب في الكونجرس والبيت الأبيض والخارجية الأمريكية والمراكز السياسية وذلك خلال أكثر من حدث في العاصمة الأمريكية واشنطن وتحدثت مع كثيرين منهم حول رؤيتهم للوضع الفلسطيني وما يمكن أن يحدث مع هذه الإدارة الجمهورية التي تنظر وتراقب الموقف تمهيدا للإعلان عن رؤيتها لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكانت المفاجأة أن إجاباتهم في معظمها تركزت في كيفية تحقيق السلام مع أطراف الصراع داخليا، وعندما سألت ما المقصود بأطراف الصراع داخليا، فالمعلومات التي يعلمها الجميع هو أن هناك طرفين محل الصراع فكانت الإجابة هي أنه يوجد طرف مقسم إلى عدة أطراف حيث حماس طرف وداخل فتح يوجد أطراف والأطراف الفلسطينية الآخرى طرف وأخيرا الطرف الأهم الشعب الفلسطيني.. بالنسبة لي كانت رؤية هؤلاء صادمة ومزعجة وتبعث في النفس الحسرة والألم على وصول القضية العادلة الواضحة وضوح الشمس إلى هذا المستوى بسبب الطمع في السلطة والرغبة في الاستمرار ولو على أشلاء دولة سيتبدد حلم قيامها يوما بعد يوم إذا ما استمر بقاء هذا الحال.

الأمريكيون هنا والقاصي والداني يعلم أن إصلاح البيت من الداخل ضرورة قصوى وملحة قبل أي شيء أخر والمصالحة الفلسطينية أهم حاليا من مفاوضات السلام الفاترة أصلا وأن قطع الأرزاق والرواتب عن جزء أصيل من الشعب ليس بالثمن ولا التنازل الذي تعطيه لواشنطن أو للاطراف الدولية لكي ترضى عنك.
السيد دحلان وغيره من الفلسطينيين الوطنيين من الركائز الأصيلة وجزء من هذا النسيج الذي بدونه لن تنجح مطلقا هذه السلطة في تحقيق أي من المكاسب الدولية والعربية في الوقت الراهن واسألوا العالمين ببواطن الامور في الأروقة السياسية الدولية والعربية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]