خبراء عسكريون للغد: «انتفاضة الإرادة» بعد ثلاثة أسابيع من النكسة

بعد أيام من نكسة الخامس من يونيو/ حزيران 1967 ، كان التساؤل داخل الدوائر العسكرية : كيف تحرر المصريون من سجن الهزيمة ؟! ويقول خبراء عسكريون مصريون، إذا كانت الحرب «حطمت القوة المسلحة لمصر»، لكنها «لم تحطم الإرادة المصرية»، وفي منطق الصراع وقانونه، فإن الهزيمة تعني تسليم طرف بالكامل لطرف آخر، فإذا رفض هذا الطرف أن يسلم وهو مالك لإرادته، فهو إذن غير مهزوم، وأكثر من هذا فإن هذا الطرف إذا صمم على المقاومة وأعطى لنفسه إمكانية العودة باقتدار إلى ميدان الصراع، فهو إذن لم ينهزم بل هو ـ أكثر من ذلك ـ استعاد لقوته فرصتها من جديد حتى في إحراز النصر.

 

 

 

 

 

وأكد خبراء عسكريون للغد، أن الحديث عن النكسة في ذكرى الخامس من يونيو/ حزيران، بعد  51 عاما، ليس جلدا للذات، ولكنها ذكرى تحمل دروسا مستفادة من تجربة شعب لم تنكسر إرادته، بل وانتفض ضد الهزيمة في اليوم الرابع من نكسة 1967 وهو ما لم يتصوره العدو، بأن يتمسك الشعب بقائد خسر المعركة وبصورة أقرب للمهانة، بحسب تعبير الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، مشيرا إلى الحشود الشعبية التي خرجت يومي 9 و 10 يونيو  حزيران ترفض تنحي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وترفع شعار «سنقاتل».

 

 

وأضاف اللواء عبد اللطيف، إن هناك دروسا مستفادة، وهناك تجربة تناولتها دراسات عسكرية غربية، عن جيش يعيد بناء نفسه من الصفر، ليكون مستعدا لخوض معركة النصر، بعد ثلاث سنوات ونصف فقط حيث وضعت خطة «غرانيت 1» ثم «غرانيت 2» وهي التي عدلت بعد سنة لتحمل خطة الفريق سعد الدين الشاذلي «المآذن العالية»، فكيف يتمكن جيش من إعادة بناء قدراته في زمن قياسي لم يسجل من قبل؟ وفي ذلك التوقيت بعد نكسة 1967 كان القرار المصري بقبول التحدي، والقرار بالطبع مرادف دقيق لمعنى الإرادة المصرية، وهي خارج حسابات الهزيمة.

 

 

 

  • وتابع الخبير العسكري، في تصريحاته لـ«الغد»: في ذكرى الخامس من يونيو/ حزيران، هناك حقائق لا يمكن إغفالها وهي: أن الإنسان المصري الجريح بدأ وقتها سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة بعد أيام فقط من النكسة، حدث هذا في معركة رأس العش، في الساعات الأولى من صباح 1 يوليو/ تموز  1967، أي بعد ثلاثة أسابيع فقط من النكسة، حين تقدمت قوة مدرعة إسرائيلية على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس، من القنطرة شرق في اتجاه الشمال بغرض الوصول إلى ضاحية بور فؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الجانب الآخر للقناة ، وكان الهدف احتلال بور فؤاد، وكانت المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو/ حزيران  1967، وتهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي.. وعندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة رأس العش جنوب بورفؤاد، وجدت قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة المصرية قوامها 30 مقاتلًا مزودين بالأسلحة الخفيفة، وفي حين كانت القوة الإسرائيلية تتكون من عشر دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف مجنزرة، وفوجئت القوة الإسرائيلية بالمقاومة العنيفة للقوات المصرية التي أنزلت بها خسائر كبيرة في المعدات والأفراد أجبرتها على التراجع جنوبا، وعاود جيش الاحتلال الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف المجنزرة وزيادة خسائر الأفراد، وانسحبت القوات الإسرائيلية بعد صدمة الهزيمة غير المتوقعة بعد ثلاثة أسابيع من النكسة.

