خبراء: الدولة المصرية تقف بحزم ضد تنامي الفكر المتطرف في الصعيد

جاء إعلان وزارة الداخلية المصرية، وفق ما صرح به مسؤول المركز الإعلامي الأمني بوزارة الداخلية، أنه تم التوصل لتحديد منفذ حادث التعدى على الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وتبين أنه يدعى  محمود حسن مبارك عبد الله مواليد 28/9/1986.

ووفق بيان الداخلية تبين ارتباطه، ببؤرة إرهابية يقودها شخص هارب يدعى عمرو سعد عباس إبراهيم مواليد 18/11/1985 بقنا ومتزوج من شقيقة الانتحارى منفذ العملية”.

وكما أشارت الداخلية وفق ما صرح به المسؤل الإعلامي بالوزارة، أن الأخير قام بتكوين  عدة خلايا عنقودية يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية، فضلاً عن قناعة بعضهم بالأسلوب الإنتحارى لإستهداف مقومات الدولة ومنشآتها وأجهزتها الأمنية ودور العبادة المسيحية .

وبحسب بيان الوزارة بشأن تحديد عناصر الخلايا و البالغ عددهم 20 فرداً، وكان الملفت في الأمر هو وجود 17 منهم ينتمون لمحافظة قنا جنوب صعيد مصر، الأمر الذي بدوره يطرح سؤالاً عن مدي تنامي هذه الخلايا في الصعيد وانتشارها؟

فعلى الرغم من كون الصعيد شهد النواة الأولي لبروز  نجم الجماعة الإسلامية في منتصف السبعينات و التى ظهرت في جامعة أسيوط، ومنها انتشرت في محافظات الصعيد، حتى وصلت إلي أسوان مروراً بسوهاج وقنا، وانتشارها شمالاً في المنيا و بني سويف و الفيوم، وشهدت العديد من الأحداث الصدامية بين الدولة المصرية متمثلة في وزارة الداخلية و بين عناصر الجناح العسكري للجماعة، انتهت بإعلان الجماعة مبادرة وقف العنف في عام 97 .

بات الوضع هادئاً في الصعيد، لفترة كبيرة حتي وقع حادث الهجوم علي معبد الكرنك في الأقصر عام 2015 ، عندما هاجم انتحاري واثنان معه المعبد،واسفر ذلك عن مقتل المهاجمين واصابة 3 من رجال الشرطة بينهم رائد.

داعش سعي إلي تشكيل خلية له في صعيد مصر تحت مسمى “ولاية الصعيد”، من خلال البيان الذي أصدره في موقع “المنبر الإعلامي الجهادي”، لاسيما مع انتشار الأسلحة بالصعيد، وتنامي أطرافها الممتدة بين الجبال و السهول و الوديان، الأمر الذي يعتبره التنظيم الإرهابي أرضا خصبة لنموه وانتشاره، وقد يكون لقرب المحافظا الجنوبية من الحدود السودانية، أمراً يسهل من عمليات الهروب و والتخفي و جلب الأسلحة، عبر الحدود، كذلك البعد عن مركزية القبضة الأمنية في الوجه البحري شديد الحساسية.

وكان التنظيم قد اعترف في وقت سابق عبر أحد الحسابات المنسوبة لهم على موقع التدوينات الشهير “تويتر” قرب  افتتاح فرع للتنظيم في الصعيد، وقال أبو سفيان المصري أحد أعضاء التنظيم عبر تويتر ” قريبا الإعلان عن ولاية الصعيد”.

ويشكل الصعيد المصري كونه منطقة تعاني من التهميش و الفقر بيئه خصبة لتواجد عناصر متطرفة فكرياً بشكل فردي أو منضوية تحت لواء تنظيمات، وكان للضربة الأمنية في سيناء عاملاً لكي يبحث التنظيم عن بدائل أخرى يتحرك من خلالها.

تقارير أمنية تؤكد أنه لا مكان لولاية من ولايات داعش في الصعيد، فطبيعة الصعيد الصحراوية والجبلية لا يخدم داعش فهي صحراء تختلف عن طبيعة صحراء سيناء ومناطقها الوعرة، فكل العناصر المتشددة التي لطلت برأسها في الصعيد تم القضاء عليهم خلال عدة أشهر بعد نجاح ضربات الأمن المتتالية لهم وكشف مخططاتهم وقطع التمويل عنهم، لأن صحراء الصعيد واضحة وتعتمد في دخول السلاح علي السودان وهي منافذ تحت السيطرة الأمنية.

