لأول مرة في تاريخها، الولايات المتحدة بين الديمقراطيات المتراجعة والسبب ممارسات شهدتها أقوى دولة في العالم خلال العامين الأخيرين.
ورصد تقرير المعهد الدولي للديمقراطية ومساعدات الانتخابات ومقره استوكهولم، هذا المنعطف التاريخي، وأرجع سبب ذلك إلى ما جرى في النصف الثاني من ولاية دونالد ترامب.
وأشار التقرير إلى تراجع في نوعية (حرية التجمع) خلال الاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية إثر مقتل المواطن جورج فلويد على يد شرطي، بينما يرى آخرون أن البداية كانت عام 2019.
النظرية الديمقراطية الأمريكية
ومن القاهرة، قال أحمد المسلماني، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إن النظرية الديمقراطية الأمريكية تواجه تحديات حقيقية نتيجة فشلها في بعض البلدان، وعدم قدرتها على الاستجابة لمتطلبات الحياة في بلدان أخرى.
وأضاف المسلماني، في برنامج “مدار الغد”، أن النموذج الأمريكي يتراجع منذ فترة كبيرة، ومنذ الحروب التي لا معنى لها، بالإضافة إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ومنذ إسقاط أنظمة ديمقراطية لأنها كانت ذات توجهات يسارية.
وأوضح المسلماني أن تراجع الديمقراطية والحقوق الفردية والحريات في الولايات المتحدة الأمريكية كان بعد هجمات 11 سبتمبر ، مشيرا إلى أن ذلك كله استثمارا واستغلالا للحرب ضد الإرهاب.
وأكد المسلماني، أن الفترة ما بعد 11 سبتمبر وفترة عهد ترامب، فالحالة الديمقراطية تشهد تراجعا داخليا، لافتا إلى أن 42 مليون من الأمريكيين يتخبطون في الجوع.
كما أشار المسلماني إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على إعطاء الدروس لأحد فيما يتعلق بالديمقراطية، والرئيس دونالد ترامب قد يعود للبيت الأبيض بعد 3 سنوات.
الديمقراطية لم تتراجع
من جانبه، قال كريس لابتينا، مدير مؤسسة فوكس للاستشارات السياسية، إن الديمقراطية لا تتراجع في الولايات المتحدة الأمريكية، لكننا تعرضنا لأزمة خلال فترة عهد ترامب الذي أراد أن يكون ديكتاتوريا أكثر من كونه ديمقراطيا.
وأضاف كريس أن الولايات المتحدة الأمريكية عادت للديمقراطية ليس بنفس القوة السابقة في عهد ترامب، لافتا إلى أن هناك أسبابا أخرى أيضا وراء تراجع الديمقراطية أبرزها الانقسام الكبير بين الأمريكيين.
وأوضح كريس، أن ترامب استطاع تضليل الشعب الأمريكي، ويبدو أن هناك عودة حقيقية للديمقراطية في عهد جو بايدن.
وأشار كريس إلى أن تطور الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية مستمر ولكن اللبس يحدث عندما تابعنا أفغانستان والعراق.
النظام السلطوي في أمريكا
وفي السياق ذاته، يرى كثيرون أن أمريكا تواجه خطر التحوّل إلى دولة يحكمها نظام سلطوي، فالانتخابات غير المباشرة واستمرارية الحزبين الجمهوري والديمقراطي كلها أمور قد تدق المسمار الأخير في نعش الديمقراطية الأمريكية.
وعن هذا التحول، قال ريتشارد جيتش، المستشار الأسبق للرئيس باراك أوباما، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تتحول إلى دولة سلطوية، لأن الدستور الأمريكي يمنع ذلك.
ويرى ريتشارد أن الديمقراطية تسير بشكل جيد في الولايات المتحدة الأمريكية، ولدينا ديمقراطية قوية بالفعل ونطبقها ونسعى لتعميها مع الدول الأخرى.
وتابع قائلا: “يجب أن تكون هناك منافسة عادلة بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري ، ويجب أيضا أن يتم التأسيس لحزب جديد يدعم النظام في أمريكا، ولكن لن يحدث ذلك في الوقت القريب”.
ومن جانبه، قال إيريك هام، الكاتب الصحفي، “الأقلية في الولايات المتحدة لا تلزم بالدستور، الذي يقود البلاد منذ أكثر من 200 عاما، وما نراه حاليا في بلادنا تسلسل خطير لدولة سلطوية، لأن هناك انقسام واضح في بلادنا”.
وأضاف إيريك هام أن أعضاء الكونجرس يهددون بوجود دولة سلطوية في 2022، 2024، موضحا أن هناك تنوع كبير بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، وهو ما يجعل بعد الفوضى.
كما أكد إيريك أن هناك عديد كبير غير راض عن العديد من الإجراءات، لكن الحزب عليه دور كبير لتمرير التشريعات ولتعزيز حياة عشرات الملايين، وهذه هي الديمقراطية بحد ذاتها.
