في الذكرى السبعين لـ «النكبة» العربية الكبرى، من المتوقع أن يتوجه نحو 700 ألف فلسطيني، في عدد مماثل لأعداد اللاجئين المهجرّين عام 1948، إلى المناطق الحدودية، في مسعى إلى العودة إلى ديارهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية.
وأكد خبراء عسكريون للغد، أن دولة الاحتلال، تواجه تحركا فلسطينيا غير مسبوق غدا وبعد غد، في ترتيب مقصود، مع مرور 70 سنة على تأسيس المشروع الصهيوني، فوق الجغراقية الفلسطينية، لإعلان «مسيرة العودة الكبرى»، في مواجهة المناورة الأمريكية تحت مظلة ما وصفت بـ«صفقة القرن»، وقرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وقال الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، للغد، إن دولة الاحتلال، تواجه انتفاضة فلسطينية «نوعية» وغير مسبوقة، في توقيت ما يتم الترتيب له من قبل سلطات الاحتلال باحتفالات رسمية واسعة، في ذكرى تأسيس الكيان الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وبمشاركة رسمية أمريكية، برئاسة ابنة ترامب «إيفانكا» وممثلي 30 دولة، وفي هذه الأجواء، تترقب سلطات الاحتلال، الزحف الجماهيري الفلسطيني، بمسيرات العودة، ولو تصدت بممارسات العنف سوف تحدث مذبحة، لا تقوى إسرائيل على تبرير هذه الجريمة أمام العالم وحتى الدول الحليفة لها، وهي قطعا أزمة حقيقية تواجهها دولة الاحتلال.
وأضاف: إن تطورات الأوضاع غدا وبعد غد، يضع أمام العالم صفحة جديدة من النضال الفلسطيني، وتطورا نوعيا في المقاومة السلمية، وهو ما دفع إسرائيل لتعزيز قواتها في الضفة الغربية وعلى حدود القطاع مع غزة مع بداية «أسبوع خطير»، وبعد أن قرر جيش الاحتلال، الدفع بثلاثة ألوية قتالية إلى الضفة وحدود القطاع، تشمل نشر 11 كتيبة عسكرية على حدود غزة في محاولة لمنع المتظاهرين من اجتياز الحدود.
وتابع الخبير العسكري، في تصريحاته للغد، إن سلطات الاحتلال، تدرك تماما، أن تظاهرات غدا وبعد غد، ليست كسابقاتها، ومن المتوقع أن تكون الأعنف، والأكثر عدداً، وتتخوف من عمليات اقتحام جماعية للحدود، وخطف جنود وإلقاء قنابل وعبوات، وفي نفس الوقت، هناك تحسبا إسرائيليا لاندلاع مواجهة قد تكون وشيكة على الجبهة الشمالية مع سورية ولبنان.
ويؤكد الخبير العسكري، العميد علوي فهمي، للغد، أن هواجس القلق والرعب، تضرب دولة الاحتلال، وهي تستعد لاحتفالات كبرى، بينما يتصدى الفلسطينيون لهذه الاحتفالات في ذكرى نكبة إغتصاب الوطن، ومن المتوقع أن تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة، مواجهات ساخنة، تحاول إسرائيل حاليا، حتى لا تُفسد إسرائيل بنفسها «أجواء الاحتفالات والفرحة»، وتضع سلطات الاحتلال في اعتبارها، ووفقا لشواهد ووقائع مسيرات العودة، انتشار المتظاهرين على طول الحدود مع القطاع من خلال 17 نقطة احتكاك، إضافة إلى تظاهرات عنيفة في الضفة، مع مخاوف من دخول القدس على خط الأزمة، خصوصاً غداً خلال افتتاح مقر السفارة الأمريكية.
وقال العميد علوي، للغد، إن غدا موعد رسائل فلسطينية للولابات المتحدة، وللرئيس ترامب بصف خاصة، ولدولة الاحتلال، وهي رسائل تكشف عن إصرار وتحدي قلسطيني دفاعا عن حقوق العودة للأرض المغتصبة، وإعلان الرفض لكل مبادرات التفاض على الحقوق المشروعة، والآن يرفع الفلسطينيون شعار « فلسطين التاريخية» للمشاركة في فعاليات مسيرة أو مليونية العودة تزامنا مع ذكرى النكبة، والواضح أن الاسم هو رسالة واضحة للعالم بأن الفلسطيني لن يقبل بغير القدس عاصمة لدولته.
ويؤكد الخبراء العسكريون، أن القلق يخيم على المستويين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال من احتمال اقتحام عشرات الآلاف السياج الفاصل، ما سيؤدي الى المزيد من إراقة الدماء، ومن المتوقع أن يكون غدا بدء «مرحلة جديدة» في مسيرة النضال والمقاومة الفلسطينية، فهناك إصرار وتحد فلسطيني، لن يتراجع أمام قوة العنف لجيش الاحتلال، ومن هنا فإن العالم يترقب مشاهد المواجهة داخل الأراضي الفلسطينيةن رغم محاولات سلطات الاحتلال، أن تصنع أجواء احتفالية كبرى.