 

 

  • وقال الخبير العسكري، يجب أن نتذكر في هذا اليوم، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وقتئذ موشى ديان تساءل، وهذا مسجل في وثائق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ما هو السر؟ كيف استطاع المصريون أن يتحرروا من سجن الهزيمة؟ خاصة وأنه بعد أربعة شهور تقريبا، قامت قواتنا البحرية بإغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات، وهي من طراز HMS Zealous R39  في البحر الأبيض المتوسط، أمام مدينة بورسعيد في 21 أكتوبر/ تشرين أول 1967 وكانت إيلات، بدأت في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر/تشرين الأول في تحد سافر، وبتصور أن المصريين قد هزموا عسكريا ونفسيا وتم تدمير قوتهم العسكرية، ما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس، إلى أن صدرت توجيهات بتدميرها.

 

 

 

وأوضح اللواء عبد اللطيف، أن عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة 4 صواريخ بحريه سطح/ سطح، كانت هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية، وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية و استراتيجيات القتال البحري في العالم، فقد تم في هذه العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى في التاريخ.. وهي عملية مختلفة تماماً عن الثلاث عمليات الأخرى بالهجوم علي ميناء إيلات، والتي تم فيها إغراق 4 سفن نواقل وتفجير الرصيف الحربي للميناء.

 

 

 

 

 

ويرى الخبير العسكري، العميد علوي فهمي، أن ما حدث بعد أيام قليلة من هزيمة 1967 يستحق الرصد والتحليل، وهي تجارب تحفل بها سجلاتنا العسكرية، ووجدتها في معهد استكهولم العسكري، نموذجا يتم تدريسه.

 

 

 

  • وقال العميد فهمي لـ«الغد»، لقد حاول الإسرائيليون تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري، وتدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة، ولكن تلقوا أول صدمة بعد 20 يوما فقط  من هزيمة  5 يونيو، حين سلمت البحرية البريطانية، الغواصة الحديثة «داكار» لإسرائيل، وعند مقربة من الحدود المصرية الغربية، صدرت أوامر، يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967 لقائد الغواصة بالتجسس علي أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية بالإسكندرية، ولم يكن الأمر بالتجسس عملا عسكريا اعتياديا، بل كان دافعه الأول غرور القوة في أعقاب الخامس من يونيو، والتصور بأن المنهزم عليه أن يقبل بالأمر الواقع.. وتلقت هيئة عمليات القوات البحرية من عدة قطع بحرية، تفيد بأن هناك صوت يبدو وكأنها غواصة تقترب من حدود مصر الإقليمية، وبسرعة اتخذ القرار بالهجوم ، وبدأت المدمرات بإلقاء القذائف واحدة تلو الأخري وبأعداد كبيرة، حتى صدرت أوامر مباشر من قائد الغواصة بالنزول الي أقصي عمق ممكن لتفادي الصدمة الانفجارية التي يمكن وحدها أن تؤدي الي تدمير المعدات الإلكترونية داخل الغواصة، لكن هذه الإجراءات لم تفلح كمحاولة للهروب من العبوات الانفجارية المصرية، وبعد عدة ساعات شوهدت بقع زيتية ومخلفات تطفو علي سطح المياه ما قطع الشك باليقين ان الغواصة قد قضي عليها.. وفي العام 1989 طلبت إسرائيل من مصر السماح لها بالبحث عن حطام الغواصة داكار، وطاقمها المكون من 69 بَحارا أمام سواحل مدينة الإسكندرية.

 

 

 

 

وأضاف الخبير العسكري، أن ذكرى الخامس من يونيو / حزيران، تسجل للعسكرية المصرية تجربة فريدة وبكل المقاييس، تجربة لإعادة البناء والتخطيط والتنظيم والتمهيد لمعركة الثأر والتحرير، ومن هنا كانت المفاجأة بعد أن أصبحت المبادأة في يد المصريين بعد تنشيط الموقف العسكري، وتسخين جبهة القتال، وتحديد استراتيجية المراحل الثلاث: الصمود ثم الردع ثم التحرير.
وخلال هذه الأيام الأولى من صدمة النكسة، كان الجندي المصري قد عرف طريقه للعبور إلى الشاطئ الشرقي من القناة.

 

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]