خبراء: النفوذ الفرنسي في أفريقيا على حافة الهاوية

يتعرض نفوذ باريس في أفريقيا لانتكاسات هي الأقوى منذ الاحتلال الفرنسي للعديد من دول القارة السمراء، ولا يعود ذلك إلى السياسات الفرنسية في المنطقة فحسب بل، إلى القوى العالمية الأخرى التي تسعى لتوسيع نفوذها.

أبرز هذه القوى هي الولايات المتحدة التي تتكامل وتتعاون مع فرنسا في العديد من ملفات القارة الأفريقية، إلا أن هذا التكامل لا يخفي التنافس الاقتصادي بينهما، حيث عززت واشنطن وجودها على الشواطئ الأفريقية، لتأمين الممرات البحرية التي يتدفق عبرها جزء كبير من التجارة العالمية.

وتعد الولايات المتحدة أيضا منافسا قويا لفرنسا في الأسواق الأفريقية، إذ استطاعت أن تزيح فرنسا عن صدارة العلاقات الاقتصادية ذات الطابع العسكري مع دول المغرب العربي بشكل خاص.

 

أخطاء فرنسا

يرى بيير بيرتيلو، الباحث بمعهد الاستشراف الإستراتيجي، أن هجوم فرنسا على ليبيا عام 2001 في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أحد الأخطاء التي ارتكبتها باريس في قارة أفريقيا.

وأضاف بيرتيلو خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد) أن هذه الأخطاء الفرنسية في أفريقيا كانت قبل أن ينتخب الرئيس إيمانويل ماكرون، موضحا أنها  ليست أخطاء الأخير أو نتيجة لسياساته.

كما أوضح بيرتيلو أن الثورات تزايدت في ليبيا بعد هذا الهجوم الذي تسبب في انهيار نظام العقيد معمر القذافي، مشيرا إلى أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون أدرك أن ذلك كان خطأ.

وتابع قائلا: “ماكرون يرى أن محاربة الإرهاب على الأرض وحدها لا تكفي، والسياسة الفرنسية فشلت فشلا عظيما في أفريقيا ولكن هناك نجاحات أيضا لأن هناك دولا بها ديمقراطيات مستقرة “.

واستكمل: “على الدول الأفريقية أن تتحمل مسؤولية أمنها لأن المشكلة تتمثل في وجود قوى تتدخل في أفريقيا، وما زالت هدفا، والعديد من البلدان الأفريقية تعاني من الإرهاب”.

 

سياسات إجرامية

ومن نواكشوط، أكد الدكتور ديدي ولد السالك، رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية، أن ما يحصل في دول غرب أفريقيا هو حصيلة للسياسات الفرنسية حول العالم.

وأضاف ولد السالك أن النخبة في غرب أفريقيا يعتبرون أن كل المآسي التي تعيشها دولهم وليدة السياسة الفرنسية، لأنهم يعتبرون أن باريس هي من عززت وجود الأنظمة الاستبدادية، لنهب الثروات الطبيعية.

كما أوضح ولد السالك أن فرنسا تحصد سياساتها الإجرامية بحق هذه المنطقة من العالم، موضحا أن هناك عوامل أخرى وهي تدخل دول جديدة منافسة لفرنسا مثل الصين، التي أصبحت متنفسا للدول الأفريقية، بالإضافة إلى موسكو وأنقرة.

وأكد ولد السالك أيضًا أن سياسة فرنسا تجاه ليبيا زادت تدمير طرابلس وزادت من حجم الإرهاب وتدفق السلاح، على منطقة الساحل والصحر اء، ومن ثم تعتبر النخب أن فرنسا أخطأت وباتت قوى استعمارية.

 

وسعت تركيا وهي المنافس الثاني إلى السيطرة على مصادر النفط والغاز في الصومال وليبيا مثلا، إضافة إلى توجهها نحو النيجر من خلال وعود أنقرة لإحداث نهضة اقتصادية وتطوير في مجالات الطاقة والزراعة بالمنطقة.

كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين أنقرة والدول الأفريقية إلى قرابة 186 مليار دولار عام 2020 بصادرات تركية بلغت 127 مليار دولار.

أما روسيا فلها حضور مقلق لفرنسا في أفريقيا، حيث استطاعت قوات فاجنر الروسية غير الرسمية إبرام 30 اتفاقًا وتعاونًا أمنيًّا مع جيوش أفريقية متعددة، إضافة إلى أن استحواذ موسكو على 39% من الصادرات الدولية من السلاح تجاه أفريقيا.

وليست الصين بعيدة عن منافسة فرنسا في أفريقيا، تمثل ذلك بإعفائها عن ديون 20 دولة أفريقية، وتمويل 500 مشروع في 43 دولة داخل القارة السمراء بقيمة 50 مليار دولار وارتفاع حجم التجارة إلى 192 مليارا عام 2019، مايعني وفق مراقبين أن النفوذ الفرنسي على حافة التهاوي إذا ما أبقت باريس على النظرة ذاتها تجاه أفريقيا وتعاملها مع هذا الملف بالوسائل ذاتها.

تمركز التنظيمات الإرهابية 

وفي سياق متصل، أصبحت قارة أفريقيا مركزا للعديد من التنظيمات الإرهابية التي تنشط في عديد من المناطق بها، مثل شرق أفريقيا وغربها، إضافة إلى إقليم الساحل والصحراء؛ خصوصًا بعد انحسار نشاط معظمها مثل تنظيم داعش في المشرق العربي، وانتقالها إلى أفريقيا عبر ليبيا.

وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 62 تنظيمًا إرهابيّا نشطًا في أنحاء القارة، الأمر الذي يهدد أمن دول المنطقة، والمصالح الإستراتيجية للقوى الدولية في القارة، ما استدعى مزيدًا من التدخلات الأجنبية في القارة الأفريقية، تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وما صاحبه من انعكاسات عديدة على الدول الأفريقية.

وتجمع دول الساحل والصحراء تأسس في 4 فبراير 1998 بطرابلس ليبيا، إثر مؤتمر القمة الذي شارك فيه رؤساء دول كل من مالي، تشاد، النيجر، السودان ومندوب عن رئيس بوركينا فاسو، بناء على مبادرة من الرئيس الراحل معمر القذافي.

وقال من الرباط، الدكتور رحال بوبريك، الأستاذ بالمعهد الجامعي للدراسات الأفريقية والأورومتوسطية، إن انتشار الجماعات الإرهابية في أفريقيا مرتبط بسياقات سياسية وتحولات جيو إقليمية.

وأكد بوبريك أن التدخل العسكري الفرنسي في الدول الأفريقية لم يثمر في القضاء على الإرهاب خصوصا في مالي وتشاد وبوركينا فاسو، لافتا إلى أن هناك أصواتا بدأت تنادي بفتح حوار مع الحركات المسلحة.

 

ومن نواكشوط، قال إسماعيل ولد يعقوب، الباحث في الشؤون الافريقية، إن الجماعات الإرهابية لا تنتشر بل تتنامى محليا ولها خصوصياتها في كل إقليم جغرافي.

وأضاف ولد يعقوب أن هناك ما يقرب من مليون ونصف المليون نازح في المنطقة المشتركة بين النيجر وبوركيا فاسو ومالي.

وأوضح ولد يعقوب أن شمال أفريقيا نجح في إزاحة الإرهاب، موضحا أن الأزمة في سيناء من إفرازات الأزمة الليبية.

كما أشار ولد يعقوب إلى وجود 3 أنواع من التنظيمات الإرهابية أولها المحسوبون على تنظيم القاعدة ويمارسون السياسة ولديهم مطالب، والثاني جماعة محسوبة على داعش، وأخيرا جماعة تعتبر نفسها أقلية مضطهدة لذلك حملوا السلاح.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]