منذ إعلان فوز إبراهيم رئيسي، رئيسا جديدا لإيران، تدور التساؤلات عن مستقبل سياسات إيران في المنطقة، فهل ستكون سياساتٌ جديدة أم هي ذاتها بتكتيكات مختلفة.
وكشف إبراهيم رئيسي في أول رسائله عن سياساته المحتملة في المنطقة، عن أن طهران تريد علاقات إقليميةً أوثق، وأن الأولوية ستعطى لتحسين العلاقات مع دول الخليج العربية المجاورة.
واستعرض موقع المونيتور الأمريكي، فرصَ نجاح المحادثات وكذلك المعوقات بعنوان “رئيسي في متاهة العوامل الإقليمية في توجيه الدبلوماسية مع الرياض”.
واعتبر الموقع الأمريكي أن رئيسي بإمكانه دفعُ التقارب مع السعودية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لتمتعه بنفوذ أكبرَ من سلفه حسن روحاني، ولعل هذه هي النقطة الإيجابية الوحيدة التي تحدث عنها التقرير.
وبشأن العقبات، تحدث التقرير عن تحفظات السعودية على برنامج إيران النووي، ومعارضتها للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لاستئناف خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأشار تقرير المونيتور إلى تعارض مصالح السعودية وإيران مع عدد من دول المنطقة مثل باكستان التي سعت الرياض إلى الحد من نفوذ طهران هناك عبر اتفاقات استثمارية ونفطية مع إسلام أباد.
أما الملف الثالث الذي تتعارض فيه مصالح البلدين بحسب الموقع الأمريكي، هو إعادة هيكلة الحكومة في أفغانستان بعد بدء خروج القوات الأمريكية من هناك.
وتحدث لبرنامج “مدار الغد” المذاع عبر شاشتنا عددا من المحللين والباحثين لمعرفة ملامح السياسة الخارجية الإيرانية في عهد إبراهيم رئيسي وهل سيختلف عن سابقيه؟.
السعودية وإيران
بداية، قال المحلل العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد القبيبان، إن هناك بوادر نية تلوح في الأفق لتهدئة التوتر بين السعودية وإيران.
وأضاف القبيبان أن هناك تحديات جديدة ومتغيرات في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى القبيبان أن ما يحدث من تطورات في العراق هو سبب الخلل في المنطقة بأكملها، موضحا أن التحدي الرئيسي الآن هو الاقتصاد والنفط، ولكن هناك نية للجلوس على طاولة المفاوضات.
النظام الإيراني
وقال عضو مجلس النواب البحريني سابقا، جمال بوحسن، إن الرئيس الإيراني لا يملك اتخاذ أي قرارات سياسية، مؤكدا أن مفاتيح اللعبة مع المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأضاف بوحسن أن “محادثات فيينا” بشان الاتفاق النووي الإيراني ستفشل بسبب تعنت النظام الإيراني، مشيرا إلى أن سياسة إيران الخارجية مستمرة حتى تحقيق أهدافها في المنطقة.
كما أوضح بوحسن أن الدستور الإيراني ينص على سياسة تصدير الثورة، والتدخل في شؤون الدول، ونصرة المستضعفين وكل هذه المعطيات تؤكد أن النظام الإيراني لن يتغير.
وفي السياق، قال الخبير في الشؤون الإيرانية، جيسون بروديسكي، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عليهما التوصل لاتفاق حول النووي الإيراني ، مؤكدا أن العودة لاتفاق 2015 أمر صعب.
وأضاف برودسكي أن جولات “محادثات فيينا” في هذا التوقيت بشأن الاتفاق النووي مجرد جولات لتخفيف التصعيد، حيث ترغب طهران في رفع العقوبات الأمريكية.
كما أوضح بروديسكي أن “الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يريدان التوصل إلى اتفاق، ولكن هذا لا يعني أن الأمر سيكون سهلا”.
