رغم تسارع وتيرة سيطرة حركة طالبان على مساحات من أفغانستان وزيادة رقعة الأراضي التي تقضمها من الحكومة الأفغانية، إلا أن الولايات المتحدة ماضية في تنفيذ قرارها بسحب قواتها من البلاد، لتسطر بذلك نهاية أطول الحروب الأمريكية في العالم.
وبدأت شرارة التدخل الأمريكي في أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام ألفين وأحد عشر وبعد نحو شهر بدأ قصف أفغانستان ومعه حرب امتدت لعشرين عاما.
وفي بداية عام ألفين وثلاثة قرر جورج بوش إرسال القوات الأمريكية إلى أفغانستان لمواجهة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ومع قدوم إدارة الرئيس باراك أوباما عام ألفين وثمانية تعهدت بإعادة تلك القوات إلى الولايات المتحدة.
ولكن مع تفاقم الحرب عام ألفين وتسعة تم إقرار زيادة في أعداد القوات الأمريكية في أفغانستان لتبلغ مئة ألف جندي.
المجتمع الدولي
بداية، قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، أليكسي خليبنكوف، إنه لا يمكن أن نقول إن المجتمع الدولي قد أعطى الضوء الأخضر لطالبان بالدخول في حرب ضد أفغانستان، والولايات المتحدة الأمريكية هناك منذ 20 عاما بدون نجاح.
وأضاف خليبنكوف، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن الحكومة الأفغانية لن تستطيع السيطرة على كامل البلاد ولا حتى طالبان، لذا لا يوجد سبب لنعتقد أن طالبان ستسيطر على البلاد كلها، كما يجب على طالبان التباحث والتفاوض مع بقية أطراف البلاد.
وأكد خليبنكوف، أن المفاوضات والمباحثات (الأفغانية الأفغانية) وممثلي التحالف الشمالي ستكون حتمية، وأعتقد أن روسيا قلقة بشأن هذه التطورات لأن المباحثات يجب أن تبدأ وبسرعة لإيجاد حلول سياسية.
ضعف أمريكي
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية، مايكل تشوركين، إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تنتهي من الحرب التي لا تنتهي في أفغانستان، لذلك هناك ضعف أمريكي تجاه هذه القضية.
وأضاف تشوركين، أن هذا الصراع يجب أن ينتهي فورا، مشيرا إلى أن هناك مخاوف من عودة الإرهاب، ولكن الولايات المتحدة ستستطيع أن تكافح هذا الأمر قبل أن يحدث.
وأوضح تشوركين أن “الرئيس جو بايدن أكد على ضرورة مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال عمليات نوعية فقط من خلال قوات خاصة قادرة على مواجهة الإرهاب هناك”.
تقدم وسيطرة
وفي السياق، قال الكاتب الصحفي نصير أحمد طاهري، إن طالبان في الفترة الأخيرة بدأت تتقدم وسيطرت على مدينة تلو الأخرى وذلك عقب الانسحاب الأمريكي من البلاد.
وأضاف طاهري، أن الحكومة الأفغانية أعلنت أنها انسحبت من بعض المناطق لتتمركز في مناطق أكثر استراتيجية لتهدف طالبا، لكن حقيقة الأمر أن هناك ضوء أخضر من أمريكا.
كما أوضح طاهري، أن هناك لعبة سياسية جديدة دخلت أفغانستان، وهناك مخاطر أيضا من سيطرة طالبان، مطالبا بضرورة تدخل الدول الداعمة للسلام لحل هذه الأزمة.
