إحباط وغضب، بسبب عدم وفاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالوعود التي قطعها لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، ودعم الحقوق الفلسطينية، ما دفع بالكثيرين إلى اعتبار أن هذه الوعود مجرد سراب، وأن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه رام الله في عهد بايدن لا تختلف عما كانت عليه في عهد سلفه، دونالد ترامب.
وفي هذا السياق، تحدث لـ”الغد” من رام الله، هاني المصري، مدير مركز مسارات للسياسات، ومن غزة الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ومن القاهرة الوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور.
وعود فقط
بداية، قال الوزير الفلسطيني السابق، حسن عصفور، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وعد ولم يفي، فضلا عن أنه سمح للحكومة الإسرائيلية بأن تتجاوز في حق السلطة الفلسطينية، ما بلغ الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن اتهم رئيس السلطة بأنه فاسد، ولا يمثل الشعب الفلسطيني. على حد قوله.
وأضاف عصفور أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، لم يبلغ حد إطلاق مثل تلك التصريحات، أما الإدارة الأمريكية فلا تقدم سوى رسائل التهدئة والطمأنة لجميع الأطراف حتى لا تنفلت الأمور في الأراضي المحتلة.
واستكمل عصفور قائلا:” الإدارة الأمريكية لا تتعامل مع القدس على أنها جزء من الأرض المحتلة، بل تتحدث عن فتح قنصلية دون أن تحدد أن الأرض فلسطينية، فهي تحاول تهدئة الأوضاع فقط، ولا تقل سوءا عن الإدارة السابقة”.
رهان خاطئ
من جانبه، قال هاني المصري، مدير مركز مسارات للسياسات، إن الإدارة الأمريكية وعدت أكثر من مرة بفتح مكتب منظمة التحرير في العاصمة واشنطن ولم يحدث، ووعدت أيضا بفتح القنصلية الأمريكية في القدس ولم يحدث أيضا، مشيرا إلى أن أغلب تصريحاتها متضاربة.
وأضاف المصري “الإدارة الأمريكية كانت توحي باستئناف المفاوضات وأنها مؤمنة بهذا الحل، إلا أن معظم الوعود لم تتحقق”.
كما أكد المصري أن الرهان على الإدارة الأمريكية في عهد جو بايدن سيكون خاطئا، مؤكدا أن بايدن معروف عنه مواقفه بأنها مؤيدة للصهيونية.
وعود انتخابية
وفي السياق، قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن وعود جو بايدن بدعم الفلسطينيين كانت خلال حملته الانتخابية من أجل الحصول على أصوات اليسار والأقليات المتعاطفة مع القضية الفلسطينية.
وأكد أبو سعدة، أن لم ينفذ وعوده بشأن القضية الفلسطينية منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية قبل عام، موضحا أن هناك مجموعة من الأسباب تكبل جو بايدن أهمها عدم الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أبو سعدة أن كل الإدارات الأمريكية السابقة دائما ما تعزف عن التدخل بعمق في الشأن الفلسطيني، بالإضافة إلى أن هناك لوبي يهودي نافذ في الولايات المتحدة، فيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
