خبراء لـ«الغد»: إسرائيل تحاول عرقلة جهود أي عودة للاتفاق النووي الإيراني
خبراء لـ"الغد": الحرب السرية بين إسرائيل وإيران
يبدو أن حرب الظل بين إيران وإسرائيل تنتقل إلى البحر، مع استهداف كل منهما سفن الآخر، في امتداد لمواجهة قائمة بينهما تعد سوريا أبرز ساحاتها.
فكثيرا ما شنت إسرائيل هجمات جوية على مواقع الميليشيات الإيرانية بالأراضي السورية.
آخر حلقات هذه المواجهة كانت استهداف السفينة الإيرانية ساوييز بالبحر الأحمر في السادس من أبريل، وسط تقارير إعلامية عن تعرضها لهجوم بألغام لاصقة وتضررها بشكل طفيف.
وفي مارس الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سفينة شحن مملوكة لشركة إسرائيلية أصيبت بصاروخ إيراني في بحر العرب، ما أدى لتضررها، لكنها تمكنت من مواصلة رحلتها.
وتحدث لبرنامج «مدار الغد» عددا من الباحثين السياسيين لمعرفة حجم الصراع الخفي بين طهران وتل أبيب، وهل ستتدهور الأوضاع أكثر من ذلك وتصل إلى حرب.
وبال على المنطقة
بداية قال المحلل العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد القبيبان، إن إسرائيل وإيران وبال على المنطقة، موضحا أن ما سيحدث سيعزز الفوضى في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح المحلل العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد القبيبان، أن الحرب بينهما عبثية فوضوية قذرة غير منضبطة.
استراتيجية مشتركة
من جانبه أكد الخبير في شئون الأمن القومي الأمريكي، بليز ميشتال، أن هناك خطا فاصلا بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فيما بيتعلق بعلاقاتهم مع إيران.
كما أوضح ميشتال أن بايدن يقول إن العودة للاتفاق النووي خطوة أولى، وستكون بمثابة اتفاق قوي، بينما ترى إسرائيل أن البرنامج النووي يشكل تهديدا لها، وأن إيران تعادي وتعدي على سفنها البحرية.
كما أكد ميشتال أن بايدن يرى ايضا أن هناك عمليات انتقامية تقوم بها إسرائيل تجاه الميليشيات الإيرانية، وتقوم إيران أيضا بعمليات مماثلة، ولكنه يسعى لإيجاد استراتيجية مشتركة في هذا الأمر.
قطاع طرق
بينما وصف رئيس معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، عصام مخول، التصرفات الإسرائيلية في المنطقة بقطاع الطرق، موضحا أنها تلعب على أكبر من ذلك خلال حربها مع إيران.
وأضاف مخول، أن إسرائيل تحاولة عرقلة جهود أي عودة للاتفاق النووي الإيراني، ولذلك عملية القرصنة كانت موجهة للولايات المتحدة الأمريكية، لكن إدارة بايدن أكدت أن إسرائيل هي التي اعتدت على السفن الإيرانية.
وأوضح مخول، أن إسرائيل تحاول ثني واشنطن عن المضي قدما في الاتفاق النووي الإيراني، هكذا تفسر إسرائيل، وهكذا تفسر أمريكا الدور الإسرائيلي، لذلك هناك تحول كبير في هذه القضية.
أيادي خفية
وفي السياق ذاته، قالت الباحثة السياسية، ديانا محمود، إن هناك أيادي خفية تحاول ممارسة بعض المناوشات ضد إيران.
كما أكدت الباحثة أن الحرب الإعلامية بين الجانبين ستستمر طالما هناك مؤشرات إيجابية نحو رفع العقوبات عن طهران أو عودة طهران قريبا إلى سوق الطاقة.
كما أشارات الباحثة إلى أن هذه التحركات تزعج إسرائيل التي لم تعترف بهذا الأمر، لكن هناك تسريبات إعلامية واضحة تشير إلى ذلك.
الجهود الأوروبية
ويرى الباحث في العلاقات الدولية، هلال العبيدي، أن الحرب السرية بين إسرائيل وإيران بسبب السفن البحرية، ستقوض الجهود الأوروبية للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وأكد العبيدي أن إدارة بايدن لم تحسم أمرها بعد بشأن عودتها إلى الاتفاق النووي الإيراني، حيث أنها غير مهتمة أيضا بقضايا جانبية كالتي تشكل تهديدا للمنطقة ومنها برنامج تطوير البرنامج الباليستي.
وأوضح العبيدي، أن هناك حديث سري حول حزمة من الملف النووي الإيراني الجديد التي ستدخل فيه كل التفاصيل التي تقوم بها إيران والتي يعرفها السياسيون جيدا.
وأردف: “إدارة بايدن لم تكتمل رؤيتها، ووجودها في اجتماعات فيينا تأتي للاستماع للرؤية الإيرانية موقفها، لذلك هي حرب استخباراتية بين إسرائيل وطهران ولا يمكن أن تطور عن ذلك”.
