في تصريح مفاجىء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن تجميد المفاوضات اليمنية، المقرر لها نهاية الأسبوع الجاري في جنيف، بسبب “تفاوت مواقف الأطراف المعنية بالأزمة التي وضعت شروطًا إضافية”.
وذكرت وكالة “رويترز”، أن ولد الشيخ، لم يكشف في التقرير الذي قدمه لمجلس الأمن، أمس الجمعة، عن طبيعة الشروط التي اعترضت مساع بدء جولة المفاوضات الجديدة، واكتفى بالقول: إنه سيبدأ محادثات تحضيرية مع الحكومة والحوثيين كل على حدة بحلول يوم الاثنين المقبل، ويتوقع بدء المحادثات الرسمية بين الطرفين في الأسابيع المقبلة. وهو ما اعتبرته مصادر يمنية “مستقلة” نسفا لكل التوقعات.
ويؤكد خبراء عسكريون مصريون، أن الحسم العسكري سوف يؤجل الحل السياسي في اليمن، وطالما أن الطرفين (قوات التحالف العربي وبمساندة المقاومة الشعبية اليمنية من جهة، وقوات الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى) لم يتمكنا من حسم الصراع لصالحه.
وقال الخبير العسكري، اللواء محمد حسين سالم، للغد العربي، إن “الأزمة السياسية في اليمن فجرت صراعا عسكريا، وأصبح الرهان على الحسم العسكري لصالح الحكومة اليمنية الشرعية، وتدخلت أطرافا إقليمية في الصراع، تمثلت في الدعم الإيراني لجماعة الحوثيين وأنصار علي عبد الله صالح، وفي المقابل لم تحقق قوات التحالف العربي نتائج حاسمة على الأرض، ولايزال كل طرف “يقاتل” لتحقيق هدفه، ومن هنا فإن الحسم العسكري هو “ورقة” الضغط التي يمكن أن تطرح على طاولة المفاوضات شروط الحل السياسي، وبالتالي فإن أية محاولات أو مساع أممية للتفاوض سوف تتجمد.
ويؤكد الخبير العسكري العميد علوي فهمي، للغد العربي، أن قوات التحالف العربي حققت تقدما على مسار المواجهات في عدن جنوبي اليمن، ومحافظات الوسط، ثم بدأ التراجع في هذه المحافظات، وتعثرت الحملة العسكرية على أبواب العاصمة اليمنية “صنعاء” ثم جاءت أحداث “تعز” لتغير ولو جزئيا من ميزان القوى داخل اليمن وتعرض المدنيين في تعز، وسط اليمن لانتهاكات ارتكبها الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مما هدد مصير المفاوضات المرتقبة.
ويرى الخبير العسكري العميد “فهمي” أن تطورات الأحداث حول العاصمة صنعاء وفي الشمال اليمني، ثم ما حدث من ممارسات وانتهاكات لإنسانية داخل “تعز” عرقلت محاولات بدء مسار التفاوض في جنيف كما كان مقررا، وجاءت أحداث تعز بعد ساعات من موافقة الطرفين على جولة “جنيف 2” ورغم ذلك لم يكن متوقعا إعلان المبعوث الأممي المفاجىء بتأجيل جولة المباحثات في إطار البحث عن حل سياسي للأزمة اليمنية، وهو ليس تأجيلا بل هو “تجميد” لجولة المفاوضات.