عامان مرا على وجود جو بايدن، في البيت الأبيض، حرص خلالهما الرئيس الأمريكي على اتباع مسارات مخالفة لسلفه دونالد ترامب.
في خطابه الأول عقب توليه الرئاسة رسميا في 20 يناير/ كانون الثاني 2021، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستعزز علاقاتها مع حلفائها الدوليين، علما بأن التحديات التي كان يواجهها هي نفسها التي واجهها ترامب، وأبرزها الاقتصاد القوي للصين، والقوة العسكرية الروسية، الأزمة النووية الإيرانية.
فالصين لا تزال التحدي الأكبر لواشنطن، لذلك لم يلغ بايدن قرارات ترامب بزيادة التعريفة الجمركية، رغم تأكيده المستمر على أن التنافس مع بكين لا يعني الصراع بالضرورة. لكن نقطة التوتر الأهم بين الجانبين كانت “تايوان”، خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة إلى الجزيرة، وما تبعها من إعلان واشنطن عن بيع الأسلحة لتايبيه.
وثمة تحد آخر واجهته إدارة بايدن وهو روسيا، ففي ديسمبر 2021، عقد الرئيس الأمريكي قمة عبر الفيديو مع بوتين، حذره فيها من عقوبات شديدة حال اجتياحه أوكرانيا، لكن بوتين أطلق بعدها بشهرين، عملية عسكرية موسعة في أوكرانيا، تواجهها واشنطن وحلفاؤها الغربيون -حتى الآن- بعقوبات اقتصادية على موسكو، وبمساعدات عسكرية لكييف.
أما فيما يتعلق بملف إيران النووي، فقد غاير بايدن نهج سلفه، حين سعى لإبرام اتفاق غربي جديد مع طهران، أو على أقل تقدير إحياء اتفاق 2015، ولكن بعد جولات تفاوضية عديدة، خرج بايدن في ديسمبر الماضي ليقول أمام الجميع، إن “الاتفاق النووي مات”.