تحتضن القاهرة في الفترة من 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري حتى 6 ديسمبر/ كانون الأول المقبل محادثات معاهدة “نيو ستارت” بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وتتنامي المخاوف من نشوب مواجهة نووية على خلفية حرب أوكرانيا، وسط دعوات بضرورة تفعيل بنود معاهدة “نيو ستارت”، لا سيما وانها واحدة من أهم المعاهدات الدولية المسئولة عن حماية الأمن العالمي لضبط ومراقبة السلاح النووى بين البلدين.
ما هي نيو ستارت؟
“نيو ستارت” هي معاهدة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
البداية كانت في أبريل 2010، حين اتفق الرئيسان السابقان، الأمريكي باراك أوباما، والروسي ديمتري ميدفيديف، في التشيك على معاهدة “نيو ستارت” لتخفيض الحد الاقصى للرؤوس النووية الاستراتيجية للبلدين.
لكن التوقيع الرسمي على المعاهدة كان في فبراير 2011، لتدخل حيز التنفيذ بمدى زمني يمتد 10 أعوام، ما سمح باستئناف عمليات التفتيش المتبادلة على عدد الروؤس النووية لدى موسكو وواشنطن، والتي كانت توقفت أواخر 2009 مع انتهاء اتفاق ثنائي سابق بينهما يعود لعام 1991.
وما سمح أيضا بوضع سقف لمخزون كل منهما ، بما لا يزيد عن 700 رأس نووي في قواعد أرضية، و1550 صاروخا نوويا في الغواصات والقاذفات الجوية.
كما أقرت المعاهدة التزام كل من روسيا والولايات المتحدة بامتلاك 800 منصة ثابتة وغير ثابتة لإطلاق الصواريخ النووية.
وبذلك تكون معاهدة “نيو ستارت” خفضت الحد الأقصى للرؤوس الحربية الهجومية بنسبة 30 بالمائة، و الحد الأقصى لآليات الإطلاق بنسبة 50 %.
وفي نهاية يناير 2021 ، تم تمديد المعاهدة لـ “5” سنوات من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بناء على اقتراح من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ورغم أن حرب أوكرانيا عطلت العمل ببنود نيو ستارت، إلا أن الجميع ينتظر ما ستتوصل اليه واشنطن و موسكو خلال محادثات القاهرة نهاية الشهر الجاري، والتي تهدف إلى استئناف عمليات التفتيش، أملا في الحفاظ على أخر اتفاق نووي بين البلدين.
التزام الولايات المتحدة
ومن واشنطن، قالت كارولين روز، كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز للدراسات الاستراتيجية، إن الحرب في أوكرانيا كانت سببا في توقف العمل بمعاهدة نيو ستارت بين الولايات لمتحدة الأمريكية وروسيا.
وأضافت كارولين روز في برنامج (مدار الغد) أن هناك حالة من انعدام الثقة بين الطرفين، مشيرة إلى أن كل ذلك يمثل السبب في عرقلة المباحثات.
وأوضحت كارولين روز أن الولايات المتحدة الأمريكية ستلتزم بكل ما سيأتي في إعلان القاهرة بشأن معاهدة “نيو ستارت”.
كما ذكرت كارولين روز أن الولايات المتحدة اعترفت وأقرت باشتراكها في هذه الاتفاقية مع روسيا فلا يوجد سبب لتغير رأيها.
وأردفت:”أنا متفائلة بالمحادثات التي ستجرى في القاهرة، وأنها ستكون ناجحة للحد من انتشار الأسلحة النووية”.
بصيص أمل
ومن سان بطرسبرج، قال سمير أيوب، الكاتب والباحث السياسي، إن محاولة عقد لقاء بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا يعطي (بصيص أمل) للتهدئة بين الدولتين.
وأضاف سمير أيوب أن الحد من انتشار الأسلحة النووية أو زيادتها لا يشكل أزمة للطرفين، انما الالتزام بالاتفاقية.
وأوضح سمير أيوب أن هذه المعاهدة تنص على تفتيش متبادل بين الطرفين، لكن المشكلة حدثت في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والذي أصر على الخروج منها بحجة أنه لا فائدة منها.
وتابع بالقول:” الآن العالم في تصعيد نووي غير مسبوق، لذلك هناك خوف حقيقي من استخدام الأسلحة النووية، وقد يمهد الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا انضمام دول أخرى كالصين وفرنسا وبريطانيا”.
توازنات إستراتيجية
ومن فيينا، يرى الدكتور نيكولاي سوكوف، كبير الباحثين بمركز فيينا لنزع السلاح وعدم الانتشار، أن محادثات نيو ستارت في القاهرة ستكون مهمة جدا، لا سيما وأن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا يشوبها توترات كبيرة.
وأكد نيكولاي سوكوف أن الدولتين سيكملان المحادثات لإحداث نوع من أنواع التوزانات الاستراتيجية، لافتا إلى ان واشنطن يهمها هذا التوزان.
وأشار نيكولاي سوكوف إلى أن روسيا قد تلتزم، لأن هناك حالة من “عدم الثقة” مع الولايات المتحدة الأمريكية.
