أثار تحرك القوات الأمنية العراقية ضد ميليشيات داخل الساحة العراقية عدد من التساؤلات، فبرغم المباركة الشعبية لتلك التحركات التي اتخذها رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، إلا أنها طرحت العديد من التساؤلات عن سببها وتوقيتها، خاصة أن الأمر قد يعتبر انقلاباً على نفوذ إيران داخل العراق.
نموذج إيراني “هجين”
وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي، الدكتور باسل حسين، إن ترأس الكاظمي للحكومة العراقية شكّل انعطافه للأوضاع في البلاد، خاصة أنه جاء في ظل توتر إقليمي كبير، ووجود خلافات كبيرة بين القوى السياسية، كما كان العراق يشهد تغول قوى ” اللا دولة” على حساب مؤسسات الدولة في ظل الحكومة السابقة له، حكومة عادل عبد المهدي.
وأضاف حسين، خلال لقاء لفضائية “الغد”، أن إيران سعت بقوة لإنشاء نموذج “هجين” ما بين “الحرس الثوري” و بين “حزب الله” اللبناني داخل العراق، بحيث تخلق قوة شبيه بالحرس الثوري من حيث القوة والتأثير وشبيه بـ”حزب الله” للسيطرة على موارد الدولة، لافتا إلى أنه يتم إنفاق أكثر من ملياري دولار سنوياً على القوات الشيعية داخل العراق.
وأوضح حسين أن الكاظمي كان يريد إرسال رسالة واضحة من خلال عملية اعتقال عناصر من تنظيم “حزب الله” العراقي.
منع أزمة دبلوماسية
فيما قال الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العراقي، سرمد البياتي، إن العمليات التي تم شنها ضد الميليشيات لم تكن مرضية للشعب العراقي الذي أراد صولة كبيرة ضد تلك الميليشيات، إلا أن تلك العملية التي نفذتها القوات الأمنية بحق الميليشيات المتورطة بقصف المنطقة الخضراء ومحيط السفارة الأمريكية ومطار بغداد منع أزمة دبلوماسية جديدة.
وكشف البياتي أنه كانت هناك خلية ميليشياوية مزروعة في مطار بغداد، عبر مكتب أمني، لرصد تحركات الضيوف الأجانب، فيما يبدو أنه نوع من الرد الإيراني على تصفيه قياديها، قاسم سليماني في مطلع يناير الماضي، حيث تم زرع الخلية الموالية لإيران لرصد تحركات الضيوف الأجانب.
وأضاف أنه مع تولي الكاظمي لمقاليد السلطة وضع حد لتلك الخلية فوراً وطردها تلك الميليشيا من المطار، فتم تهديده بقصف المطار لأنه طرد مكتبهم الأمني، إلا أن قوات التحالف الدولي – التي يجمعها تعاون وثيق مع القوات الأمنية العراقية- حذرت بأنها ستسهدف المطار وتلك الميليشيا إذا لن تتعامل الحكومة مع تلك الخلية.
ولفت البياتي إلى أن جزء من دافع حكومة الكاظمي بإعتقال تلك الخلية التابعة لإيران هو إنقاذهم من الموت، خاصة أنهم شباب عراقيون، وأيضا لمنع وقوع أزمة دبلوماسية كبيرة، كالتي حدثت قبل عام حين قصفت طائرات عشرات المقرات للحشد الشعبي واندلعت وقتها أزمة دبلوماسية بين واشنطن وبغداد والتحالف، وصمت حينها رئيس الحكومة عبد المهدي لمدة ثلاثة أسابيع.
