بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان, ثارت المخاوف في كثير من مناطق العالم من أن تكون لهذه التجربة تداعيات تتجاوز أفغانستان، حيث ينظر للصومال على أن حالها يتشابه كثيرا مع حال التجربة الأفغانية.
ووفق مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فإن مستقبل الصومال سيتحدد بثلاثة عوامل رئيسية، هي قوة حركة الشباب، وأداء الحكومة الاتحادية، ورؤية الشركاء الدوليين، فهل ستكون الصومال هي أفغانستان الجديدة؟
تشابه كبير
بداية، قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، حسن أبو هنية، إن الظروف في الصومال تتشابه كثيرا مع ما يحدث في الأراضي الأفغانية، مشيرا إلى أن الحكومات السابقة كانت تعتمد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو نفس الأمر في أفغانستان.
وأضاف أبو هنية، خلال مشاركته في برنامج مدار الغد، أن هناك حالة من الضعف والانقسام في العملية السياسية، وفي المقابل تسيطر حركة الشباب الصومالية على مساحات واسعة، كما فعلت طالبان.
كما أوضح أبو هنية، أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة ضعيفة جدا، كما كان في أفغانستان، لذلك هناك أوجه تشابه كبير جدا بين ما يدور في الصومال وأفغانستان.
تنظيم داعش
من جانبه، يرى أستاذ النظم السياسية في جامعة سلام كابول، الدكتور بشير موحد، أن “فيلق الحقانية” من أخطر التشكيلات العاصبية داخل حركة طالبان في أفغانستان.
وأكد الدكتور بشير موحد، أن تنظيم داعش رغم وجود عناصر له في أفغانستان إلى أنه غير قوي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى التحالف مع حركة طالبان في أفغانستان لمواجهة تنظيم داعش.
تشابه واختلافات
وفي السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الصومالية، الدكتور حسن شيخ علي، إنه ربما يكون هناك تشابه بين ما يجري في أفغانستان وما يجري في الصومال، ولكن هناك اختلافات كثيرة.
وأضاف أن التشابه بين أفغانستان والصومال يكمن في منهجية بناء الدولتين لا يختلف كثيرا على اعتبار أن القوى الخارجية تريد فرض إرادتها.
واستكمل: “بغض النظر على التشابه والاختلافات إلى أن منهجية بناء الدولة الصومالية هش وغير قابل للنمو بدون دعم خارجي”.
تعاون أمريكي
ومن فرجينيا، قال مدير وحدة الإنذار المبكر في مركزالسياسات الأمنية في واشنطن، كايل شيدلر، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعاونت مع جماعات إرهابية لبعض الوقت في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وأضاف كايل شيدلر، أن مجلس الأمن الوطني أصدر دراسات تتضمن تعليمات تصف الولايات المتحدة بأنها يمكن أن تعمل مع جماعات إرهابية خارج الشرق الأوسط، ونتيجة لذلك سقطت ليبيا وسوريا.
وتابع كايل شيدلر قائلا: “الولايات المتحدة الأمريكية حاولت أن تتبنى ذلك النهج في إدارة ترامب، وربما نجد نفس الأمور في إدارة جو بايدن”.
