خبراء لـ«الغد»: الشعوب تستدعي جيوشها في اللحظات الحرجة من تاريخها

أثير جدلا واسعا داخل الدوائر السياسية في الغرب حول دور المؤسسة العسكرية في حركات التغيير في العالم العربي، وأن تصبح ضامنة للديمقراطية، في مواجهة انحرافات الأنظمة الحاكمة، بعد أن أصبحت المؤسسة العسكرية لاعبا جديدا وبارزا في الحياة السياسية في العالم العربي، وقامت بإنهاء حكم  الديكتاتورية في الجزائر والسودان، وسبق أن قامت بنفس الدور في مصر، ويحاول الجيش الوطني الليبي أن يقوم حاليا بنفس الدور في ليبيا بتطهير العاصمة طرابلس من فوضى  التنظيمات الإرهابية، ومن نفوذ المتطرفين الإسلاميين..ويرى الباحث البريطاني، نيرمان  اوليفي، أن تجربة قيادة الجيش للتحولات السياسية بدعم توجهات الحراك الشعبي، قد تتكرر في دول عربية أخرى مستقبلا، على غرار تجارب ساهمت فيها القوات المسلحة بدور فاعل ومؤثر وحيوي في أن التغيير السياسي، وبعد أن أعادت الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية، العسكريين إلى دور صناع القرار، بالانحياز لمطالب الشعوب في ثورتها ضد الأنظمة الحاكمة.

 

  • وطرحت التساؤلات أيضا داخل الدوائر السياسية والعسكرية العربية حول دور «العسكريين» في المشهد السياسي والاجتماعي والأمني ؟ ولماذ تلجأ الشعوب للجيش ولا يلجأون للنخبة من السياسيين والمفكرين للخروج من مأزق الأوضاع  تحت سلطة وسطوة أنظمة حاكمة مرفوضة شعبيا ؟! ولماذ تقف حدود الحراك والانتفاضة الشعبية عند أبواب القوات المسلحة؟ ولماذا تفوض القادة العسكريين بالتدخل وحل الأزمات؟!

 

العسكريون يجيدون التعامل مع التحديات 

ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي، د. ناصر السويفي، أن هذه التساؤلات طرحت نفسها بعد أن أعادت القلاقل السياسية في عدد من الدول العربية العسكريين من جديد إلى دور صناع القرار، ويرجع ذلك إلى وعي الشعوب العربية، بأن القوات المسلحة وبما تملكه من القدرة على استخدام القوة، والسرعة والدقة في اتخاذ القرار، وتقدير الحسابات جيدا، هي الأقدر على ضبط الأمن وضمان الاستقرار، وحماية سيادة الوطن، وهي في مجملها أوضاع  يجيد العسكريون التعامل معها، فضلا عن كفاءة الأنظمة العسكرية في الاضطلاع بالتحديات الكثيرة التي تواجه الدول.

 

الأنظمة المستبدة الفاسدة أشد خطرا من العدو الخارجي

وأضاف للغد، هناك توجه غريب يسعى لتصوير القوات المسلحة وكأنها قطاع مختلف وليس من الشعب، بل هي مؤسسة من ابناء الشعب مكلفين بمهام وطنية من جندي إلى اعلى رتبة عسكرية، وهي مؤسسة قائمة على ضوابط من النظام والانضباط يؤهلها للدفاع عن الوطن داخليا وخارجيا باعتبار أن الأنظمة المستبدة الديكتاتورية الفاسدة أشد خطرا من العدو الخارجي.. وتابع د. السويفي، إن الخوف من دور العسكريين في ضبط الأوضاع واستقرارها وفقا لإرادة الشعب، دفع الجماعات الإسلامية وعلى رأسهم جماعة الإخوان للقول بنظام أو حكم «العسكر»، وكأن ابناء الوطن من العسكريين هم مرتزقة!

  • ويؤكد السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أنه في كل مدارس الفكر السياسي ، تبقى القوات المسلحة حامي الدولة وكيانها ، وذلك هو الوضع في كل الدول ، كبيرها وصغيرها ، أي أن  رجال القوات المسلحة، لا يخرجون من صورة العمل الوطني ، وقد أدرك الشعب المصري وبحسه التاريخي، هذه الحقيقة ، حين بادر بكتابة «التفويض» للجيش والفريق السيسي بعد 7 شهور تقريبا من حكم الإخوان ، واستدعاء الشعب المصري لجيشه بالتدخل لإنقاذ البلاد من المأزق  قبل أن تنحدر إلى قاع البركان.