ومن ثم يذهب البعص إلي أن كل ما يروج له التنظيم عبر مواقعه و حساباته الشخصية، هو عار من الصحة ومحاولة لرفع معنويات عناصره الجدد، أضف لذلك أن الدولة لن تسمح بتواجد هذا التنظيم في الصعيد كما حدث في سيناء.

مرصد الإفتاء  التابع لدار الإفتاء المصرية قال، هناك زاويةً مهمة من الزوايا التي يجب العناية بها في بيان الداخلية عن الخلية الإرهابية التي قامت بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وهي أن أغلبية أفرادها من جنوب صعيد مصر من محافظة قنا، بما يعيد للأذهان صورة الجماعات الإسلامية التي خرجت من شمال صعيد مصر في حقبة الثمانينيات وأحدثت حالة من الخلخلة المجتمعية قبل أن يتم قبولها المراجعات الفكرية والعودة إلى صفوف المجتمع؛ وعليه يجب على الجهات المسئولة، فكريًّا ودعويًّا وتربويًّا وشبابيًّا واقتصاديًّا، العمل على تنمية الصعيد وفق الخطة التي أدرجها الرئيس في مؤتمر الشباب الأخير الذي عُقد بمحافظة أسوان، وإعلان مثلث تنمية الجنوب، علة اعتبار أن الفقر أحد العوامل الدافعة للتطرف والإرهاب.

محمد الأباصيري الباحث الإسلامي قال إن إعلان الداخلية عن المتورطين في حادثة كنيسة الإسكندرية الإرهابية، ووجود عدد منهم من الصعيد أمر يستحق التنبه إليه حيث إن الصعيد و منذ سبعينات القرن الماضي قد أصبح مرتعًا خصبًا و بيئة صالحة و جاذبة للإرهابيين لما يميزه من البيئة الصحراوية و الجبلية و كذلك غياب التنمية و انتشار الجهل، بما يكمل حلقتي سلسلة “الفقر و الجهل” و التي هي من أعظم أسباب انتشار الفكر المتطرف ، فضلًا عن غياب التنمية الفكرية و افتقار صعيد مصر إلى اهتمام الدولة ممثلة في الأزهر الشريف و وزارة الأوقاف في نشر الأفكار الوسطية المعتدلة و دحض الأفكار و المغلوطة و الشبهات الخاطئة و التثقيف المناسب للواقع المعاصر.

وأوضح الأباصيري أن الحادث الأخير يدق ناقوس الخطر لكل مسئول في هذا البلد ، وبخاصة للهيئة المشكلة حديثة و المعروفة بـ “المجلس القومي الأعلى لمكافحة الإرهاب و التطرف” ليقوم بما أهمله مسئولون كثر على مر عقود من النظر إلى الصعيد و العمل على مكافحة تلك الظاهرة الخبيثة الدخيلة على أهل الصعيد الطيبين، ويقوم بما من شأنه اقتلاع ذلك الفيروس الخطير من جذوره.

وناشد الأباصيري المجلس بأن بدراسة الأسباب وهي كثير و أن يعمل على نفيها و تحطيمها بما ينعكس إيجابًا على صعيد مصر وأبناءه خاصة  على مصرنا الغالية الحبيبة عامة.

من جانبه، أكد الباحث المتخصص في ملف الجماعت الإسلامية، هشام النجار، أن مختلف التنظيمات المسلحة سواء المنتمية للإخوان مثل حسم أو لواء الثورة أو التنظيمات المتمركزة في سيناء الموالية لداعش والقاعدة يستخدمون الصحراء في الصعيد للإختباء والتدريب منذ سنوات وخلال هذه الفترة كونوا حاضنة بتجنيد بعض العناصر المستعدة للقيام بعمليات إرهابية من الشباب المتطرف والمشبع بالفكر التكفيري ويتركز نشاطهم بسوهاج وقنا وأسيوط.

وتابع النجار في تصريحاته لـ”الغد”، لقد استفاد التنظيم من تجربة سيناء التى علمتهم أن التمدد والانتشار هو الحل، وأن الهجوم خير وسيلة للدفاع وأن تمركزهم في سيناء مكن الجيش والشرطة من محاصرتهم حتى كاد يقضى عليهم، والاستراتيجية الجديدة هى التمدد والانتشار شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوبا مع الحرص على اختراق الوادى والدلتا والمحافظات الكبرى ولذلك سارعت الدولة باعلان الطوارئ حتى تتمكن من التعامل مع تلك التطورات.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]