خبراء: روسيا لن تتخلى عن سوريا بسبب الحرب في أوكرانيا
مع استمرار بقاء القوات الروسية في أوكرانيا وطول أمد عمليتها العسكرية تزداد يوما بعد الآخر التداعيات ليس فقط الاقتصادية وإنما الجيوسياسية إلى خارج حدود المعركة لتطال دول عدة ومن بينها سوريا.
ففي ظل تعدد الأطراف الدولية المنخرطة في الصراع السوري وتباين مواقفها الدبلوماسية بشأن أوكرانيا والعملية العسكرية هناك، تطرح دراسة للمعهد الألماني للدراسات الأمنية والدولية، ثلاثة سيناريوهات محتملة لما يمكن أن تؤول إلى أحدها الأوضاع في سوريا.
السيناريو الأول أن تخلي روسيا الساحة السورية سياسيا وميدانيا لصالح إيران التي ستدفع بمقاتليها لمعاونة الجيش السوري في السيطرة على أراضيه خاصة مع اضطرار موسكو لنقل العناصر التابعة لها من سوريا إلى أوكرانيا شريطة أن تضمن طهران مصالحها على موانئ المتوسط.
أما السيناريو الثاني أن تستدعي القوات الروسية مقاتلاتها الجوية الموجودة في سوريا لدعم العمليات في أوكرانيا وهو ما سيؤثر سلبا على أداء الجيش السوري الذي يعتمد على الحماية الجوية الروسية.
السيناريو الثالث أن تستخدم موسكو سوريا كورقة ضغط سياسية على أوروبا وحلف الناتو عبر تنفيذ سياسة الأرض المحروقة: أي ممارسة التخريب لسحب الضغوط السياسية والعسكرية على روسيا من أوكرانيا إلى قلب سوريا.
في ظل ما سبق، تتوقع الدراسة أن تتشدد واشنطن في دعم قوات سوريا الديمقراطية في الشمال لمنع عودة تنظيم داعش الإرهابي بينما ستخسر روسيا على الأغلب تركيا كحليف استراتيجي لما قد تتسبب فيه سياساتها من موجة لجوء واضطرابات على حدودها مع سوريا.
وأضاف دنورة خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن الطرف الروسي لن يتخلى عن قواعده العسكرية في سوريا، مشيرا إلى أن موسكو تحاول وقف تقدم الأطلسي شرقا باتجاه الحدود مع أوكرانيا.
كما أكد دنورة أن تركيا لن تقوم بأي تصعيد في سوريا لأسباب عديدة أبرزها الأوضاع الداخلية، وفضلا عن اختلاف المعادلات عما كان الوضع عليه عام 2011.
واستكمل: “لا أعتقد ان يكون هناك تقليص للمساعدات الاقتصادية الموجهة إلى سوريا، وإذا حدث أي نقص في التصدير الروسي فستدعم روسيا سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر”.
روسيا لن تترك سوريا
ومن موسكو، قال ستانيسلاف ميتراخوفيتش، الباحث في العلاقات الدولية، إن روسيا لن تترك سوريا، وأن هناك طرقا مختلفة ستتعامل بها في خضم الأزمة السورية.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية أنه يجب على سوريا أن تحافظ على علاقاتها مع كل الأطراف.
صدام بين المصالح
ومن دوسلدورف بألمانيا، قال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن روسيا لن تتخلى عن سوريا كما يتوقع البعض، مؤكدا أن هذا السيناريو غير وارد، لكن ربما يكون هناك تقليص للقوات الروسية في سوريا.
وأضاف كابان أن إيران لن تتدخل في صراع مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، موضحا أن إيران تحاور وتتفاوض حول اتفاق نووي مع القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أشار إلى أن تركيا ستحدد خيارتها، وكذلك إيران، عما بأن هناك صدام بين المصالح الإيرانية والتركية في سوريا.
