خبراء: بايدن ألقى أخطر كلمة في القرن 21
يرى بعض الخبراء والمحللين أن كلمة الرئيس الأمريكي أمام حشد في وارسو والتي قال فيها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن أن يظل في السلطة وإن حربه على أوكرانيا بمثابة فشل إستراتيجي لموسكو، تعد الأخطر في القرن الجاري.
بايدن قال إن الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت شهرها الثاني الآن، وحدت الغرب، مضيفا أن حلف شمال الأطلسي تحالف دفاعي ولم يسبق له أن سعى لمحو روسيا.
وأضاف “سيكون لنا مستقبل مختلف، مستقبل أكثر إشراقًا متجذر في الديمقراطية والمبدأ والأمل والنور”. “بحقّ الله، لا يمكن لهذا الرجل البقاء في السلطة”.
دغدغة العواطف
في هذا السياق، قال أوراغ رمضان المشرف على مركز الأوراس للدراسات الإستراتيجية، إن كلمة بايدن أخطر كلمة في القرن الـحادي والعشرين، ويمكن مقارنتها بالكلمة التي ألقاها ونستون تشرشل، الزعيم البريطاني الذي قاد بريطانيا العظمى والحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية.
وأضاف المختص خلال برنامج (وراء الحدث) أن تواجد الرئيس جو بايدن في عاصمة بولندا (وارسو) تحد كبير لروسيا كونها كانت عاصمة لحلف وارسو (الاتحاد السوفيتي).
كما أكد المختص أن جو بايدن أشار بوضوح إلى أنه ضد سياسة الديكتاتورية، ويجب على الرئيس بوتين أن يترك السلطة، مشيرا إلى أنه استعمل أيضا الخطاب الديني وهو خطاب خطير يعم على دغدغة العواطف.
لا جديد
من جانبها قالت ثريا الفرا، الأكاديمية والمتخصصة بالسياسة الخارجية الروسية، إن خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من وارسو “كلام فارغ ” موضحة أنه لم يحمل أي جديد وأنه بات يعيش في مأساة وذلك على حد قولها.
وأضافت الأكاديمية أن بايدن تحدث الديمقراطية ، ومع ذلك رأينا كيف خرجت أمريكا من أفغانستان مهزومة، بل وعينت حكومة جديدة في طاليان.
كما أشارت الأكاديمية إلى أن روسيا لم تغلق أي قنوات، موضحة أن الغرب هم من أوقفوا القنوات الروسية.
وقال الرئيس الأمريكي إن الغزو الروسي لأوكرانيا يهدد بتفكيك الأمن العالمي وإن الدول الديمقراطية حول العالم يجب أن تستعد لمعركة طويلة ضد الاستبداد.
وأضاف بايدن أمام المئات من المسؤولين البولنديين المنتخبين والطلبة وموظفي السفارة الأمريكية، بينما كان يحمل كثير منهم أعلام الولايات المتحدة وبولندا وأوكرانيا، “الغرب الآن أقوى وأكثر اتحادا مما كان عليه في أي وقت مضى”.
وقال “نحن بحاجة إلى الصمود في المعركة الطويلة المقبلة”.
ووصف بايدن الحرب ضد فلاديمير بوتين بأنها “معركة جديدة من أجل الحرية”، وقال إن رغبة بوتين في “السلطة المطلقة” بمثابة فشل إستراتيجي لروسيا وتحدّ مباشر للسلام الأوروبي الذي ساد إلى حد بعيد منذ الحرب العالمية الثانية.
ويختتم الرئيس الأمريكي ثلاثة أيام من الاجتماعات الطارئة في أوروبا مع مجموعة السبع والمجلس الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بهدف بناء نهج موحد لإعاقة بوتين عن مواصلة تحقيق أهدافه.
وفي وقت سابق اليوم، أجرى بايدن محادثات مع وزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين دميترو كوليبا وأوليكسي ريزنيكوف أثناء لقائهما مع وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
وقال كوليبا للتليفزيون الأوكراني “قال الرئيس بايدن إن ما يحدث في أوكرانيا سيغير تاريخ القرن الحادي والعشرين وسنعمل معا لضمان أن يكون هذا التغيير في مصلحتنا ولصالح أوكرانيا ولصالح العالم الديمقراطي”.
وبعد اجتماع منفصل مع الرئيس البولندي أندريه دودا كرر بايدن التزام واشنطن “المقدس” بضمانات الأمن داخل حلف شمال الأطلسي الذي تعد بولندا عضوا فيه.
وزار بايدن في وارسو أيضا مركزا لاستقبال اللاجئين في الاستاد الوطني، واصطف الناس وكان بعضهم يلوح بالعلم الأوكراني في الشوارع أثناء توجه موكب بايدن نحو الاستاد.
وفر أكثر من مليوني شخص من الحرب إلى بولندا، وفي المجمل، فر نحو 3.8 مليون شخص من أوكرانيا منذ بدء القتال في 24 فبراير.
وردا على سؤال حول تأثير قرار بوتين بغزو أوكرانيا على الشعب الأوكراني، قال بايدن إن الزعيم الروسي “جزار”.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن متحدث باسم الكرملين قوله اليوم السبت إن التصريحات الجديدة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن نظيره الروسي تضيق آفاق إصلاح العلاقات بين البلدين.
وشنّت روسيا هجوما واسع النطاق على أوكرانيا في الـ “24” من فبراير الماضي، في محاولة لثنيها عن عدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي وذلك بعد تجاهل الغرب لضمانات أمنية طالبت بها روسيا.
وطالبت موسكو المجتمع الدولي بعدم تمدد قوات حلف “الناتو” شرقا في أوكرانيا، وطالبت أيضًا بعدم انضمام كييف للحلف، لأنها ترى أنه خطر أمني كبير عليها.