منذ استقالة رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، في أغسطس/ آب العام الماضي، يعيش لبنان بلا حكومة، ورغم أن الأنظار حينها اتجهت صوب مصطفى اديب إلا أنه سرعان ما اعتذر عن تشكيل الحكومة، فتم تكليف سعد الحريري على أمل أن ينجح في إنهاء حالة الخلاف السياسي تمهيدا لإنقاذ لبنان من أزمة سياسية واقتصادية.
ومنذ تكليف الحريري قبل 7 أشهر تعاظمت الخلافات بين تياره من جهة وتيار الرئيس ميشال عون من جهة أخرى، حيث يتهم كل طرف الأخر بتعمد عرقلة التشكيلة الحكومية.
وسعيا للخروج من الأزمة، طرحت العديد من المبادرات، وآخرها تلك التي طرحها رئيس البرلمان نبيه بري، والتي تتبنى فكرة تشكيل حكومة من 24 وزيرا، لا ينال فيها أي فريق الثلث المعطل، وهو المطلب الذي يصر عليه سعد الحريري منذ البداية.
وتحظى مبادرة بري بدعم العديد من الأطراف اللبنانية، وأبرزها البطريرك الماروني بشارة الراعي، كما تؤكد الأوساط المقربة من بري أن المبادرة تحظى بدعم خارجي على أمل المساعدة في حسم التشكيلة الحكومية، لكنها تعرضت لبعض الانتقادات لأنها تسعى لتشكيل حكومة تدير شئون لبنان حتى الانتخابات التشريعية العام المقبل، وهو ما جعلها لا تختلف كثيرا عن حكومة تصريف الأعمال الحالية.
تعبئة الفراغات
بداية، قال عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل، فادي سعد، إن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لا يعارض المبادرة التي طرحها بري، مؤكدا أنه منفتح على كل المبادرات التي تساعد في تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
وأضاف سعد خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حتى اللحظة يناور ويخرق الدستور يوميا، مشيرا إلى أن عون يريد تشكيل الحكومة بالشكل الذي يريده.
وأوضح سعد أن الحريري لا يمكنه القبول بتمرير اختيارات عون دون مراجعة، لافتا إلى أن رئيس الجمهورية أرسل إلى البطريرك ورقة ليوصلها للحريري لاختيار الوزراء بالأسماء المناسبة والمذاهب، وذلك على حد قوله.
وتابع “الرئيس عون ينسف وثيقة اتفاق الطائف وينسف كل التعديلات الدستورية التي لم يعترف بها يوما.. عون وفريقه السياسي لا يعترفون بالدستور ولا بأي اتفاق”.
الانهيار الكبير
وقالت الباحثة في الشئون الاقتصادية، جيسي طراد، إن الأوضاع الاقتصادية في لبنان تزداد سوءا، وذلك وسط استمرار الجمود السياسي وعدم تشكيل حكومة.
وأضافت جيسي طراد أن “الانهيار الكبير” مقبل بعد أن سبق وأن حذر المصرف المركزي من أن الاحتياطي لديه من النقد الأجنبي لدعم المواد الأساسية سينفد، مشيرة إلى أن 90% من الشعب اللبناني مهدد بالفقر.
وأكدت جيسي طراد أن سعر صفيحة البنزين قد تصل تكلفتها إلى 150 ألف ليرة، فيما الحد الأدنى للأجور يصل 675 ألف ليرة، كما وصل سعر كيلو اللحم إلى 120 ألف ليرة، ولن يستطيع المواطن شراء الدواء.
