باتت إسرائيل متهمة من قبل قطاع واسع في المجتمع الدولي بارتكاب جرائم الفصل العنصري أو ما يعرف بالأبرتهايد وهو ما بدا جليا في العدوان الأخير على قطاع غزة.
والأبرتهايد وفقا لنظام روما الأساسي لعام 2002 للمحكمة الجنائية الدولية هو “أفعال غير إنسانية ترتكب في سياق نظام مؤسسي، قوامه الاضطهاد المنهجي والسيطرة المنهجية من جانب جماعة عرقية واحدة إزاء أية جماعة أو جماعات عرقية أخرى.
هذا تماما هو الوضع في إسرائيل حسب ما قاله وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأحد الماضي، حال اعتماد حل آخر غير حل الدولتين، بعد الصدامات الدموية التي وقعت في مدن الداخل بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين.
نظام فاشي كلاسيكي
بداية قال رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، دكتور عصام مخول، إن إسرائيل تعيش أزمة سياسية عميقة بعد عدوانها الأخيرة على غزة، مؤكدا أنها لن تستطيع تشكيل حكومة في الفترة المقبلة.
وأضاف مخول خلال خلال لقائه في برنامج “مدار الغد” الذي يذاع عبر شاشتنا أن انتقال الاعتداءات في حي الشيخ جراح إلى الصحفيين وأعضاء الكنيست، هو إيذان بأن إسرائيل تتخلى بشكل سافر عن ادعائها الديمقراطي وتتحول إلى نظام فاشي كلاسيكي.
كما أوضح مخول أن إسرائيل قررت أن الديمقراطية وحقوق الإنسان أصبحت عائقا أمامها من أجل إحكام سيطرتها على الشعب الفلسطيني ، وعلى وحدة القدس التي تدعيها.
وأضاف عصام مخول أن أوروبا لا تريد ان تأخذ موقف إنساني وقانوني تجاه شعب يتعرض لجرائم حرب من قبل محتل متغطرس.
وأشار عصام مخول إلى أن المشكلة الحقيقية أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في حق مدنيين وأطفال صغار.
كما أشار عصام مخول إلى أن الحكومة الإسرائيلية هي أكثر المعنيين ببقاء حماس في القيادة في غزة، لأنها تريد حماس قوية بشكل كافي لتحافظ على الانقسام الفلسطيني وتريد أن تكون السلطة ضعيفة بشكل كاف لمتنعها من إعادة اللحمة الفلسطينية.
الشرارة
من جانبه، يرى مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عماد جاد، أن الأحداث في حي الشيخ جراح كانت الشرارة التي أنارت الطريق لكثير من الرأي العام العالمي بأن هناك محاولات للاستيلاء على منازل الفلسطينيين.
وأضاف عماد جاد أن إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ صوب إسرائيل، دفع بعض زعماء العالم بالقول بأن إسرائيل تدافع عن نفسها، ولكن في الوقت ذاته شاهدوا الضربات الإسرائيلية على رؤوس المدنيين في غزة.
كما أوضح عماد جاد أن الفرصة سانحة ونموذجية الآن لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، ولابد أن تكون نقطة الانطلاق من الداخل الفلسطيني.
الشباب الفلسطيني
وفي السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد كيالي، إن هناك انزياح في الرأي العام العالمي لصالح الشعب الفلسطيني، وذلك نتيجة صمود الفلسطينيين وكفاحهم.
وأضاف كيالي :”هذا النجاح الفلسطيني جاء نتيجة نشاط الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، لشرح وعرض قضيته عبر وسائل التواصل وهو ما حقق نجاحات على المستوى الدولي”.
تحرير الأرض
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، غوست هيلتر مان، إن الولايات المتحدة المتحدة ما زالت عالقة بالروايات القديمة، و لا بد أن يتحد الفلسطينيون من أجل تحرير أراضيهم.
وأضاف هيلتر مان أن هناك ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وعدم الفرقة مع حركة فتح، حتى تكون هناك قيادة جديدة للتغيير نحو الأفضل في الأراضي المحتلة.
