ما بين الدعوة إلى ترحيلهم والتأكيد على البقاء مع فرض مزيد من الخناق عليهم، يجد اللاجئون في تركيا أنفسهم بين مطرقة المعارضة وسندان الحكومة، لتأخذ تطورات ملف اللاجئين في أنقرة منحى تصاعديا في الأيام الأخيرة.
وناقشت الحلقة الجديدة من برنامج “مدار الغد” عددا من المحللين السياسيين لبحث وفهم أسباب تصاعد خطاب الكراهية تجاه السوريين، لا سيما في الأيام الأخيرة.
تضييق على السوريين
بداية، قالت الباحثة المختصة في شؤون الهجرة واللاجئين، علا بطرس، إن هناك تضييقا على السوريين في تركيا، رغم توقيعها على اتفاقية اللجوء لعام 1951 وهو ما يعني أنها مكلفة بحماية اللاجئين على أراضيها.
وأضافت علا بطرس أن حزب الشعب الجمهوري التركي قال إنه يجب اعتماد سياسة عودة اللاجئيين السوريين خلال عامين، لكن مع توظيف سياسي لهذا الملف.
وأوضحت علا بطرس أن هذا الملف الإنساني سيستخدم في السياسة وهذا أمر مؤسف للغاية، مشيرة إلى أن الدول يجب تؤمن لهم فرص العمل، ل وفي الوقت نفسه على اللاجئ أن يمتثل إلى قوانين الدولة.
وأردفت:” عام 2016 حصل اتفاق بين الجانب التركي والاتحاد الأوروبي بموجبه تحصل أنقرة على مساعدات للاجئين تقدر بنحو 6 مليارات دولار، وذلك خشية الاتحاد الأوروبي من موجات اللجوء نحو أراضيه”.
الاتجار بالبشر
من جانبه قال عضو مجلس أمناء الحزب الحاكم في ألمانيا، مصطفى العمار، إن تركيا جزء لا يتجزأ من الناتو، لكن خروقاتها وضعت الاتحاد الأوروبي أمام تحديات لوقف المساعدات.
وأضاف العمار أنه لا يوجد تعاون أمني جيد بشأن قضية الاتجار بالبشر، وأغلب الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي قادمون من تركيا عن طريق مهربين وعن طريق تجارة البشر.
خطاب الكراهية
قال القيادي في حزب الشعوب الديمقراطي، بركات قار، إن تركيا تعيش كوارث عديدة في الفترة الأخيرة، ولكن إذا تصاعد خطاب الكراهية ضد السوريين ستحدث كوارث اجتماعية كبيرة.
وأضاف قار أن الهجوم على السوريين كان ممنهجا، والدليل على ذلك أن أغلبهم كان من خارج العاصمة أنقرة لحرق بيوت السوريين، موضحا أن هذه القضية يجب معالجتها بأسرع وقت.
وتابع:” إذا استمرت هذه السياسة العدوانية ضد السوريين في تركيا ستؤدي إلى كوارث اجتماعية، وإلى صدام بين الشعب”.
جدير بالذكر أن العاصمة التركية أنقرة، شهدت الأيام القليلة الماضية، أعمال عنف طالت اللاجئين السوريين، وذلك بعد مقتل شاب تُركي على يد سوري.
وبدأت أعمال العنف حينما نظمت مجموعة من السكان تجمعات بالقرب من منزل الضحية، ثم ساروا في شوارع المنطقة، محطمين واجهات المحال التجارية المملوكة للسوريين.
