خبراء لـ«الغد»: خطاب واشنطن يشدد على المسار الديمقراطي في السودان
رأت الولايات المتحدة أنه “آن الأوان لتشكيل حكومة جامعة وتمثيلية” في السودان و”لإرساء سلام شامل ودائم” في هذا البلد، على ما أعلنت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد.
وقالت جرينفيلد خلال مؤتمر عبر الفيديو في مجلس الأمن خصص للسودان “مضت 6 أشهر منذ توقيع” اتفاق السلام في جوبا “بين الحكومة الانتقالية المدنية والمجموعات المتمردة”.
وأضافت “رغم ذلك لم ير الشعب السوداني التزام الأطراف الموقعة الضروري لهذا التقدم”.
خطابٌ شديد اللهجة اشتمل على عدة مطالبات من الولايات المتحدة للسودان لإرساء سلام شامل ودائم.
هذه المطالبات تمثلت في تشكيل حكومة جامعة تمثل الأطياف كافة وتضمن السلام وتدعمُ المهمشين.
ومن بين المطالبات أيضا إنهاءُ تشكيل مجلس تشريعي انتقالي جامع يضم أربعين في المائة من النساء على الأقل.
كما دعت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة إلى تنفيذ اتفاقية جوبا التاريخية للسلام، والتي تم التوقيع عليها قبل 6 أشهر من قبل الحكومة الانتقالية.
وأشارت المندوبة الأمريكية إلى أن الهجوم المروع الذي وقع في غرب دارفور في يناير/كانون الثاني الماضي تذكيرًا مأساويًا بالتهديدات المستمرة التي يواجهها المدنيون في السودان، وخلف هذا الهجوم 163 قتيلا وأكثرَ من 50 ألف مشرد.
المجلس التشريعي
بداية، أكد عضو المكتب السياسي بحزب الأمة القومي، الدكتور تاج الدين البشير، لقد تأخر الكثير من الملفات ومن ضمنها تنفيذ بنود اتفاق السلام الموقع في جوبا.
وأضاف البشير أن على رأس هذه الملفات هو ملف المجلس التشريعي، حيث كان من المقرر أن يتكون بعد 60 يوما من التوقيع على “الوثيقة الدستورية” التي وقعت في أغسطس/ آب 2019.
وأكد البشير أن تكوين المجلس التشريعي كان أولوية، ولكن لاختلاف الرؤى، فهناك من يرى أن تكوين المجلس تأخر بسبب الانشقاقات في الولايات عبر المجالس التنسيقية.
كما طالب البشير، بإعادة تكوين الجانب المدني في مجلسي «السيادة» و«الشركاء» في السودان.
الالتزام بالمسار الديمقراطي
وقال مدير مكتب المبعوث الأمريكي السابق للسودان كاميرون هدسون، إن المطالبات الأمريكية تأتي هي ضمن المجلس الانتقالي وهي أن يظلوا ملتزمين بالمسار الديمقراطي وإنشاء حكومة شاملة ومجلس انتقالي وتنفيذ اتفاقيات جوبا.
وعن ملاحظات واشنطن للمرحلة الحالية، أوضح هدسون أن تصريحات السفيرة الأمريكية تكشف أنه لا بد وأن يكون هناك إشارات حول انتقال السلطة، وكذلك يجب أن يكون السودان نموذجا للديمقراطية، والمجتمع الدولي حينئذ سيدعم البلاد.
من جانبه قال القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان- الجبهة الثورية، الدكتور محمد صالح، إن خطاب واشنطن ليش خطابا شديد اللهجة، وهو واقعي يحث كل الأطراف على الجدية لتنفيذ اتفاق جوبا وتحقيق الاستقرار في السودان.
كما أوضح صالح أن الخطاب السفيرة ليندا جرينفيلد تناول الوضع بتشخيص دقيق، وحث كل الأطراف على الالتزام لتحقيق أهداف الثورة المجيدة، كما تناول قضية عدم الاستقرار في الهامش من جرائم هارت بكبت مؤخرا.
وأشار صالح إلى أن الخطاب حث الحكومة أيضا على حماية المدنيين، وبذلك على السودان أن يعمل بجدية خاصة بعد اتفاق جوبا للسودان.