 

الشعوب تستدعي جيوشها في اللحظات الحرجة من تاريخها 

وأوضح للغد، أن الجدل القائم حول دور المؤسسة العسكرية في حركات التغيير في العالم العربي، يتجاهل حقيقة أن الشعوب دائما تستدعي جيوشها ورجالها في اللحظات الحرجة من تاريخها ، وقد حدث هذا بالفعل كثيرا، حدث في فرنسا، حينما إستدعت الجنرال « شارل ديجول» ليتولى قيادة فرنسا الحرة ، ونقلها من فوضى ما بعد التحرير 1945 إلى مرحلة تثبيت الدولة الفرنسية، وهو صاحب دور مشهود في تاريخ فرنسا..وحدث أيضا في أمريكا،حين إستدعى الشعب الأمريكي الجنرال «دوايت أيزنهاور»، القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا ، إلى رئاسة الولايات المتحدة لدور مقصود ، هو أن يقود الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، كما فعل في الحرب الساخنة،وكان أيضا للجنرال  «إيزنهاور» دورا مشهودا في تاريخ بناء الولايات المتحدة الأمريكية.

 

  • ويشير الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، إلى أن الأباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية هم  من«العسكريين»، بدءا بأول رئيس أمريكي، جورج واشنطن، القائد العام للقوات المسلحة للجيش القاري ، ومرورا بالرئيس السابع «أندرو جاكسون» ، قائد القوات الأمريكية في معركة «نيو أورليانز» ، والرئيس التاسع،ويليام هنري هاريسون، أحد قادة البحرية الأمريكية، ولم يقل أحد عن هؤلاء البنائين لدولهم أنهم «عسكر» دشنوا لحكم العسكر!

وأضاف للغد: لا أعتقد أن تكون المصادفة التاريخية وراء أن يكون الزعماء والقادة الذين تصدروا مقدمة التاريخ  وأثروا على مسيرته، كانوا من «العسكريين» المؤسسين والبنائين، وهم من قادوا حركات التحرر في الوطن العربي، وتبنوا خططا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كانت ناجحة.. ولكن السؤال الأهم هو: ما هو الوضع الغريب في لجوء الشعوب لجيوشها لكي تساندها في التحرر من أوضاع داخلية قاسية ومترهلة وفاسدة ؟ أليس الجيش هو ابن هذه الشعوب؟ أليس رجال الجيش مؤهلين دراسيا وأكاديميا واستراتيجيا للقيام بدور هام لصالح الوطن، وتحقيق هدف الحفاظ على النظام بسهولة ونجاح.

 

القوات المسلحة ھي الأقرب إلى مفاتیح القوة  ومفاتیح العصر

وتابع للغد: من الواضح علميا وعسكريا، أن القوات المسلحة ھي الأقرب إلى مفاتیح القوة ، والأقرب إلى مفاتیح العصر، ولذلك نرى في مصر والجزائر والسودان، أنها كانت موجوداة ومنذ اللحظات الأولى صفا موازيا ولیس معارضا للثورات الشعبیة ،  وقد وضع العالم أمام صورة للحظة التاريخیة ، وھي أن الجیش الوطني وھو يملك میزان القوة ، قد تحرك وتواجد بقیمته ومسؤولیته ، ويجسد على أرض الواقع حقیقة أن أي جیش وطني وبفكرة الدساتیر بأسرھا ــ  ومنذ ظھورھا وكتابتھا ــ  ھو جیش الشعب، حامي الشرعیة الوطنیة،   وحامي الأمن القومي  الوطني وهو يملك ميزان القوة

  • وكان الشعب الأمريكي قد استدعى الجنرال ” أيزنهاور ” إلى الرئاسة لدور مقصود ، هو أن يقود الحرب الباردة بين الرأسمالية والشيوعية ، بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا ، وكما فعل في الحرب الساخنة ، حين كان قائدا عاما لقوات الحلفاء..

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]