عقب عدد من المحللين السياسيين على المناظرة القوية التي حدثت بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، وبين مرشحة “اليمين المتطرف” مارين لوبان التي تسعى للدخول إلى قيصر الإيليزيه.
وانطلقت مساء اليوم الأربعاء، مناظرة قوية بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومنافسته “اليمينية” مارين لوبان.
ومن المقرر أن تنطلق الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات الرئاسة في الـ”24″ من أبريل الجاري، والتي ستحسم أيهما رئيسا جديدا لفرنسا.
ضربات قاسية
وفي السياق قال الدكتور فادي شاهين أستاذ العلوم السياسية في معهد باريس، ماريان لوبان أرادت خطف الأضواء خلال المناظرة مع ماكرون لكن هدوء الأخير جعله يسدد لها ضربات قاسية.
وأضاف شاهين أن ماكرون كان أستاذا في العلوم السياسية، وعرف كيف يدير الحوار مع منافسته لوبان، حيث عمدت على بناء مشروعها لكن لم يكن لديها أي قوة في الحديث.
وأوضح أن مارين لوبان ركزت في بداية حديثها على “القدرة الشرائية” رغم أنها لا تمتلك الخبرة الكافية للحديث بالأرقام أمام ماكرون.
ضعف سياسي
من جانبه، قال أحماد بويسان، الكاتب والباحث السياسي وعضو الحزب الشيوعي الفرنسي، إن مارين لوبان تغيرت من ناحية الشكل شيئا ما، لكنها بقيت ضعيفة من حيث الجوهر بسبب برنامجها وحزبها السياسي.
وأضاف بويسان أن ماكرون استغل الضعف السياسي لمارين لوبان، خاصة انها لم تستطيع الإجابة بدقة عن نسب التضخم وفيما يخص البطالة.
وأوضح بويسان أن مارين لوبان حاولات تنعمم خطابها السياسي، لكنها ظرهت ضعيفة من ناحية معالجة مشاكل الفرنسيين وخاصة الأزمات الاقتصادية.
يذكر أن مارين لوبان قالت إنها ستكون رئيسة لكل الفرنسيين إذا فازت بالانتخابات الرئاسية، مؤكدة أنها ستعمل على زيادة القدرة الشرائية، بالإضافة إلى أنها سترتقي بالحالة الاجتماعية للجميع من أجل مشروع وطني واحد لاستشراف المستقبل.
من جانبه، قال الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون إنه سيعمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطن الفرنسي في التعليم والصحة، موضحا أن يجب جعل فرنسا أكثر قوة وأكثر استقلالا لنكون قوة عظمى.
وقالت لوبان إنها ستكون ناطقة باسم كل الفرنسيين، وستكون الأولوية إلى القدرة الشرائية، وسأعمل على خفض الضريبة المضافة على الطاقة، لأن الطاقة أمرًا مهما لكل الفرنسيين، مشددة على ضرورة العمل على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع.
ورد ماكرون وقال إنه عمل وسيواصل العمل على تقليل (نسب البطالة) في بلاده خلال السنوات الخمس الأخيرة.
كما أوضحت لوبان أنها لا تعترض على تثبيت الأسعار لكنها اقترحت تغيير النظام لنخرج من السوق الأوروبية للطاقة لأنها تلزم فرنسا بأسعار تزداد يوما بعد يوم، مؤكدة على ضرورة تغيير مستدام، داعية إلى تقنين أسعار الوقود.
ورد ماكرون على مارين لوبان وقال لها أنتِ قمتِ بالتصويت على ضد تثبيت الأسعار في الجمعية الوطنية، وقال أيضا أنه لا ينبغي الخروج من السوق الأوروبية للطاقة، لافتا إلى أن يجب إصلاح الخلل فيما يتعلق بمصادر الطاقة.
وأشار ماكرون إلى التناقض بين كلمات مارين لوبان ومواقفها السابقة قائلا: “ما تقولينه عكس مواقفك السابقة، لقد كنتِ من أوائل الذين اعترفوا بضم “شبه جزيرة القرم” في عام 2014″.
وتابع ماكرون: “أنتِ تعتمدين على روسيا، ففي سبتمبر 2014 حصلتِ على قرض من بنك روسي، ثم أعدت تجميعها مع الجهات الفاعلة الأخرى المشاركة في الحرب في سوريا”.
وأردف:” ليس من قبيل المصادفة أن تدخل روسيا في الحملة الخاصة بكِ قبل 5 سنوات، مصلحتك مرتبطة بالقوة الروسية”.
وقال الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون إنه مقتنع بأن سيادتنا وطنية وأوروبية، وأن كلاهما يكمل الآخر، معلنا أن أوروبا ستكون أكثر استقلالية.
وردت لوبان وقالت:”لا توجد سيادة أوروبية لأنه لا يوجد شعب أوروبي.. أفهم أنك تريد استبدال الشعب الفرنسي بالشعوب الأوروبية.. ولقد رأيت أنك بدأت في القيام بذلك عن طريق استبدال العلم الموجود أسفل قوس النصر”.
كما أوضحت:” أريد البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن يجب تغيير طبيعته بشكل عميق”.
وفيما يخص الأزمة الروسية الأوكرانية، أشادت مارين لوبان المرشحة القوية بجهود الرئيس إيمانويل ماكرون لاحتواء أزمة الحرب في أوكرانيا، وقالت إن العدوان على أوكرانيا غير مقبول تماما.
من جانبه قال الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون إن العالم يعيش لحظات عصيبة بسبب تشديد الهجوم الروسي على أوكرانيا، موضحا أن فرنسا ستواصل دعم أوكرانيا بالمساعدات حتى لا تسقط العاصمة كييف.
وتصدر ماكرون الجولة الأولى في الانتخابات التي جرت في الـ “10” من أبريل الجاري، كما أنه يتصدر استطلاعات الرأي بهامش يتراوح بين 3 و13 نقطة مئوية.
لكن لوبان، البالغة من العمر 53 عاما، تمكنت من تضييق الفجوة بشكل كبير مقارنة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل خمس سنوات، عندما خسرت بنسبة 34 بالمائة من الأصوات مقابل 66 بالمائة لماكرون.
وفي عام 2017، وجهت مناظرة مماثلة ضربة قاضية لحملتها، إذ بدت لوبان تائهة وهي تبحث عن إجابات من الأوراق التي تراكمت أمامها، وبدت مهتزة في مرحلة ما، وارتكبت أيضا أخطاء أساسية في العديد من الموضوعات الاقتصادية، وهو ما استغله ماكرون على الفور.
