لا يبدو أن العالم في عجلة من أمره للانخراط جديا في عملية إنهاء المأساة في سوريا، وعواصم أوروبية كانت ميادين لمداولات دولية في الشأن الليبي فيما نجحت الأمم المتحدة في إيجاد المخارج التي توصل إليها الليبيون هذه الأيام أما في سوريا فلا شيء.
ويتكرر الكلام في سوتشي وأستانة وجنيف فضلا عن شلل الأمم المتحدة وخيبة مبعوثها، فيما العسكر من روسيا وتركيا وإيران وأمريكا وحتى داعش يتحركون دون تغيير جذري في خطوط الجبهات.
وتستمر إسرائيل وحدها في هجماتها النارية ضد مواقع إيران والنظام فيما يدور همس عن صراع مكتوم يأخذ أبعادا سياسية واقتصادية داخل سوريا بين موسكو وطهران، الحل السوري ليس على قائمة الأولويات الدولية، حتى مع قدوم بايدن، ويبدو أن ملف سوريا ينحشر داخل خزائن الملفات المؤجلة.
عرقلة التنمية
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي الروسي، أندريه أنتيكوف، إن روسيا متواجدة في سوريا، وجهودها ودورها كبير في البلاد، حيث استطاعت هزيمة كثير من الإرهابيين.
وأضاف أنتيكوف، أن هناك عوامل ثانية غير روسيا، كأمريكا وتركيا، والروس مضطرون للتعامل مع هذه الدول، مشيرا إلى أمريكا تواصل فرض العقوبات الاقتصادية على سوريا وهو ما يعرقل جهود التنمية.
وأوضح أنتيكوف أن روسيا حاولت أن تستقطب الأكراد للعملية السياسية، لكنها اصطدمت مع المعارضة التركية، فروسيا مضطرة للتعامل معها، لأنها تؤمن أنه دون احترام مصالح دول الجوار لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي للأزمة السورية.
الموقف الأوروبي
من جانبه قال الأكاديمي، خلدون النبواني، إن الموقف الأوروبي ليس موحدا فيما يتعلق بما يحدث في سوريا، مؤكدا أن أوروبا أصلا ليست جبهة كاملة موحدة، وتغيرت المواقف مع تطورات الأوضاع الزمنية.
وأكد النبواني أن هناك تنسيقا واضحا مع الحكومة الأمريكية، ولافتا إلى نية الرئيس الأمريكي جو بايدن عودة العلاقات والتفاهمات مع الحلفاء مع الأوروبيين.
وأردف النبواني: “الأزمة السورية ليست ملفا يهم الأوروبيين ولا الأمريكيين أيضا، ويبدو أن الغرب لا ينوي معالجة الأطراف، بقدر ما يؤخذ الملف الإيراني، في إشارة إلى أن ملف سوريا غير رئيسي”.
موقف بايدن
فيما يرى، الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما كان مرشحا للرئاسة كان واضحا تجاه الموقف السوري إذ أكد أن هناك مأساة في سوريا ويجب أن تحل.
وأوضح بربندي، أن سوريا ليست منسية، ولكن ليست أولوية أيضا، مشيرا إلى أن إسرائيل جزء مهم من المصالح الأمريكية في سوريا ولكن ليست هي من يدير الملفات.
كما أكد بربندي أن الملف السوري معلق وجزء من الملف الإيراني، ولكن هذا لا يعني أننا سنشهد تخليا إيرانيا عن السيطرة على سوريا.
الأمريكان والروس
وقال الكاتب الصحفي، فايز سارة، إن الولايات المتحدة الأمريكية تهمل الملف السوري، ولكن روسيا لن تكون صاحبة القول الفصل في الأزمة، رغم ثقل وجودها على الأرض.
وأوضح أن أمريكا بـ2000 جندي تحكم ثلث سوريا، وتمنع أي طرف من الوصول إلى آبار النفط أو شرق الفرات، لافتا إلى أن الولايات المتحدة وحدها التي تحتل المساحة الأكبر من البلاد.
