خبراء للغد: أمريكا لن تتجاوز حدود «قصف تكتيكي» لأهداف حيوية في سوريا

في الذكرى الـ 15 للسطو الأمريكي المسلح على العراق، هل أصبحت سوريا «الهدف الثاني»؟ أم يقتصر السيناريو الأمريكي، عقب لقاء الرئيس ترامب والقادة العسكريين، أمس الإثنين، على ضربة عسكرية على غرار القصف الأمريكي السايق لأهداف حيوية، في تكرار لما حدث في 7/4 / 2017 بقصف أهداف حيوية في حمص بـ 70 صاروخ «توما هوك» موجه عالى الدقة، من خلال المدمرات البحرية الأمريكية المتواجدة في البحر المتوسط، وبزعم استخدام  بشار الأسد غاز الأعصاب في بلدة «خان شيخون»؟!

 

 

خبراء عسكريون مصريون، اكدوا للغد، أن الأوضاع في سوريا تحتلف تماما عما كان عليه الوضع في العراق 2003 ، ولذلك لا تستطيع الولايات المتحدة المغامرة بعملية عسكرية موسعة، لوجود قوى مساندة للرئيس بشار الأسد، وهي روسيا وإيران، وهو ما تضعه أمريكا في حساباتها جيدا، ومن المرتقب أن يتقصر الأمر على قصف مواقع محددة في سوريا، وعن بعد من خلال المدمرات الأمريكية في البحر الأبيض، وقد تحركت المدمرة الأمريكية « يو اس اس دونالد كوك» من ميناء قبرص باتجاه سوريا، بالقرب من ميناء طرطوس، وهي مزودة بـ60 صاروخا مجنحا من نوع «توماهوك».

 

 

 

 

 

ويؤكد الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، في تصريحات للغد، أن دمشق  أصبحت مرةً أخرى تحت سيفِ الاتهام الغربي، وسطَ مزاعمَ تتحدث عن هجومٍ كيماويٍ بدوما بالغوطة الشرقية، والبيت الأبيض لا يستبعد أيَّ خيارٍ للرد، و«ترامب» يتوعد الأسدَ بدفعِ ثمنٍ باهظ.. ولكن وفقا لتقديرات الحسابات العسكرية، فإن الولايات المتحدة  لن تتجاوز حدود «قصف تكتيكي» يثبت أن واشنطن نفذت تهديداتها،  وفي رسالة للنظام السوري، بأن يتوقع عملية عسكرية موسعة بمشاركة الحلفاء فرنسا وبريطانيا، وفي رسالة ثالثة للعالم بأن الولايات المتحدة سوف تتصدى لأية عمليات عسكرية تستخدم أسلحة كيماوية محرمة دوليا.

 

 

 

وأضاف للغد: من المستبعد أن تشارك طائرات أمريكية أو بمشاركة الحلفاء بالقصف من الأجواء السورية، مع الأخذ في الاعتبار، أن الدفاعات السورية أسقطت خمسة صواريخ من أصل ثمانية أطلقتهم الطائرات الإسرائيلية نحو مطار التيفور، أمس، ومن المؤكد أنه تمت دراسة  الوضع عن قرب، وبعد أن عقد الرئيس «ترامب» لقاءات مع الجيش الأمريكى وغيره من الأطراف، وبينما  قال مسؤول أمريكي، إن عمليات الجيش الأمريكي في سوريا «تم تعديلها» لضمان سلامة القوات الأمريكية البرية التي تساعد المعارضة السورية، ومن المتوقع أن يتم قصف أمريكي لمواقع محددة في سوريا، من خلال مدمرات بالبحر الأبيض قبالة الشواطىء السورية.

 

 

وأوضح الخبير العسكري، العميد علوي فهمي، للغد، أن التطور السريعة  تنذر بتأزم الأمر، ومع تطورت المشادات والملاسنات والتصريحات المتبادلة بين الأطراف المتنازعة وحلفاء كلًا منها، وتحديدا بين زعيمي الدولتين الكبار المرتبطتين بالأزمة السورية بشكل مباشر، وهما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، وهذا التطور يعد أمرًا خطيرًا، خاصة فى ظل التدهور الكبير الذى تشهده العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو، ليس فقط بسبب الملف السورى، ولكن أيضًا على خلفية أزمة محاولة اغتيال الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال، فى لندن. ولذلك فإن إصرار أمريكا على توجيه ضربة عسكرية لسوريا، لا تتعدى ما يوصف عسكريا بـ«قصف تكتيكي» يحمل رسائل محددة، خاصة بالنسبة لحلفاء سوريا، وغير ذلك يعد مغامرة عسكرية لها عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها، وستزعزع الوضع في سوريا بدرجة كبيرة، ويمكن أن تغدو عاملا نحو مزيد من التصعيد والتوتر.

 

 

 

ويرى خبراء سياسيون، أن القصف الأمريكي المرتقب لسوريا، يهدف أولا  لإثبات  قدرات الولايات المتحدة على التدخل المؤثر في الشان السوري، ولإثبات مبرر وجود القوات الأمريكية في سوريا دون انسحاب، بعد أن أزعجها تقدم الجيش العربي السوري وتحقيقه لانتصارات خلال الفترة الأخيرة.. ويشير د. محمد السعيد إدريس، الخبير بمركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالاهرام ، ورئيس وحدة الدراسات العربية و الاقليمية، إلى أن  أعين قادة الإدارة الأمريكية، موجهة لنتائج القمة الثلاثية بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا، ومخاطر تشكُّل حلف استراتيجى إقليمى جديد بين هذه الدول، ومرجح أن يضم مستقبلًا كلًّا من العراق وسوريا، الأمر الذى يمثل تحديًا استراتيجيا يصعب التهوين من خطورته بالنسبة للولايات المتحدة. هذا التحالف يعتبر مبررًا كافيًا للإبقاء على الوجود العسكرى الأمريكى فى سوريا.

 

 

 

 

 

ومن جانبه قال الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية، سعد القصير، إن الولايات المتحدة الأمريكية تدبر مؤامرة كبيرة لإحراج الدولة السورية، من خلال اتهامها باستخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية، ولكنها لا تجرؤ الآن على إعادة مشهد القصف الجوي لمطار الشعيرات في العام 2017 تحسبا لردود فعل دولية كبيرة ورافضة، سواء من جانب روسيا والصين وإيران ودول أوروبية، بعد أن حذر الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين، المستشارة الألمانية، أنجيلا مريكل، فى مكالمة هاتفية، من التكهنات و«الاستفزاز» بشأن الهجوم الكيميائى المفترض فى دوما فى الغوطة الشرقية السورية.. وتبادل الزعيمان الأراء حول الوضع فى سوريا بما فى ذلك الاتهامات التى توجهها الدول الغربية لدمشق باستخدام أسلحة كيميائية.

 

 

 

 

 

 

ويؤكد دبلوماسيون بمقر الأمم المتحدة، أن مجلس الأمن الدولي يدرس إمكانية عرض اقتراح أمريكي بتشكيل «آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة» بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، للتصويت اليوم الثلاثاء على الرغم من معارضة روسيا التي قد تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع تبنيه، وفي حال تبني الاقتراح يتم تأجيل أي عملية عسكرية ضد سوريا، انتظارا لنتائج التحقيق.. بينما قالت نيكي هايلي، سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة، إن بلادها «سترد» على الهجوم المميت في سوريا سواء قام مجلس الأمن الدولي بتحرك أم لا ، وأيا كان الموقف فإن الولايات المتحدة سترد!!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]