لا يزال الدعم التركي لأذربيجان في حربها ونزاعها ضد أرمينيا تتابعه الحكومات باهتمام بالغ، خاصة أمريكا وفرنسا وروسيا، وذلك في ظل تقارير تفيد بأن أنقرة دعمت أذربيجان بالمرتزقة.
وبدأ الخلاف بين أذربيجان وأرمينيا في عام 1923 حين أعلن جوزيف ستالين، رئيسُ الاتحاد السوفيتي آنذاك، إقليم ناجورنو كاراباخ كجزء من أذربيجان.
وفي السياق، قال المحلل السياسي بسام البني، إن روسيا تنظر إلى التدخل التركي ودعم أذربيجان في مواجهة أرمينيا بأنه تدخل غير مقبول، وأشعل فتيل الأزمة بين البلدين بدون داعي.
وأضاف بسام البني، أن إقليم ناجورنو كاراباخ، دائما كان له أسلحته الخاصة، ولا يمكن أن يستسلم هذا الإقليم، وبقي على مدار السنوات الماضية صامدا في وجه أي اعتداء.
وأشار بسام البني إلى أن الجيش الأذربيجاني يقود “حرب حق” ولكن يراد “بها باطل”، لأن الحلول كان يمكن أن تكون سلمية، ولكن التدخل التركي أحدث خللا في التوازن الاستراتيجي العسكري لصالح أذربيجان.
وأردف بسام البني”أذربيجان لا تثق في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي المقابل أرمينيا لا تثق في تركيا”، مشيرا إلى أن روسيا هي الطرف الوحيد الذي يثق به الطرفان.
وتابع “من مصلحة أذربيجان إيقاف هذه الحرب الدائرة، وكذلك من مصلحة أرمينيا إيقافها ولكن التصريحات التي صدرت من قادة البلدين لا يمكن أن تذهب لهذا السيناريو لحفظ ماء الوجه أمام شعوبهم».
وأعلنت روسيا وفرنسا سعيهما لعقد وساطة بين أرمينيا وأذربيجان، وجمعهما على مائدة المفاوضات عبر لقائين أحدهما في جنيف والآخر في موسكو ، وميدانيا تعرضت عاصمة إقليم ناغورنو كاراباخ لعمليات قصف جديدة.
وكان الرئيس الأرميني آرمين سركيسيان أكد خلال لقاء خاص مع (قناة الغد) على ضرورة وضع حد لنشر تركيا عدم الاستقرار في المنطقة.
وأوضح طه عودة أوغلو، إن الحرب بين أرمينيا وأذربيجان تخدم مصالح تركيا، مؤكدا أن لها أهداف عدة في جنوب القوقاز والتي منها الطاقة والغاز.
وأضاف طه عودة أوغلو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتابع الموقف بأهمية شديدة، خاصة وأن تصريحاته الأخيرة تدل على إجراء محادثات في المستقبل القريب.
وأكمل طه عودة أوغلو “تركيا ساهمت في المعادلة وقلبت موازين الصراع، ولكن إذا ما تدخلت روسيا ستكون تركيا شريكة في الحل، لا سيما وأن هناك خلافات واسعة بينهما».
جدير بالذكر أن الرئيس الأرميني طالب المجتمع الدولي بحماية ناجورنو كاراباخ من إرهابيي تركيا.
من جابنها، دعت موسكو وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان لمحادثات غدا حول كاراباخ.
