خبراء لـ«الغد»: الحرب في أوكرانيا ليست كسيناريو أفغانستان
شهر على الحرب في أوكرانيا، لكن ثمة أحداث سبقت هذه الحرب، و أحداث أخرى تخللتها ميدانية وسياسية.
البداية رسميا كانت في الـ”21″ من فبراير الماضي، حين قالت روسيا إن قصفا أوكرانيا دمر منشأة حدودية تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي، وهو ما نفته كييف. و في اليوم نفسه، كان الاعتراف الروسي بلوجانسك ودونيتسك كدولتين مستقلتين، و فيه أيضا أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بدخول المنطقتين.
بعدها بـ 3 أيام، أي في الـ “24” من فبراير، بدأت روسيا عملية عسكرية خاصة داخل أوكرانيا، بالتزامن مع غارات جوية، و مع دخول دبابات عبر بيلاروسيا.
بعدها بساعات قليلة ، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الأحكام العرفية في أنحاء البلاد.
و في 26 من فبراير، أعلن الاتحاد الأوروبي بدء إمداد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر، كما أعلنت واشنطن وصول أول دفعة من الأسلحة الأمريكية.
و في 27 من فبراير ، بدأت العقوبات الغربية على موسكو بتجميد أصول البنك المركزي الروسي، وردا على ذلك، أعلن بوتين في اليوم نفسه، أن “قوة الردع النووية” في حالة تأهب و هو الاعلان الذي ندد به الناتو واعتبرته واشنطن تصعيدا غير مقبول.
وعلى مدار 30 يوما، أعلنت روسيا السيطرة على العديد من المدن والمؤسسات الأوكرانية، بما في ذلك محطة تشيرنوبيل النووية، في المقابل، تؤكد أوكرانيا أنها ما زالت تصد التقدم الروسي بفضل الجيش والمقاومة الشعبية، وأنها لن تترك العاصمة كييف تسقط.
وبعد نحو شهر من العمليات العسكرية، توقف تقدم القوات الروسية لأسباب يرجعها مراقبون إلى عوامل لوجستية والمقاومة الشعبية، بينما يعللها آخرون بإفساح المجال أمام التفاوض.
وعلى مستوى الخسائر، ثمة ضرر هائل للمباني والمؤسسات الحكومية الأوكرانية، لكن الخطر الأكبر يكمن كما يراه الأمين العام للأمم المتحدة في أن هذه الحرب تهدد بأزمة جوع عالمية، و مؤخرا، بدأ مراقبون يحذرون من أن سيناريو الحرب السوفيتية في أفغانستان، قد يتكرر في أوكرانيا.
والغزو السوفيتي لأفغانستان، هو الغزو الذي حدث في أواخر ديسمبر / كانون الأول لعام 1979 من قبل قوات الاتحاد السوفياتي .
وقام الاتحاد السوفياتي بالتدخل في دعم الحكومة الشيوعية الأفغانية في صراعها مع الحزب الإسلامي الشيوعي أثناء الحرب الأفغانية (1978-1992) وبقي في أفغانستان حتى منتصف فبراير/ شباط 1989 .
حديث مبكر
وفي السياق ذاته، قال برنت سادلر، المسئول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، إنه من المبكر الحديث عن فائز أو خاسر في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما وأن النزاع لا يزال مستمرا بين البلدين حتى الآن.
أفغانستان – أوكرانيا
قنبلة موقوتة
وتابع بالقول:” أوكرانيا ستكون قنبلة موقوتة في الاتحاد الأوروبي وذلك بسبب الدعم الغربي للميليشيات، وبسبب تقديم السلاح، وهناك تهديد فعلي لكل أوروبا، وربما يكون للصين رأي آخر وتواصل دعم موسكو وذلك لأنها تعلم أنه إذا خسرت روسيا فسيكون العين عليها”.
العقوبات الاقتصادية
وأشار محلل الأمن وسياسات الطاقة إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه مشاكل اقتصادية، إذا استمر الوضع بهذه الوتيرة فستكون المشاكل أكثر وسنشهد مزيدا من التدهور في أوروبا.
وأكد محلل الأمن وسياسات الطاقة أن روسيا تعاني بالفعل بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية، لكن في المقابل موسكو لديها أوراق ضغط كثيرة لفرض إرادتها في الحرب الأوكرانية.
وأردف:” كل الشركات الأوروبية التي خرجت من السوق الروسية ستتضرر كثيرا، وحتى أكثر من روسيا نفسها التي فرضت عليها العقوبات”.
ضرر أوروبي بالغ
وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على أوكرانيا في الـ “24” من فبراير الماضي، في محاولة لثنيها عن عدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” وذلك بعد تجاهل الغرب لضمانات أمنية طالبت بها روسيا.
وطالبت روسيا المجتمع الدولي بعدم تمدد قوات حلف (الناتو) شرقا في أوكرانيا، وطالبت أيضا بعدم انضمام كييف للحلف، لأنها ترى أنه خطر أمني كبير عليها.